عصا طويلة تعلق بها أكياس غزل البنات الملون، وكتف يحملها على مدار اليوم حتى يشتريها الزبون وتصبح العصا فارغة، فيعود الصبى لبيته فرحًا بما اكتسبه من عمل يده، صورة اليوم من أحد شوارع القاهرة لأولاد فى عمر الزهور يبيعون غزل البنات.
تتبادر أفكار عديدة لذهنك، ما الذى دفع بهم لذلك، وهذا ليس مكانهم الطبيعى، فمثلهم يجلس فى بيته يبحث عن لعبة ترفيهية يقضى فيها وقته، أو مدرسة يذهب إليها دون تحمل أية أعباء.
صورة اليوم
صورة اليوم
ولكن ما تحمله تلك الصورة فى طياتها هو الفئة العمرية لهؤلاء الأطفال، الذين عبأوا نموذج من الفرحة البسيطة لدى الأطفال فى الأكياس، وراحوا يبيعونها لمن هم فى مثل سنهم، ربما يتشابه البائع والمشترى فى ذلك المشهد من ناحية السن، ولكن طبيعتهم تختلف، وما يدور بداخل تفكير كل منهم يختلف أيضًا.
فثمة فرق واضح بين أطفال تنشأ فى تدليل، وراحة على مختلف الجوانب، وبين أطفال تنزل للشارع باحثة عن رزقها، ربما تقف الكثير من الكواليس خلف لقطة اليوم، ولكنها تخبئ بداخلها فرحة محمولة على أكتاف هؤلاء الصبية، يبعونها لمن هم فى مثل سنهم، منتظرين فرحة بمعنى آخر، هم فقط من يعرفون مذاقها، وهى فرحة الحصول على الرزق الذين نزلوا من أجله لقلب الشوارع.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة