تحدثت صحيفة "واشنطن بوست" عن معجزة نجاة طفلة عمرها ثلاث سنوات فقط من الموت متجمدة فى الوقت الذى لقى فيه كل من كان معها من النازحين السوريين الفارين على قمة أحد الجبال مصرعهم من شدة الصقيع.
وقالت الصحيفة إن السلسلة الجبلية التى تشكل حدودا طبيعية بين سوريا ولبنان كانت دوما كقناة فى زمن الحرب يمر بها الأشخاص الذين لا يستطيعون السفر بشكل قانونى، وأيضا للمتمردين والمعارضين والمواطنين العاديين الذين يريدون الهرب فقط.
وفى إحدى ليال الشهر الماضى، أصبح فخا للموت، حيث هبت عاصفة فوق الجبل الذى كان فيه 70 لاجئا سوريا يتسلقون الجبل فى محاولة للوصول إلى لبنان، وفى ظل الظلام والرياح والجليد بدأوا يتعثرون، فسقط رجال السن، وتعثر الأطفال. وبعدما فقدوا القدرة على رؤية مرشدهم، ضلوا الطريق وتشتتوا. وأصيب مجموعة صغيرة بالتعب الشديد فقرروا الاستلقاء على الأرض فى البلد وذهبوا فى النوم.
وتجمد 15 شخص حتى الموت، فى أحد المعالم الجديدة المحزنة لمأساة الحرب السورية المستمرة منذ 7 سنوات. فقد مات لاجئون من قبل غرقا وهم يحاولون الوصول إلى أوروبا أو أطلقت عليهم النيران على الحدود التركية، لكن هذه كانت أول حالة تعرف لمجموعة تموت من البرد، بحسب ما أفادت وكالة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة والسلطات اللبنانية.
ووسط هذه المجموعة المنكوبة، عثر على فتاة صغيرة حية تستلقى على الثلج، والتقطها شخص وذهب بها إلى مستشفى قريب، وتضرر نصف وجهها جراء شدة الصقيع. وداخل وحدة العناية المركزة، أصبحت الطفلة علامة استفهام صغيرة أخرى فى مأساة الحرب الأكبر، وتساءل الأطباء، من هى ولماذا لم يأتى أى أقارب لها وهل ستبقى على قيد الحياة.
ورصدت الصحيفة مأساة مجموعة من اللاجئين من أسرة واحدة كبيرة قضى أغلبهم فى هذه الرحلة الصعبة قبل الوصول إلى إحدى نقاط التفتيش اللبنانية التى بدأت فيما بعد من عمليات الإنقاذ.
وتقول واشنطن بوست نقلا عن أطباء إن الطفلة الصغيرة نجت بمعجزة فقد كانت فى حالة تعب شديد وفقدان للوعى ليومين قبل أن تبدأ فى استعادة وعيها وأصيب بحروق الثلج فى نصف وجهها، الأمر الذى يستدعى معه إجراء الكثير من العمليات التجميلية.
وفى اليوم الخامس لدخولها المشفى، جاء والدها الذى يعيش فى طرابلس بلبنان بينما كانت أسرته فى سوريا، بعدما قرأ المأساة على مواقع التواصل الاجتماعى. وكان الأمر محرجا، فقد علم الرجل بوفاة زوجته وابنته الكبرى ذات الأربع سنوات بسبب الجليد، ولم تعرفه هذه الابنة لأنه لم يرها سوى مرة واحدة أثناء طفولتها، فلم تستطع أن تتعرف عليه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة