قرأت أمس خبراً مفاده أن لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب تدرس عقد سلسلة من اللقاءات مع الجاليات المصرية فى الخارج، لتحفيز المواطنين على المشاركة فى العملية الانتخابية، وكذا الرد على حملات التشويه التى تتعلق بمشهد الانتخابات الرئاسية.
ومع كل التقدير والاحترام للدوافع الوطنية التى تقف وراء قرار اللجنة هذا، أرى أن المردود والعائد الحقيقى من هذه اللقاءات، حال عقدها، لا يتناسب على الإطلاق مع المصروفات الضخمة التى تتكبدها الدولة لإتمامها، خاصة فى ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التى نعانى منها منذ فترة طويلة التى تتطلب من جميع أجهزة ومؤسسات الدولة أن ترشد نفقاتها إلى أدنى حد ممكن، هذا فضلاً عن أن هذا الدور يمكن أن تؤديه بمنتهى الكفاءة والاقتدار بعثاتنا الدبلوماسية العديدة فى الخارج التى تغطى أغلب دول العالم.
كما أرجو أن ندرك جميعاً وبشكل واضح أن تحفيز المواطنين على المشاركة الكثيفة فى أى عملية انتخابية، وكذا درء عمليات التشويه عنها يكون الأساس فيه هو حسن إدارة جميع التفاصيل الدقيقة التى تتعلق بالمشهد الانتخابى التى تؤدى فى النهاية إلى غرس وترسيخ القناعات والدوافع الذاتية لدى جموع المواطنين فى الداخل والخارج بأهمية المشاركة، دون الحاجة إلى عقد المؤتمرات وإرسال اللجان وتكرار المناشدات.. والله من وراء القصد.