الطلاق هو الحد الفاصل لنهاية العلاقة الزوجية، الذى يؤكد على استحالة الحياة بينهما والذى يرجع إليه الأزواج بعد نفاد الحيل لعودة الحياة الزوجية كما كانت أو عدم الاتفاق بينهما، وهنا تصبح أول كلمة ينطق بها الزوجان "هنروح للمأذون" لأنه الشخص الوحيد الذى يوثق قرار انفصالهما، والذى يشهد حالات كثيرة من الطلاق لأسباب مختلفة، بعضها يستحق والآخر ما يدعو للغرابة وهنا يصبح المأذون مخزن للأسرار التى تكشف عن الحالات التى تدعو الزوجين لرفع شعار "طلقنى شكرا".
اسلام عامر نقيب المأذونين
وهنا يكشف نقيب المأذونين، إسلام عامر من خلال خبرته فى المهنة عن الأسباب الرئيسية حول الطلاق، ويقص علينا بعض الحالات التى شهدها، ويقول إن أكثر سبب فى حالات الطلاق التى تمر عليه هو سبب اقتصادى فى المقام الأول وعدم قدرة الزوج على الإنفاق، وبالرغم من ذلك لم يكن على استعداد للعمل وهنا لم تجد الزوجة مفر أمامها سوى اللجوء للطلاق.
طلاق
وأضاف أنه يليها مباشرة عدم التكافؤ بين الزوجين فى الفرص سواء كانت ثقافية أو مادية أو تخص الفئة العمرية، مشيرًا إلى أنه شهد كثيرا من حالات الطلاق الخاصة بعدم التكافؤ، قائلًا: "قابلت حالة زواج لم تكمل شهرا ولكن الزوجة طلبت الطلاق وهى فتاة شابة تبلغ من العمر 33 عام وتزوجت من رجل كبير فى السن يبلغ من العمر 67 عام فلم تستطع احتمال العيش لفرق السن والاختلاف فى التفكير وكل شىء فما كان لها إلا أن تطلب الطلاق".
وأكد عامر، أن لوسائل التواصل الاجتماعى دور كبير أيضًا فى حالات الطلاق، ومن الممكن أن تحتل المرتبة الثالثة فى أكثر حالات الطلاق بسبب الخيانة الزوجية التى تحدث عن طريق الانترنت وتجاهل أحد الزوجين للطرف الآخر، وأشار أن للإنجاب دخل كبير فى الطلاق بسبب لجوء الزوج للزواج من أخرى حتى يتمكن من الانجاب وهو الأمر الذى لا تتحمله الزوجة.
"مقاليش تصبحى الخير ودخل نام"، وهنا قال نقيب المأذونين عن أغرب حالات الإقبال على الطلاق التى شهدها، معلقًا: "الزوجان كانا من كبار السن ولكنهما اعتادا على الأسلوب الراقى والاهتمام ببعضهما لأقصى درجة فى الطعام والاهتمام وكل شىء وخاصة أنهما لم ينجبا، ولكن العلاقة العاطفية بينهما كانت أقوى من أى شىء، وهنا شعرت الزوجة بعدم اهتمام عندما نسى زوجها أن يقول لها "تصبحى على خير" وذهب للنوم، وهذا كان سبب كفيل بالنسبة لها لطلب الطلاق".
الطلاق الغيابى للزوجة أيضًا من الحالات التى يواجههها المأذون، وتحدث عن ذلك قائلًا: "كتير من الأزواج بيطلقوا زوجاتهم من غير علمها ويطفشوا" وهنا صرح عامر عن أسوأ حالات الطلاق التى يقابلها وقال إنها أصبحت تمثل ما يقرب من 10% من حالات الطلاق، ويكون السبب الأساسى فيها الزوجة التى تجبر زوجها للجوء للمحاكم أكثر من مرة فيطلقها غيابيًا، ويمكن أن يترك المحافظة ويهرب، مشيرًا "الزوج يقول لزوجته تعالى نخلص مع بعض تقوله لأ أو تلجأ للمحاكم وهنا يقرر يطلقها غيابيًا".
وذكر موقفه من هذا الطلاق أنه أشار للمجلس القومى للتعديل فى وثيقة الطلاق الغيابى فى غيبة الزوجة ويأمل تحقيقه حتى تسترد الزوجة حقوقها كاملة، وهنا أعطى مثال من الحالات التى قابلها "من شهر زوج طلق زوجته غيابى بعد طلاق وعودة مرتين لأنها وصلت الأمر للمحاكم مع استخدام العافية والإجبار معاه فهرب".
طلاق
"الأهل ليهم دور كبير فى الطلاق بنسبة 90%"، قال عامر إن التدخل من الآخرين يزيد الأمور سوءًا بين الزوجين لأنهما يقومان بدورهما فى الإرشاد الذى يكون فى الغالب خطأ كبير يفسد الحياة الزوجية على أبنائهم، وأضاف "البنت كل كبيرة وصغيرة تقولها لأمها فتبدأ الأم تديها نصايح ضد الزوج زى الإهمال وعدم طاعته وغيره، وهكذا والدة الزوج اللى تنصح ابنها بالزواج عليها علشان يفرسها".
وقال إنه يشهد بعض حالات الطلاق الناتجة عن لجوء الزوج للمخدرات والإدمان، موضحًا: "لقيت حالة لزوج صنايعى ومرتبه ضعيف وبيصرفه على المخدرات وزوجته مش لاقية تاكل ولا بيعرفها، هنا طبعا طلبت الطلاق"، وأضاف أن بعض الأزواج يرسل لأصدقائه لتناول المخدرات معه فى المنزل دون أى اعتبار للزوجة أو أدنى خجل منها أو خوف عليها وهذا ما يدفعها لطلب الطلاق فى الحال.
وأنهى حديثه عن الفرق بين المدن والقرى فى قبول العودة بعد الطلاق أو التفكير مرة أخرى فى الطلاق قائلًا: "القرى بيراعوا الأهل والمبادئ قبل الطلاق ويمكن التأثير عليهم فى التراجع أكثر من المدن التى يبتعد فيها الأشخاص عن بعضهم ويأخذون القرار من تلقاء أنفسهم".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة