داخل قرية البرجاية التابعة لمركز المنيا، يوجد أول فريق كرة قدم نسائية على مستوى محافظات المنيا وبنى سويف والفيوم والذى يشارك فى منافسات الدورى الممتاز "ب"، رغم أنه قائم على الجهود الذاتية، داخل مركز شباب القرية، مما يساهم فى تغيير صورة الفتاة فى محافظات شمال الصعيد لدى أولياء الأمور الذين أصبحوا يتسابقون لإلحاق بناتهن فى الفريق.
وتسببت الحالة المادية وقلة الموارد عائقا كبيرا للفريق خاصة فى التنقل بين المحافظات لأداء مباريات الدورى الممتاز "ب" لكن المفاجأة أن أولياء أمور اللاعبات يساهمون فى توفير نفقات المباريات والتنقل من خلال التبرعات لمساعدة بناتهن على تحقيق الإنجاز إلى جانب مركز الشباب.
وقال يحيى فاروق رئيس مركز الشباب، إن فريق كرة القدم النسائية هو أول فريق نسائى فى محافظات شمال الصعيد، مشيرًا إلى أن الأهم من ذلك هو وجود الفريق داخل قرية بالمحافظة رغم العادات والتقاليد التى تتمتع بها قرى المحافظة وتواجد مركز الشباب بين الكتله السكنية، إلا أنه بعد تشكيل الفريق خلقت حالة جديدة بين الأهالى وأصبح الفريق رقم واحد وينال تشجيع الجميع من الأهالى، ويخلق روح جديده لصورة البنت فى القرية.
وأضاف فاروق، أن قوام الفريق يتجاوز 20 لاعبة، مستعرضًا أهم المعوقات لديهم وهو الجانب المادى للإنفاق على الفريق، حيث أن مركز الشباب وحده غير قادر على توفير النفقات للاعبات وتوفير مواصلات لهم وصرف مكافآت، لافتًا إلى أن الفريق يلعب بالدورى الممتاز "ب" وفى حالة الفوز والصعود سوف يواجه الفرق الكبرى مثل الأهالى والزمالك، متابعًا: "لكن إمكانياتنا ضعيفة جدا، ونستعين بأولياء الأمور فى الإنفاق، ومركز الشباب تقدم بأكثر من طلب لتدعيم الفريق من أجل استمراره فى المنافسة وصرف مكافآت الفوز للاعبات اللاتى لم يتقاضين أى مكافآت منذ الاشتراك فى البطولة رغم فوزهن ووجودهن فى ترتيب متميز فى جدول المسابقات"، موضحًا أن الفريق لم يتجاوز عمره العامين واستطاع أن وحقق إنجازًا كبيرًا خلال الفترة الماضية ولديه فرصة كبيرة للصعود للمتاز "أ".
ومن جانبه، قال محمد بشر مدير مركز الشباب، إن الفريق يضم عناصر متميزة فى كرة القدم النسائية، موضحًا أن الحالة التى خلقها الفريق داخل قرية البرجاية والقرى الأخرى تثبت أن الفتيات قادرات على تغيير الحالة الذهنيه عن المرأة، وكذلك مكافحة التطرف والإرهاب، مشيرًا إلى أن المركز يقدم كل الدعم للفريق ولا يبخل بأى شيء لكن الإمكانات المادية تظل عائقا أمام مواصلة العمل واستمرارية الفريق، مضيفًا أنه من المفترض صرف مكافآت الفوز للفريق، مشيرًا إلى أن الفريق قائم بشكل شبه كامل على الجهود الذاتية بجانب دعم مركز الشباب.
بينما قالت آلاء أحمد إبراهيم إحدى لاعبات الفريق، إنها سعيدة بالتجربة، ورغم أن هذا الأمر غريب على المجتمع الريفى لكنها وجدت دعما كبيرًا من أسرتها التى شجعتها كثيرا عندما وجدت لديها الموهبة.
وأشارت آلاء، إلى أنه فى بداية الأمر كان أحد أفراد أسرتها يرافقها إلى الملعب لكن لمرور الوقت أصبح هناك ثقة كبيرة من جانب أسرتها وعدم تخوفها عليها كما كانوا من قبل الأسرة.
أما غادة عبد العال إحدى اللاعبات، قالت إن مركزها فى الملعب هو نصف الملعب، معبرة عن سعادتها عندما استطاعوا جعل الجمهور يأتى إلى مركز الشباب لمشاهدة التدريبات أو المباريات الرسمية، متابعة: "فى البداية كنت أشعر ببعض الحياء خاصة أن المجتمع الريفى مجتمع ذكورى وكل الجماهير من الرجال لكن، مرة بعد الأخرى أصبحنا نلعب بدون خوف".
وأكدت عبد العال، على أن تجربة كرة القدم النسائية تجربة قائمة فى الكثير من الدول لكن فى مجتمع القرية يراه الكثيرون واقعة غريبة للغاية ولكن بعدما أصبح الأهالى يشجعوننا وبدأت فتيات كثيرات تأتى لعمل الاختبارات فى مركز الشباب للالتحاق بالفريق.
وفى سياق متصل، قالت روبا أمجد قاعود، والتى تحتل مركز رأس الحربة فى الفريق، إن الفريق يعانى كثيرا خاصة فى السفر لأداء المباريات، وذلك بسبب نقص إمكانيات مركز الشباب وعدم وجود دعم من وزارة الشباب والرياضة.
وطالبت قاعود، اتحاد الكرة بدعم فريق الكرة النسائى بمركز شباب البرجاية، مضيفا أن القائمين على مركز الشباب يحاولون جاهدين توفير الإمكانيات لكنها مازالت ضعيفة حتى حوافز الفوز أو بدلات الانتقال غير متوفرة ولم تصرفها إدارة المركز لعدم وجود ميزانية.
أما رغدة سعيد إبراهيم إحدى اللاعبات بالفريق، قالت إن إنشاء فريق كرة قدم نسائى داخل مركز شباب بأحد القرى بين منازل الأهالى يعنى شيئا كبيرًا فهو يدعم الثقة بالنفس ويغير صورة الفتاة المنياوية أنها قادرة على صنع الكثير، كذلك يصحح من المفاهيم المغلوطة لدى الكثير من أولياء الأمور اللذين مازالت الفتاة لديهم تحتاج إلى رعاية ومرافقة.
وأوضحت إبراهيم، أن تلك هى أول تجربة لها فى لعب كرة القدم، مضيفًا: "لكن كنت أحلم بذلك منذ طفولتى وعندما وجدت الفرصة لم أتردد لحظة واحدة وتمسكت بها وقمت بعمل الاختبارات بمركز الشباب وتم اختيار ضمن العناصر الأساسية بالفريق، والتدريبات لا تختلف عن تدريبات الفرق الأخرى من الرجال ونتمنى أن نصعد الدورى الممتاز أ حتى نواجه فرق كبرى مثل الأهلى والزمالك"، مؤكدة على ثقتها فى قدراتها فى المنافسة فى حال الصعود للممتاز.
وأكدن جميع اللاعبات، على أن الأيام القادمة سوف تشهد انتشارًا كبيرًا لنشاط كرة القدم النسائية فى مختلف مراكز الشباب المنتشرة بالقرى، خاصة أن اللعبة كانت الفتاة فى محافظات شمال الصعيد محرومة منها وأنها لعبة للرجال فقط، لكن بعد تأسيس ذلك الفريق وحالة التشجيع الكبرى التى نراها من الأهالى سوف تنتشر اللعبة.
وطالب اللاعبات المسئولين عن الرياضة بتوفير الدعم الكامل للفريق حتى يتمكن من الاستمرارية والعمل للأمام.