تناولت فى «فكرة 15» مشروع تطوير المتاحف المصرية بحيث تتحول إلى متاحف ناطقة بحيث تحكى كل قطعة قصتها وتاريخها للمشاهدين، ويهدف هذا الاقتراح إلى تحقيق الاستفادة القصوى من زيارة المتاحف لغير المتخصصين، لكنى فى الحقيقة أرى أن هذا الاقتراح لا يكفى لكى نخرج متاحفنا من تلك الحالة المزرية من التجاهل، فقد تحولت متاحفنا كما ذكرت إلى ما يشبه القبور، ولهذا فلابد من العمل على إضفاء البهجة إلى تلك المتاحف لكى تصبح مادة جاذبة للجميع، وفى السطور الآتية عدة اقتراحات من أجل تحقيق هذا الهدف.
أولا يجب أن نسمح بأن تتحول متاحفنا إلى «قاعات عرض مسرحية» بحيث يدخل إليها الأطفال وهم يعلمون جيدا أنهم سيحصلون على وجبة درامية استعراضية متكاملة، ولا أرى مانعا من أن نصنع أعمالا درامية مبسطة تقدم إلى هؤلاء الأطفال وتتناول قصص من التاريخ القديم على أن تكون تلك القصص مرتبطة ارتباطا عضويا بالقطع الأثرية الموجودة فى المتحف، بحث يشاهد الأطفال هذه العروض فيتطلعون إلى رؤية القطع الأثرية التى قامت بدور ملموس فى الدراما التى شاهدوها.
ثانيا: يقدم المجلس الأعلى للثقافة كل عام عشرات المنح لتفرغ المبدعين وللأسف تذهب غالبية هذه المنح للكثير من الأدباء الذين لا يستحقون المنحة، كما تضيع هذه المنح التى لا يحصل عليها إلا المرابطون على لجان الفرز فى صنع أعمال لا ترتقى إلى المستوى المطلوب، لا من حيث الشكل ولا من حيث المضمون، فلماذا لا تشترط وزارة الثقافة فيمن يتقدم إلى هذه المنح أن يتفرغ لكتابة مسرحيات تاريخية تتناول المحور الذى أشرت إليه؟
ثالثا: فى الكثير من متاحفنا العديد من منافذ بيع المستنسخات الأثرية، فلماذا لا نقوم بتوزيع تلك القصص فى منافذ البيع وأن نحول العروض إلى سيديهات تباع فى تلك المنافذ؟ ولماذا أيضا لا ينشئ كل متحف قناة خاصة على الإنترنت ليذيع فيها تلك الفيديوهات فيسهم بذلك فى إثارة شغف المتابعين لهذه الآثار التى يقف العالم كله فى جميع المتاحف بالساعات ليراها بينما نهجرها نحن.