أصدرت مدرسة الإسكندرية للدراسات المسيحية التابعة للكنيسة القبطية، سلسلة جديدة من الإصدارات تروى فيها سير القديسين الأوائل، وذلك نقلًا عن مخطوطات باللغة القبطية، ترجمها إلى اللغة العربية الدكتور صموئيل قزمان معوض، ضمن إصداراتها فى معرض القاهرة الدولى للكتاب.
27782965_10204376430727885_1042789980_n
فى الكتاب الذى يقع فى 66 صفحة من القطع المتوسط، تروى المخطوطة سيرة البابا إسحق، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية فى الفترة ما بين أعوام 690 م و692 م وضع مقدمتها الأنبا مينا اسقف الكنيسة القبطية ببشاتى فى دلتا مصر وهو من دون وكتب تلك السير.
العلاقة مع المسلمين خضعت لمزاج الحاكم
وفى مقدمة أخرى وضعها مترجم الكتاب، أكد فيها، على أن سيرة البابا إسحق بطريرك الكنيسة الحادى والأربعين هى نص قبطى فريد ومميز، حيث يؤرخ بإسهاب لحياة أحد باباوات الإسكندرية فى إطار تاريخى تدور فيه أحداث هامة تقع فى النصف الثانى من القرن السابع الميلادى فى أعقاب دخول العرب مصر، وإخضاعها لحكم الدولة الإسلامية الناشئة وقتها.
وذكرت مقدمة الكتاب، أن تلك الفترة تمثل تحولًا جذريًا فى تاريخ مصر بوجه عام وتاريخ الكنيسة بوجه خاص، حيث صاحب هذا الحكم انتشار اللغة العربية والدين الجديد فى مصر، وتعكس سيرة البابا إسحق العلاقة المتقلبة للحاكم تجاه الكنيسة حيث لم تخضع هذه العلاقة لمعايير ثابتة بل غالبًا لمزاج الحاكم وتقلب أحواله.
نبوءة شيخ الرهبان للبابا إسحق
لا تختلف سيرة البابا إسحق عن غيره من باباوات الإسكندرية، الذين فضلوا حياة الرهبنة والعزلة فى الصحراء على ما دونها، إذ بدأ حياته الكنسية راهبًا وتلميذًا للأنبا زخاريس أسقف سخا، حتى تولى منصب البطريرك بناءا على نبوءة أبلغه بها أحد شيوخ الرهبان فى الصحراء.
البابا إسحق يقبل توبة الهراطقة
إلا أن اللافت فى سيرة هذا البابا، هو قبوله توبة الهراطقة (المجدفين) إذ تؤكد سيرته إنه كان مستنيرًا، حتى إنه حين حضر إلى مصر رد الكثيرين عن الهرطقة وقبل البعض الأخر حين اعترفوا بأخطائهم بفضل كلامه، وقاده الله إلى قرية تسمى بساناشو تمكن فيها من تعميد الكثير من الرجال والنساء.
البابا إسحق يرمم كنيسة " الإنجيليين" بالإسكندرية
تشير سيرة البابا إسحق إلى إنه أمر بترميم كنيسة "الإنجيليين" فى الإسكندرية إذ كانت آيلة للسقوط لقدم عمرها، ولا يوضح الكتاب ما إذا كانت تلك الكنيسة تنتمى للطائفة الإنجيلية أم إنها تحمل الاسم دون دلالات أخرى، حيث يسجل القرن الثامن عشر أول دخول للطائفة الإنجيلية فى مصر، ولم تكن لهم أية كنائس قبل هذا التاريخ، أما الحركة الإنجيلية نفسها فقد نشأت فى العالم فى القرن الخامس عشر، ومن ثم فإن وجود كنيسة إنجيلية فى القرن السابع الميلادى أمر مستبعد منطقيا.
وشاية ضد البابا إسحق عند والى مصر
وشا بعض المصريين بالبابا إسحق عند الوالى ورفعوا الوشاية قائلين "هو ذا أنت تبجل إسحق وتستقبله عندك، أما هو فيشمئز منا ومن ديننا"، فقال لهم الملك أنا من جهتى أحبه وأعلم من عمله أنه رجل الله وهو خاضع لنا".
ملك مصر يبنى كنائس وأديرة للمسيحيين
بناءا على تلك العلاقة الطيبة التى جمعت البابا إسحق بالملك، بنى الملك للمسيحيين الكثير من الكنائس وأديرة الرهبان حول مدينته محبة فى المسيحيين.
كما أمر الملك البابا إسحق أن يبنى كنيسة فى حلوان، وقد كانت مدينة جديدة شيدها الملك آنذاك، فلما اكتمل بناء الكنيسة، مرض البابا إسحق وتوجع للغاية، فأخبروا الملك فحزن جدًا وزاره فى الإسكندرية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة