حذرت مجلة "فورين بوليسى" الأمريكية من أن الحملة الدعائية لداعش من أجل كسب عقول وقلوب الأطفال السوريين ربما تكون أساسا لعودة التنظيم الإرهابى من جديد.
وقالت المجلة فى تقرير لها إن مقابلات مع آباء فروا من المناطق التى كانت خاضعة لداعش فى سوريا إلى تركيا تكشف أن التنظيم قام بشن حملة محسوبة تهدف إلى خلق حالة من عدم الثقة بين الآباء وأطفالهم، وان التنظيم استهدف بقوة الشباب، لاسيما الصبية، للخروج عن سلطة آبائهم وإنشاء هياكل سلطة جديدة فى المجتمع ونشر أيديولوجيته.
وكانت النتيجة أن داعش أصبح قادرا على حشد الشباب لصالح قضيته، وربما وضع الأساس لعودة التنظيم إلى قوته، فرغم أن دولة الخلافة المزعومة فقدت أغلب أراضيها، فإن أفكارها لا تزال قائمة فى عقول المجندين الشباب السابقين.
ورغم أن بعض الآباء قد فقدوا أبنائهم الذين كانوا يقاتلون مع داعش، فإن آخرين لا يزالون يخوضون معركة يومية لمنع التنظيم من الفوز بولاء أطفالهم. وتحدثت إحدى الأمهات عن صراعها من أجل إبقاء أبنائها فى المنزل، وناشدت هى وغيرها من السوريين النازحين من دير الزور أثناء حضورهم اجتماع مشترك، تقديم النصيحة حول كيفية مكافحة غياب السلطة التى كانت لديهم على أبنائهم، وردا عليها، تحدث أحد الآباء عن ضرورة التواصل مع الأبناء فى محادثات من أجل وضع خطة للمستقبل، لكن إستراتيجيات آباء آخرين لم تكن ناجحة.
وتحدث العديد من الأبناء السوريين عن طريق مشابه سار فيه أبناؤهم نحو التطرف وفى نهاية الأمر تأييد داعش، فحكت واحدة تدعى أم أحمد أنه أثناء عودتها من شراء البقالة مع ابنها، رفعت غطاء وجهها لأنها لم تستطع أن ترى الرصيف المقابل لها فعندما شاهدها أحد مسئولى داعش ترفع نقابها، وبخ نجلها على ما فعلته أمه، وقال إنه لو انضم للتنظيم لأصبح لديه المال لشراء البقالة لعائلته ولن تحتاج أمه للخروج وحاولت السيدة إقناع نجلها بالتخلى عن اهتمامه بالتنظيم، لكنه رد قائلا إنه من الجائز شرعا عصيان الوالد لو كان يثنيه عن الجهاد.
وتقول فورين بوليسى إن داعش صمم دعايته على وجه التحديد لجذب الشباب واستغلال تمرد المراهقين لصالح أغراض التجنيد الخاصة به وتشجيع الشباب على وضع ثقتهم فى قيادة داعش بدلا من والديهم وأشقائهم، فكان يطلب من العديد من السوريين تحت حكم داعش أن يحضروا دورة تدريبية تؤكد على بر الوالدين، وفى نفس الوقت تضمن تدريب التنظيم نماذج على أنه من السهل تحفيز الشباب على الاعتراف بما يسمى بنفاق والديهم الذين ربما شاركوا فى أعمال يحرمها داعش مثل تدخين سيجارة أو عدم الالتزام بالصلوات الخمس.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة