أطلقت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسيف"، مشروعًا تجريبيًا مستقبليا للاستفادة من عملة "إيثريوم" الرقمية المشفرة من أجل جمع تبرعات للأطفال السوريين.
ويستهدف المشروع التجريبى - الذى يطلق عليه "جيم تشينجرز" - دعوة مستخدمى الكمبيوتر لاستخدام قدرة المعالجة الخاصة بحواسيبهم من خلال بطاقات رسم عالية المستوى لتحويل العملات المشفرة لعملات نقدية، والتبرع بها للأطفال السوريين، حسبما نقلت صحيفة "جارديان" البريطانية.
وذكرت الصحيفة، أن هذا المشروع مازال فى مهده، إذ تم جمع تبرعات قيمتها أكثر بقليل من 900 يورو حتى الآن، إلا أنه يأتى فى أعقاب جهود رفيعة المستوى تبذلها الأمم المتحدة لإيجاد استخدامات لهذا النوع من التكنولوجيا.
وتعد هذه الخطة جزءًا من جهود واسعة النطاق تبذلها "يونيسيف"، وهيئات أممية أخرى، لإيجاد استخدامات لتكنولوجيا "قواعد البيانات التسلسلية" المرتبطة بالعملات الرقمية المشفرة لإحداث طفرة؛ ليس فقط فيما يتعلق بكيفية جمع المنظمات الخيرية للتبرعات ولكن أيضًا فيما يخص زيادة شفافية المعاملات المالية لهذه المنظمات.
وترى "يونيسيف" أن هناك ثلاثة استخدامات ممكنة لتكنولوجيا "قواعد البيانات التسلسلية"، منها إدخال سبل جديدة للتبرع، وخلق شفافية أكبر فى العمليات الداخلية، إضافةً إلى تناول بعض الأمور مثل تقديم مدفوعات إلى شركاء العمال الميدانيين مثل سائقى الشاحنات المتعاقدين محليًا.
وأشارت "جارديان" إلى أن "قواعد البيانات التسلسلية" أصبحت تكنولوجيا رئيسية نظرًا لقدرتها على تسجيل وتتبع مسار الأصول والمعاملات المالية دون الحاجة إلى وسطاء.
من جهته قال فران اكيزا ممثل منظمة الأمم المتحدة للأمومة والطفولة "يونيسيف" فى سوريا إن الاطفال السوريين مازالوا يقتلون ويصابون ويشردون منذ ما يقرب من سبع سنوات على الحرب فى سوريا، مشيرا إلى أن ما يقرب من 60 طفلا سوريا قتلوا فى شهر يناير الماضى وحده فى جميع أنحاء سوريا، ووسط العنف الذى لا هوادة فيه فى الغوطة الشرقية ودمشق وادلب وعفرين، بينما أصيب كثيرون آخرين فى القتال الدائر.
وأوضح ممثل يونيسيف فى مؤتمر صحفى بجنيف اليوم الثلاثاء، أن شهر يناير كان شهرا مدمرا على أطفال سوريا، مناشدا جميع أطراف النزاع الوفاء بالتزاماتها فى حماية الأطفال فى جميع الأوقات، وأشار فى تفاصيل الأحداث إلى أن تصاعد العنف فى ادلب فى الأيام الماضية أدى إلى مقتل مدنيين بينهم امرأة وأربعة أطفال، فى الوقت الذى تقوم فيه المنظمة بجمع المعلومات عن عدد الاصابات بمن فيهم الأطفال جراء هجمات جرت أول أمس على مركز صحى تدعمه اليونيسيف فى معرة النعمان، ما أدى إلى توقفها عن العمل.. ولفت إلى أن هذا هو الهجوم الرابع المبلغ عنه على مستشفى فى سوريا هذا العام.
وأضاف مسؤول يونيسيف أن الوضع الإنسانى فى ادلب فى تدهور، كما أن العديد من المدارس فى المنطقة تغلق بسبب العنف إضافة إلى أن المصادر تفيد بنقص وارتفاع أسعار الإمدادات الأساسية، بما فى ذلك الغذاء والدواء والوقود بشكل كبير، ولفت اكيزا إلى أنه فى الفترة من 15 ديسمبر 2017 إلى 22 يناير نزح ما يقرب من ربع مليون شخص فى محافظزة ادلب وحولها بسبب القتال الدائر، حيث انتقل النازحون إلى المناطق الوسطى والغربية والشمالية من المحافظة.
وقال إن الامم المتحدة تمكنت من استئناف شحناتها للمساعدات عبر الحدود إلى ادلب فى 31 يناير وفى أول فبراير حيث تم إرسال ست شاحنات إمدادات، بما فى ذلك الإمدادات الصحية الأساسية وإمدادات أغذية لحوالى 8 آلاف شخص وغيرها، ونوه إلى أن يونيسيف ستقوم اليوم الثلاثاء بإرسال 14 شاحنة أخرى مع الإمدادات الصحية والغذائية وكذلك المواد غير الغذائية وغيرها.
وأفاد اكيزا إلى أنه فى عفرين ومنذ 20 يناير الماضى وبحسب التقارير فإن تكثيف القتال أجبر حوالى 15 ألف شخص على الفرار من المناطق الريفية إلى مدينة عفرين حيث يستضيفهم السكان أو يلجأون إلى المدارس العامة والمبانى غير المكتملة.
ومن جانب آخر، قال مسئول يونيسيف إن الأطفال هم من يتحملون العبء الأكبر من تكثيف العنف فى الغوطة الشرقية حيث يعيشون تحت الحصار منذ عام 2013، وأكد وجود 120 طفلا بالغوطة الشرقية بحاجة إلى إخلاء طبى عاجل، ولفت إلى أن فى الغوطة الشرقية حوالى 95 % ممن يعيشون تحت الحصار اليوم، حيث كانت آخر قافلة تابعة للأمم المتحدة قد وصلت إلى هناك قد تمكنت من ذلك فى نهاية نوفمبر من العام الماضى.
وأضاف مسئول يونيسيف أن الوصول بالمساعدات فى سوريا محدود للغاية، وطالب بتمكين المنظمات الإنسانية من الوصول للأطفال المحتاجين على وجه الاستعجال ودون قيود.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة