ذكرت صحيفة نيويورك تايمز، الأمريكية، إن التقديرات بشأن مدى الصواريخ التى تمتلكها كوريا الشمالية زادت من 745 ميلا فى عام 1990 إلى أكثر من 8 آلاف ميل الآن، وهو ما يكفى لضرب نصف العالم، بما فى ذلك البر الرئيسى للولايات المتحدة.
وأشارت إلى أن الأسلحة التى تنتجها كوريا الشمالية هى مثال على مدى صعوبة وقف الصواريخ من الانتشار، فعلى الرغم من عقود من العقوبات، طورت البلاد عائلة من الصواريخ البالستية مستفيدة من تكنولوجيا صواريخ سكود الروسية المنشأ، وزعمت الصحيفة الأمريكية أن بيونج يانج حصلت على عدد من صواريخ سكود بى ومعدات الدعم والتكنولوجيا من مصر، فى الثمانينات، وعملت على الإستفادة من تصميمها وتطوير المزيد.
ولفتت إلى أن الصاروخ الذى أطلقه المتمردين الحوثيون فى اليمن على السعودية، نوفمبر الماضى، هو نسخة متطورة من سكود، وكذلك الصواريخ التى تقول السعودية أن الحوثيون يستهدفونها بها منذ 2015، وأوضحت إن كوريا الشمالية قامت بتطوير سكود بى لتنتج Hwasong-5 الذى صدرته لعشرات الدول ومن بينها إيران.
وأضافت إن إيران طورت بدورها النسخة الكورية الشمالية من الصاروخ وأنتجت صاروخ شهاب 1 فى عام 1987 وشهاب 2 فى 1997، وهما ما يشتبه فى أنها أرسلتهم لسوريا وللميليشيات الحوثية فى اليمن، ولم تتوقف إيران عن هذا حيث طورت شهاب 3 الذى يبلغ مداه 800 ميل و"غدير" الذى يبلغ مداه 1210 ميل وأخيرا فى 2015 أنتجت "عماد" ذو الدقة العالية.
ووقال جيفرى لويس، مدير برنامج شرق آسيا لعدم انتشار الأسلحة النووية في معهد ميدبورى للدراسات الدولية فى مونتيرى: إن العديد من الدول تتعلم الآن أسرار الصواريخ وكيفية تطوير نماذج أكثر تهديدا تدريجيا، فالهند، على سبيل المثال، تعمل على صاروخ يمكن أن يمكنها من ضرب ما يقرب من نصف كوكب الأرض.
وقال إيان ويليامز، مدير مشارك فى مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، الذى يقوم بتجميع البيانات عن برامج الصواريخ فى مختلف البلدان: "نعتقد أننا ندخل عصر نهضة صاروخية". وأشار إلى أن عددا متزايدا من البلدان التى لديها إمكانية الوصول إلى الصواريخ يزيد التوترات الإقليمية ويجعل الحرب أكثر احتمالا. مضيفا أن البلدان تميل لاستخدام ترساناتها إذا كانت تعتقد أن صواريخها مستهدفة.
وتحذر أن العديد من الصواريخ التى تقوم بتطويرها العديد من البلدان تقوم على تكنولوجيات عفا عليها الزمن، مما يجعلها أقل دقة، مما يزيد من المخاطر التى يتعرض لها المدنيون. وهناك خطر بأن تقع الصواريخ فى أيدي الميليشيات والجماعات الإرهابية.
وأشارت الصحيفة إلى أن خمسة بلدان حول العالم بإمكانهم ضرب أى مكان على سطح الأرض بما لديهم من صواريخ وهم روسيا والولايات المتحدة والصين وفرنسا وبريطانيا. وتضيف أن العديد من الدول التى استثمرت بشكل كبير فى الصواريخ على مدى العقدين الماضيين تقع فى المناطق الساخنة المعروفة فى آسيا والشرق الأوسط. فبالإضافة إلى إيران وكوريا الشمالية، فإن باكستان والهند لديهما سباقهم الخاص على هذا الصعيد.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة