محمد سمير

ما تبطل تمشى بحنية!

الإثنين، 26 فبراير 2018 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كان نجوم الغناء الشعبى فى الزمن الدافئ الجميل يلقون على أسماعنا بأجمل الكلمات والألحان، وهو ما جعلهم يشكلون فى وجداننا حتى الآن تراثًا ذهبيًا راقيًا لا يمكن أن يمحى على مر الزمان من فرط حلاوته وروعته، ونظرًا لتفرد الطرب الحقيقى الأصيل، الذى كانوا يقدمونه فى ذلك الحين فقد أجبروا عمالقة التأليف والتلحين على التعاون معهم، ولذا كانت حفلاتهم دائمًا كاملة العدد، ويحضرها جمهور من كل الأطياف والأعمار للاستمتاع بهذا اللون الشجى من الفن البديع. أما الآن فلقد ابتلانا الله، جل وعلا، فى مجال الغناء الشعبى بنماذج متحفية غريبة تقدم لنا ألوانًا من القبح لا حصر لها، وتشعر وأنت تستمع إليهم أو تشاهدهم بالمصادفة أو من باب الفضول للوقوف على آخر مستجدات الرداءة والهذيان، أن قطار أسوان السريع قد فرمهم من قبل لمسافة لا تقل عن خمسمائة كيلو متر بأى حال من الأحوال، فحولهم إلى مسوخ سيركية منقرضة أقرب إلى «أشكال الرماية» من كونهم ينتمون إلى بنى البشر، وسأستدعى هنا للدلالة على كلامى تشبيهين فى غاية الجمال والتفرد وردا على لسان أحد أروع مطربينا الشعبيين فى تاريخنا المعاصر وهو الفنان المتميز «محمد رشدى»، حيث يقول فى تشبيه بليغ واصفًا ومغازلًا خطوات حبيبته فى رائعته الخالدة «كعب الغزال» فى مقطعين متتاليين:
«أنا شايف الأرض بتتمرجح تحت الخلخال.. ما تبطل تمشى بحنية لا يقوم زلزال»، 
«لأ والله عليك حتة مشية.. لو ساعتى شافتها مهيش ماشية».
 
..... فعلًا والله، رحمة الله على العمالقة.. ورحمنا الله من مدعى طرب آخر الزمان الذين جعلونا نشتاق لهذا الزمن الجميل.
 






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة