للمرة الأولى منذ دخول دونالد ترامب البيت الأبيض، قبل 13 شهرا تقريبا، هوت بورصة وول ستريت أمس الاثنين، وتبعتها طوكيو وهونج كونج ولندن، وكان لهذا التراجع فى الأسهم والبورصات العالمية تأثير كبير على أمريكا داخليا، وعلى مستوى عدد من اقتصادات الدول الكبرى.
بحسبcnn money ، فى تقرير نشرته اليوم، فإن انهيار البورصات عالميا أتى مدفوعا بمخاوف قادمة من الولايات المتحدة الأمريكية وحسابات مؤشرات الأسهم القوية فى نيويورك وطوكيو ولندن، التى عانت من خسائر حادة ومخاوف من جانب مستثمرين، ارتفعت لأعلى درجة لها منذ عامين، ويحاول محللون اكتشاف الأسباب، وهل يعود الأمر للدفع الذى حدث فى الأسواق على المدى القصير، أم لأسباب أخرى يجب بحثها.
مؤشرات التراجع فى بورصات العالم
تراجعت الأسهم فى أسواق أوروبا وآسيا، أمس، وانخفض مؤشر نيكى اليابانى لـ4.7 %، وتراجعت أسهم هونج كونج 5%، ومؤشر فوتسى 100 ببورصة لندن 3%، وقد تبع الانخفاض الحاد السابق يوم مرعب للمستثمرين فى أمريكا، إذ انخفض مؤشر "دو" الصناعى لأكثر من1.175 نقطة أو 4.6 %، وهو أكبر انخفاض له فى يوم واحد.
كما بدأت تداولات الثلاثاء أيضا بانهيار حاد للبورصات فى وول ستريت، فانخفضت أسهم "دو الصناعى" أكثر من 275 نقطة أو1.2 %، ومن المعروف أن التراجع فى بورصة وول ستريت يؤثر على سياسة الولايات المتحدة الأمريكية الاقتصادية، لهذا من المتوقع أن يعمل الاتحاد الفيدرالى على رفع معدلات الفائدة بأسرع مما كان مخططا له، متأثرا بتقرير الوظائف الأمريكى الذى أظهر نمو الرواتب، ما يعنى معدلات أسرع للتضخم.
آثار مستقبلية.. بورصات العالم تهتز على إيقاع أمريكا
ارتفاع معدلات الفائدة بقوة يعنى انخفاض قيمة الأسهم، إضافة إلى تأثيره الكبير على التضخم، ما يسبب قلقا وشكاوى فى سوق السندات، وقد حذر خبراء خلال الشهور الماضية، وأكثر من مرة، بحسب ما أوردهcnn money ، من تحرك البورصة وسوق السندات بقوة، وقال بعضهم إن الخسائر الحالية يمكن أن تكون جيدة على المستوى البعيد.
لأن أمريكا واحدة من أقوى الاقتصاديات فى العالم، وهى مكان لتجمع أكبر العلامات والشركات التجارية عالميا، كما أن الدولار مرجع للمستثمرين حول العالم، فإن ما يحدث فى وول ستريت سيؤثر على العالم والأسواق فى المراكز المالية الأخرى، مثل لندن وطوكيو، وهى أسواق أكثر حساسية للتغيرات الخارجية، لكن الأنظمة المغلقة مثل الصين ستتأثر بشكل أقل، فالأسهم فى "شنغهاى" انخفضت بنسبة 2.2% منذ الخميس، مقارنة بـ8% فى طوكيو، ويقول الخبراء إن علينا ألا نقلق بشكل كبير على المدى القصير، حتى لو استمر انخفاض الأسهم خلال الأيام القليلة الماضية، فتصحيحات السوق طبيعية.
ترامب وانهيار البورصة.. السياسة على منحدر الاقتصاد
لا يمكن فى الساحة السياسية الأمريكية فصل الاقتصاد عن السياسة، إذ يؤثر انهيار بورصة وول ستريت وانخفاض الأسهم فى السوق على الرئيس الأمريكى دونالد ترامب وإدارته، خاصة أنه يقدم نفسه دوما باعتباره الناجح فى رفع أسعار الأسهم الأمريكية.
كلمة البيت الأبيض تعليقا على ما شهدته بورصة "وول ستريت" جاءت لتطمئن البعض، وتضمنت أن "ترامب" يركز على الأساسيات الاقتصادية بعيدة المدى، كما وصفت اقتصاد أمريكا بالأقوى، مدللة على ذلك بانخفاض البطالة وارتفاع الرواتب للعمال، التى أصبحت مرتفعة بشكل استثنائى، بجانب تدنى مستوى البطالة.
الثلاثاء الأسود قبل 90 سنة.. تاريخ انهيار وول ستريت
يذكر أن وول ستريت شهدت انهيارا ضخما فى العام 1929، فيما عرف بـ"الثلاثاء الأسود"، وأشار الخبراء وقتها وما نقله المؤرخون المهتمون بالاقتصاد لاحقا إلى أن هذا الانهيار فى سوق الأوراق المالية كان الأكثر تدميرا فى تاريخ الولايات المتحدة.
وعن أسباب انهيار وول ستريت قبل ما يقرب من 90 عاما، قال الخبراء إنه حدث بسبب زيادة هائلة فى العرض على الطلب، إذ تم عرض 13 مليون سهم تقريبا على لائحة البيع، الأمر الذى تسبب فى تدنى مستوى الأسهم بعد ارتفاع سابق، فقد انخفض مؤشر داو جونز 50% تقريبا، وأغلق فى نوفمبر على مستوى 198.69 نقطة، ولم يعد المؤشر لمستواه مرة ثانية إلا فى العام 1954.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة