فى مؤتمر حكاية وطن، وفى معرض الحديث عن دور الدولة لمواجهة ارتفاع الأسعار نتيجة قلة المعروض وجشع التجار ومشكلات جودة السلع التصديرية، قال الرئيس السيسى، إن الحكومة أنشأت 100 ألف صوبة زراعية، أى ما يوازى مليون فدان أرض، وتم ذلك فى فترة زمنية 3 سنوات فقط، مشيرا إلى أن أكثر دولة تمتلك صوبا زراعية فى العالم، لديها 70 ألف صوبة أنشأتها خلال 40 سنة، ونحن أنشأنا الـ100 ألف صوبة فى 3 سنوات فقط».
هل كل الناس تعلم حجم هذا الإنجاز المتحقق؟ هل كل المتجادلين على السوشيال ميديا والمنظرين فى أحزابهم الكرتونية ودعاة الإحباط يعلمون قيمة إضافة نحو مليون فدان أراضى زراعية إلى المساحة المزروعة والتى تتعرض للتآكل بفعل الزيادة السكانية وطغيان المدينة على الريف والزحف العمرانى؟ هل يتحدث أحد عن هذا الإنجاز باعتباره إنجازا غير مسبوق لأنه يبدأ من حيث انتهى الآخرون مستخدما أحدث تكنولوجيات الزراعة، ومحققا إنتاجا شديد التميز من حيث التنوع والجودة وبأقل استهلاك مائى ممكن، خلافا للطرق التقليدية فى الزراعة وفى مدى زمنى قليل للغاية؟
وحتى لا يقول بعض الناس إن وسائل الإعلام قصرت فى عرض الإنجازات، أو أن يحملنا أحد وزر مجموعات الندابين اللطامين الذين يحاولون تشويه الصورة وإظهار أن البلد ينحدر إلى الهاوية بالزور والبهتان، وحتى يتضح الفارق الهائل بين من يعملون بجد واجتهاد وابتكار ويفكرون كيف يحرقون المراحل من أجل البلد وبين من يكتفون بالهرتلة والكلام المرسل والشائعات والأفكار المسمومة، نستعرض معا فى عجالة تفاصيل هذا المشروع العملاق.
مشروع المائة ألف صوبة عملاقة مقام على مساحة 100 ألف فدان، فى 7 مناطق جغرافية مختلفة، بناء على توزيع المشروع القومى لاستصلاح الأراضى، وهى مناطق، غرب المنيا، وأقصى غرب المنيا، وحلايب وشلاتين والمغرة بمنخفض القطارة، وسيناء، والمراشدة 1، والمراشدة 2 بمحافظة قنا، وإنتاج الصوبة الواحدة المقامة على مساحة الفدان، بحسب وزير الزراعة عبد المنعم البنا، يعادل إنتاجية 10 أفدنة عادية أى أن إنتاج الـ 100 ألف صوبة يعادل إنتاج مليون فدان من الأراضى الزراعية التقليدية، ومنتجاتها كلها طبيعية «أورجانيك»، وفقًا للمواصفات والمعايير الدولية.
ويتم تنفيذ المشروع، بحسب تصريحات مسؤولى وزارة الزراعة، طبقًا للمواصفات العالمية ذات الإنتاجية العالية، بالاستفادة من تجارب دول كالمجر، وإسبانيا، وهولندا وبالتعاون مع منظمة اليونيدو، التى تسهم بخبراتها لمساعدة المزارعين على زيادة الإنتاجية والتخطيط لإقامة الصناعات الغذائية التكميلية، كما يستهدف المشروع من خلال اعتماد التقنيات والأنماط الحديثة فى الزراعة، زيادة إنتاج حاصلات زراعية عالية الجودة بكميات ونوعيات جيدة فى غير موسمها لتحقيق مردود اقتصادى كبير.
ويوفر المشروع أكثر من 300 ألف فرصة عمل للشباب من خريجى كليات الهندسة والزراعة، والعمال والفلاحين، كما يلبى احتياجات التصدير المتزايدة من منتجات هذه الصوب، لتميزها من ناحية الجودة وقلة استهلاكها لمياه الرى، وقلة الفاقد من منتجاتها، كما يسعى فى المراحل التالية إلى ربط الإنتاج الزراعى بعمليات تصنيع منظمة تحقق أعلى عائد من استهلاك مساحات الأراضى وكميات المياه، وكذلك إنشاء كيانات زراعية متكاملة.
الحمد لله أن قيض الله لنا رجال يعملون بنزاهة وتجرد للنهوض بهذا البلد الأمين، لا تعوقهم صعاب ولا يمنعهم نقص الإمكانات، ويتحركون دائما بإصرار وعزيمة نحو تحقيق أهدافهم آخذين بالأسباب ومتوكلين على الله، ومن يتوكل على الله فهو حسبه، وللحديث بقية عن المشروعات التنموية العملاقة التى تنفع الناس وتمكث فى الأرض.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة