قال مجموعة من المسئولين السابقين ببعض شركات التكنولوجيا الكبرى، "إن فيس بوك وجوجل وانستجرام يتلاعبون بعقولنا ويحاولون السيطرة عليها، خلال سباقهم لجذب اهتمامنا".
وذكرت صحيفة نيويورك تايمز أمس الأحد أن هؤلاء الموظفين قرر إنشاء اتحاد من الخبراء المعنيين يسمى مركز التكنولوجيا الانسانية.
وقال مركز التكنولوجيا الإنسانية إن منصات التكنولوجيا الكبيرة طورت منتجات مذهلة استفاد منها العالم بشكل كبير، ولكن مع استخدام تقنيات مقنعة على نحو متزايد لإبقائنا بجوار بعضنا البعض، فإن هذه الشركات تؤثر الآن تأثيرا سلبيا على الصحة العقلية والعلاقات الاجتماعية والديمقراطية.
ويخطط المركز لمكافحة إدمان التكنولوجيا وإطلاق حملة إعلانية بعنوان "الحقيقة حول التكنولوجيا"، بالتعاون مع مجموعة مراقبة وسائل الإعلام غير الربحية كومون سينس ميديا.
وتأتى المخاوف المتعلقة بالآثار السيئة للتكنولوجيا الآن من مختلف الأوساط، إذ قال الملياردير جورج سوروس، فى كلمته أمام المنتدى الاقتصادى العالمى السنوى فى دافوس خلال يناير، إن "الاحتكارات" على الإنترنت مثل جوجل وفيس بوك تشكل عقبة أمام الابتكار وتعد تهديدا للمجتمع.
وقال سوروس: " شركات التواصل الاجتماعى تؤثر على كيفية تفكير الناس وتصرفهم دون أن يكونوا على دراية بذلك، وهذا له عواقب سلبية بعيدة المدى على عمل الديمقراطية، وخاصة على نزاهة الانتخابات".
وأوضح سوروس، الذى أنشأ شبكة Open Society Foundations لدعم الديمقراطية وحقوق الإنسان بجميع أنحاء العالم، إن شركات التواصل الاجتماعى تتعمد إدمان المستخدمين للخدمات التى تقدمها، وهذا يمكن أن يكون ضارا جدا ومخصصة للمراهقين.
وستهدف حملة "الحقيقة حول التكنولوجيا" من قبل مركز التكنولوجيا الإنسانية إلى تثقيف الطلاب وأولياء الأمور والمعلمين حول مخاطر التكنولوجيا، بما فى ذلك الاكتئاب الذى يمكن أن يأتى من الاستخدام الكثيف لوسائل التواصل الاجتماعى.
ونقلت الصحيفة عن تريستان هاريس، وهو خبير أخلاقى سابق فى جوجل والذى يرأس المجموعة الجديدة قوله: "كنا فى الداخل، ونحن نعرف ما تقيسه الشركات، ونحن نعرف كيف يتحدثون، ونحن نعرف كيف تعمل الهندسة".
ويضم المركز كلا من ساندى باراكيلاس، مدير العمليات السابق بفيس بوك، و لين فوكس رئيس الاتصالات السابق بشركتى أبل وجوجل، و ديف مورين، وهو مسؤول تنفيذى سابق فى فيس بوك، بالإضافة إلى جوستين روزنستين، مطور زر اللايك بفيس بوك، وروجر ماكنامى، وهو مستثمر مبكر فى فيس بوك و رينيه ديريستا، وهو تقنى يدرس الدردشة الآلية.
وتقول المجموعة إنها تريد أن تضع معايير إنسانية، وسياسات، ونماذج أعمال إنسانية تتفق بشكل أعمق مع إنسانيتنا وكيف نريد العيش.
جدير بالذكر أن هذه ليست المرة الأولى التى يتم التحذير فيها من مخاطر وسائل التواصل الاجتماعى على الأطفال، حيث طالب أكثر من 100 خبير بشأن صحة الطفل فى 30 يناير الماضى موقع فيس بوك بضرورة وقف تطبيق مسانجر كيدز، المصمم لمن هم أقل من 13 عاما.
وفى رسالة مفتوحة إلى الرئيس التنفيذى لشركة فيس بوك مارك زوكربيرج، قال الخبراء إن الأطفال الأصغر سنا ببساطة ليسوا على استعداد ليصبح لديهم حسابات على وسائل التواصل الاجتماعية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة