لسنوات طويلة لعبت مصر دوراً وطنياً فى دعم أشقائها العرب سواء فى أيام السلم أو الحرب، وتأتى آخر تلك المساهمات سعى الشركات المصرية إلى المشاركة فى إعادة إعمار سوريا والعراق بعد بدء استقرار الأوضاع هناك، لتضيف إلى سجلات الدور الوطنى مصر صفحة جديدة، وتفتح فرص استثمارية جديدة وكبرى أمام الشركات المصرية التى اكتسبت خبرات ضخمة من خلال المشاركة فى مشروعات التنموية التى نفذت بمصر على مدار الأعوام القليلة الماضية، فضلا عن تشغيل المزيد من العمالة.
بدأت أولى خطوات دعم مصر لأشقائها العرب بزيارة المهندس إبراهيم محلب مساعد الرئيس للمشروعات القومية والاستراتيجية نهاية الشهر الماضى، يرافقه وفد رفيع المستوى، يضم كل من المهندس ياسر القاضى وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والدكتور أحمد عماد الدين راضى وزير الصحة، ومحمد سعفان وزير القوى العاملة، إضافة إلى كبار مسئولى عدد من الوزارات ورؤساء إدارة بعض الشركات الوطنية المصرية، ورجال الأعمال.
وتأتى الزيارة بناء على تكليف من الرئيس عبد الفتاح السيسى، للتأكيد على الدعم المصرى لأشقائنا فى العراق وتعزيز التعاون بين البلدين والعمل على ترجمة الزخم الذى تشهده العلاقات بين البلدين إلى خطوات ملموسة فى شتى المجالات الأمنية والسياسية والاقتصادية والثقافية، والتأكيد على وقوف مصر مع الشعب العراقى لتجاوز التحديات الراهنة واستعداد مصر الكامل فى المساهمة فى عملية اعادة الإعمار خاصة فى المناطق التى تضررت من الإرهاب .
والتقى محلب، خلال الزيارة فؤاد معصوم رئيس جمهورية العراق، سليم الجبورى رئيس البرلمان العراقى، كما التقى اسم الفهداوى وزير الكهرباء العراقى، والمهندس محمد شياع السودانى وزير العمل والصناعة العراقى، والدكتور سلمان الجميلى وزير التجارة والتخطيط العراقى، والمهندس فلاح زيدان وزير الزراعة العراقى لمناقشة سبل تعزيز التعاون وتذليل العقبات فى كافة المجالات الاقتصادية.
وعرض محلب والوفد المرافق له أيضا التجربة المصرية فى إعادة بناء الدولة فى أربع سنوات، وكيف أن الإصرار والإرادة السياسية كانت سببا فى التغلب على كل التحديات وتحقيق معدلات إنجاز غير مسبوقة فى البناء وإقامة المشروعات، وأكد محلب أن مصر يمكن أن تنقل هذه التجربة إلى العراق لمساندتها فى تجاوز التحديات الحالية إيمانا من القيادة المصرية بضرورة دعم الأشقاء فى إعادة إعمار العراق الشقيق.
كما زار المهندس مدينة الموصل العراقية، وهى أول زيارة من نوعها لمسئول عربى وأجنبى للموصل بعد تحريرها من قبضة داعش، وتمثل الزيارة رسالة مصرية واضحة للعراق الشقيق للتهنئة بالانتصار الذى تحقق وباستمرار وقوف مصر بجانب العراق - حكومة وشعبا- فى معركته من أجل التنمية خاصة وأن الموصل هى أكبر مدينة عراقية تضررت بشكل شبه كامل من العمليات العسكرية ضد داعش.
ومن جانبه قال رجل الأعمال محمد أبو العينين رئيس مجلس الأعمال المصرى الأوروبى، إن مصر كما ساندت العراق فى حربها على الإرهاب فإنها حريصة كل الحرص على مساندة العراق فى جهوده لإعادة الإعمار وستكون الشركات المصرية موجودة بقوة فى السوق العراقى بكافة الأشكال بما يتناسب مع أهمية العراق لمصر وأهمية مصر للعراق، والوحدة التاريخية بين الشعبين، فالشعب العراقى الأقرب لقلوب كل المصريين، والشركات المصرية لها تاريخ وخبرة طويلة فى التعامل مع نظيرتها فى العراق.
وأضاف أبو العينين، فى تصريحات صحفية، أن الشركات المصرية ستشارك بقوة فى مؤتمر إعادة إعمار العراق والذى سيعقد فى الكويت من 12 إلى 14 فبراير المقبل، حيث يظهر فيه القطاع الخاص والمجتمع المدنى والمجتمع الدولى احتشاده لمساندة العراق، متابعا ونأمل أن يكون المؤتمر بداية "مشروع مارشال" جديد لإعادة إعمار العراق بكافة مدنه لاسيما وأن تكلفة الإعمار باهظة تصل إلى 100 مليار دولار، والجميع يدرك أهمية وحاجة العراق إلى تثبيت الاستقرار وإعادة البناء ومساعدة الملايين من الناس الذين عانوا كثيرا خلال السنوات الأربع الماضية.
وأوضح الرئيس الشرفى للبرلمان الأورموتوسطى، أن العراق بموارده البشرية والاقتصادية الهائلة يقدم فرص استثمارية للقطاع الخاص ليحقق أرباحا، وكذلك ليكسب الشعب العراقى فى كافة القطاعات بدءًا من إعادة بناء المساكن المهدمة والبنية التحتية من طرق وكهرباء وكبارى ومدارس ومرافق مياه وصرف ومنشآت صحية وإقامة مصانع ومشروعات استثمارية جديدة فى العراق، كما نشيد بجهود الحكومة العراقية التى تخدم جميع أبناء الشعب العراقى دون تمييز.
وليست العراق فقط على أجندة الشركات المصرية، وإنما أيضا سوريا إذ يسافر وفد من جمعية رجال الأعمال المصريين يضم 20 شركة نهاية الشهر الجارى لبحث فرص إعادة إعمار الأرض الشقيقة، بحسب فتح الله فوزى نائب رئيس الجمعية.
وكانت جمعية رجال الأعمال المصرية اللبنانية، قد طالبت على لسان أحمد الزيات بالتواصل المباشر مع الحكومة السورية وأفادت الشركات المصرية التى تعتزم المشاركة فى إعمار سوريا بحجم مشاريع إعادة الأعمال المتاحة حالياً وإرسال المخططات والرسومات الهندسية السابقة لتلك المشاريع مبين فيها نطاق الأعمال والمدة الزمنية لتنفيذ تلك المشاريع.
وحدد الزيات 9 محاور رئيسية يمكن من خلالها إعداد إسترتيجية الشركات المصرية لإعادة إعمار سوريا فى مقدمتها توفير الدعم اللوجيستى والغطاء الأمنى للشركات والعاملين المصريين بسوريا وتحديد المدن الأكثر أماناً وتوفير الجانب السورى المعدات والآلات الهندسية.
وأوضح، أن توفير الدعم اللوجيستى والغطاء الأمنى للشركات المصرية فى سوريا أحد أهم المحاور المحددة للمشاركة فى إعادة الإعمار من خلال تحديد آليات توفر الدعم اللوجيستى والغطاء الأمنى للشركات والعاملين المصريين من خلال خطة أمنية من قبل الحكومة السورية بالتنسيق مع السفارة المصرية أو ما يماثلها بالإضافة إلى وثائق تامين للشركات والعاملين لتجنب المخاطر والإضرابات الأمنية والسياسية المتوقع حدوثها أثناء البدء فى أعمال إعادة الأعمار نظراً لوجود بعض المليشيات التى ستعمل على إفشال مخطط المشاركة المصرية فى سوريا وحدوث إضربات أمنية لإجبار الشركات على عدم الاستمرار بالقيام بأعمالها.
كما طالب الزيات بتأسيس كيان مشترك للشركات المصرية يضم كافة المشاركين تحت مظلة واحدة تحدد آليات وإستراتيجيات التعاون المشترك فى نفس نطاق الأعمال وفقاً لطبيعة كل مشروع حيث يتم تحديدها من خلال لجنة مشتركة من قبل الشركات المساهمة فى الاعمار على أن يضم الكيان مكاتب استشارية وشركات إدارة المشاريع والتنسيق بينهما لتنفيذ أعمال التصميم والإشراف تحت مظلة واحدة وهيكل إدارى واحد وهو ما يساهم فى تبادل الخبرات بين الشركات المصرية وضمان جودة الأعمال المنفذة والاستفادة من التكنولوجيا.
عدد الردود 0
بواسطة:
محمود فتحى
سلمت مصر من كل سوء
بالتوفيق إن شاء الله
عدد الردود 0
بواسطة:
ماهر
مصر و سوريا واحد
اهلا وسهلا بالشركات المصرية والاخوة المصريين في بلدهم الثاني سوريا دة انتو تنورونا وتشرفونا