لهيئة الإذاعة البريطانية BBC، كل التقدير والاحترام كوسيلة إعلامية لها تاريخ طويل فى العمل الإعلامى ولصحفييها ومراسليها المنتشرين فى كل دول العالم، وبالتالى وقوعها فى أى خطأ يضعها دائما تحت الضوء، خاصة إذا كان هذا الخطأ لا يحتمل التشكيك، وإن كان يتعلق بسمعة الدولة المصرية أمام المجتمع الدولى.
قبل أيام أذاعت الـBBC تقريرا تليفزيونيا يرصد واقعة عرفتها بـ«الاختفاء القسرى» لفتاة مصرية تدعى زبيدة، واستند التقرير التليفزيونى على شهادة الأم، وتم إذاعة التقرير لأكثر من مرة ونشره بلغات مختلفة على جميع مواقع هيئة الإذاعة البريطانية، واستغل الإخوان هذا التقرير فى التأكيد على مزاعم الاختفاء القسرى وتبنت قنوات الإخوان بتركيا إذاعة التقرير من جديد بعد بيانات عديدة لمراكز وهمية لحقوق الإنسان.
تتصاعد وتيرة الاختفاء القسرى، حتى نجح الإعلامى المتميز عمرو أديب فى البحث وراء الفتاة زبيدة والكشف عن ما إذا كانت مختفية أم لا وصدق أم كذب رواية والدتها، ونجح فى الوصول للفتاة واكتشف أنها متزوجة قبل عام وتقيم فى شارع فيصل بمحافظة الجيزة وأنجبت طفلا قبل شهور ولم تتواصل مع والدتها منذ فترة طويلة.
ظهور زبيدة على قناة ON E مع الإعلامى عمرو أديب كذب مزاعم الاختفاء القسرى الذى روجت له قيادات جماعة الإخوان الإرهابية واستغلوه فى تشويه صورة مصر بالخارج، وكذب أيضا تقرير الـBBC، ودفعنا من جديد للتفكير حول ما تنشره عن مصر وطريقة معالجتها لأخبار مصر منذ فترة طويلة، وطريقة صياغة التقارير المنشورة التى بات واضحا فيها «التلوين».
حوار عمرو أديب مع زبيدة إذا ما أضفناه إلى فيديو عمرو الديب القيادى الإخوانى الذى تبين فيما بعد انضمامه لصفوف داعش فى سيناء ينسفان بكل قوة قضية الاختفاء القسرى ويقضيان على محاولات كاذبة للترويج لهذا المصطلح غير الحقيقى والذى لا يراد منه إلا تشويه صورة مصر فى الخارج.
الجانب الثانى الأهم فى واقعة الفتاة زبيدة هى طريقة معالجة عمرو أديب لحالة الاختفاء القسرى، فقبل انفراده بالحوار، أذاع فى حلقة سابقة فيديو الـBBC، وطلب على الهواء مباشرة من أجهزة الدولة الرد بشكل عملى على الواقعة ومحاولة الوصول إليها والتأكد من ما إذا كانت بحوزة الداخلية أم لا، فى حين أن هناك إعلاميين آخرين تعاملوا مع الواقعة بالمبدأ القديم الرد بقصف الـ BBC والتشكيك فقط، والحقيقة يجب الإشادة هنا بدور الهيئة العامة للاستعلامات والصديق الفاضل ضياء رشوان على حسن تصرفه من البداية مع الواقعة فى مخاطبة إدارة الـ BBC، وإصدار بيانات متتالية لتصحيح الواقعة ونهاية بإصدار توصية بمقاطعة التعامل مع الوسيلة الإعلامية لحين تقديمها اعتذارا رسميا.
الأغرب أنه بعد إذاعة حوار عمرو أديب، لا يزال معسكر الإعلام الإخوانى على موقفه، توقعت أن يتجاهل القضية بأكملها، ولكن اكتشفت ان معتز مطر يشكك فى حوار عمرو أديب وخصص الحلقة كاملة لذلك، وهو ما يعكس سوء النية الواضح والثابت واحتراف ادعاء الكذب وتقديم السم الإعلامى لجمهور الإخوان عبر قنوات تركيا.
فى النهاية تحية للإعلامى عمرو أديب على هذا الانفراد الحقيقى وتحية لأجهزة الأمن المعلوماتية فى البلاد التى نجحت فى الوصول لحقيقة فتاة الـBBC، وأحبطت مخطط جديد لترويج وهم «الاختفاء القسرى» مع بدء الدعاية للانتخابات الرئاسية 2018.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة