فى صفعة جديدة وجهت للدكتاتور التركى رجب طيب أردوغان، تلقت محاولاته الدؤوبة فى نيل بلاده عضوية الاتحاد الأوروبى، ضربة موجعة، برفض الاتحاد انضمامها، وفى ليلة وضحاها تحول حلمه إلى سراب، وذلك بسبب تخليها تدريجيا عن القيم الديمقراطية، على الرغم من استغلال أردوغان لزيارته لإيطاليا والفاتيكان التى جرت فى الأيام الماضية لإيجاد دعما بشأن عضوية بلاده فى الاتحاد الأوروبى.
ورفض المتحدث باسم المفوضية الأوروبية ألكسندر وينترستن التعليق المباشر على كلام أردوغان حول إمكانية انضمام بلاده للاتحاد الأوروبى، لكنه ألمح أن تحقيق أى هدف يتطلب انخراط الطرفين، قائلا إن "ما نراه اليوم هو أن تركيا تمضى باتجاه مغاير تماما".
اردوغان
وأشارت صحيفة "لاستامبا" الإيطالية، فى تقرير لها نشرته مؤخرا، إلى أن العديد من المسئولين الأوروبيين أكدوا فى تصريحات متطابقة أن التضييق على الحريات العامة وتدهور حالة حقوق الإنسان فى تركيا تجعل من غير الواقعى التفكير فى انضمامها إلى الاتحاد على المدى المنظور.
صفعة لأردوغان
وأكدت الصحيفة الإيطالية أن المفاوضات حول انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبى "مجمدة" بحكم الأمر الواقع، ولا يزال هناك احترام لسيادة القانون.
وفى السياق نفسه، اعتبر الاتحاد الأوروبى أن اعتقال أعضاء اللجنة التنفيذية للرابطة الطبية فى تركيا وتراجع السلطات عن تنفيذ قرار المحكمة بالإفراج عن رئيس منظمة العفو الدولية فى البلاد تانر كيلى، تعتبر أحدث الأمثلة على التطورات المثيرة للقلق فى تركيا، والتى تراه الصحيفة أن تضييق الحريات فى تركيا أحد أهم أسباب غلق الأبواب الأوروبية أمام انضمامها.
الاتحاد-الأوروبى
وفى بيان مشترك عن كل من الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية فى الاتحاد الأوروبى فيديريكا موجيرينى، والمفوض الأوروبى المكلف سياسة الجوار يوهانس هان، أشارا إلى أن "هذه التطورات تقوض سيادة القانون واستقلال وحيادية القضاء فى تركيا.
ورأى المسئولان الأوروبيان أن عدم تنفيذ الأحكام القضائية، واستمرار احتجاز صحفيين ما هى إلا سوابق مؤسفة تضاف إلى سلسلة تصرفات تركية، مبينان أن "كل هذا يثير شكوكا جدية حول إمكانية وجود إنصاف قانونى حقيقى فى البلاد".
وأوصد تقليص الاتحاد الأوروبى للمساعدات المالية الأوروبية المخصصة لتركيا خلال العام الجارى، الباب مجددا أمام مفاوضات العضوية، ما يقلص حظوظها فى استئناف المفاوضات، التى باتت صعبة المنال، بعد تواتر مقترحات أوروبية جديدة تنسف احتمال منحها صفة العفو.
وكان الاتحاد الأوروبى أعلن فى منتصف نوفمبر الماضى، ميزانيته للعام 2018 التى أشارت إلى خفض ملحوظ فى التمويل المخصص لتركيا على خلفية الشكوك حيال التزام أنقرة بمسائل تخص مفاهيم الديمقراطية ودولة القانون وحقوق الإنسان.
إيطاليا تصفع أردوغان
وتظاهر المئات من الإيطاليين، أمس فى العاصمة روما رفضا لزيارة أردوغان، وحمل المتظاهرون الغاضبون لافتات كتب عليها أردوغان قاتل، ونددوا بتدخله الوحشى فى عفرين.
تظاهر-الإيطاليين-فى-العاصمة-روما
وجاءت التظاهرات بعد وصول أردوغان مساء الأحد، فى مستهل زيارة التقى خلالها بابا الفاتيكان فرانسيس، ونظيره الإيطالى سيرجيو ماتاريلا.
أوروبا ترفض العدوان على عفرين
والأسبوع الأول للعملية العدوانية العسكرية التركية "غصن الزيتون" اندلعت تظاهرات فى 54 مدينة أوروبية، شارك فيها مئات الآلاف ضد رجب أدروغان، مطالبين دول الاتحاد الأوروبى باتخاذ موقف ضد هذه الانتهاكات التى يرتكبها الجيش التركى برفقة جماعات إرهابية من تنظيم داعش.
ووصف نواب فى البرلمان الفرنسى الخطوة التركية فى عفرين بـ"جرائم حرب"، كما نظم فى 27 يناير تظاهرات ضمت ما يقرب من 2500 شخص، حسب تقديرات الشرطة، فى باريس، رافعين لافتة كتب عليها "الفاشية التركية بقيادة أردوغان ستقبر فى عفرين".
وزير-الخارجية-الفرنسى-جان-آيف-لودريان
وقال وزير الخارجية الفرنسى جان آيف لودريان إن تركيا "مدانة تماما" إذا نفذت عمليات عسكرية فى سوريا بغاية "احتلال أراض فيها أو غزوها".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة