"هيلا هيلا والشدة على الله"، بملامح يكسوها الجهد والإصرار على العمل، سعيًا وراء الزرق، يدفعون عرباتهم إلى الأمام، ويسيرون خلفها باحثين عن "حمولة" كتب فى مقابل القليل من الرزق.
فى طرقات المعرض، ترى فئات مختلفة من الزوار، شباب يناقشون أسعار الكتب وأطفال جاءوا بحثًا عن البهجة والفرح، وعائلات جعلت المعرض متنزهًا ثقافيًا وترفيهيًا، وفى الوقت نفسه تأخذك عيناك أيضًا إلى هؤلاء العمال السائرون فى عالمهم الخاص، خلف عرباتهم لحمل بضائع أو كتب بحثًا عن "لقمة العيش".
"المعرض كان زمان، دلوقتى كله بقى يجيب عربيات"، هكذا قال محمد مصطفى، بملامح سمراء "متعبة" ووجه باسم، وذلك بعد سؤاله عن عمله بالمعرض، ليؤكد: "كنا زمان بنعرف نأكل عيش من المعرض، لكن دلوقتى بقى صعب، أنا من المنيا، وآتى كل سنة المعرض، وبقية السنة أكون على باب الله اشتغل أى حاجة وفى أى حتة"، وعن المصاعب التى تواجهه أكد أن "البلدية بس اللى بتضايقنا وممكن وأنا جاى الصبح تاخد منى عربية الشيل".
أما محمد عبد الصبور، والذى ظهر شاردًا أمام عربته ينتظر "زبونا"، أو مفتاح الله لباب الرزق، شاب أسمر تعود أصوله إلى محافظة أسيوط، فإنه ظل يتحدث بينما حالة الشرود لم تتركه قال: "كنا زمان بنعرف نأكل عيش، دلوقتى المعرض وكل حاجة اتغيرت.. أنا هنا كل سنة من زمان قوى، وزى ما أنت شايف أدينا قاعدين!"، ويتابع: "البلدية مش سيبانا فى حالنا ممكن تاخد مننا العربية اللى بنسترزق بيها ومترجعهاش".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة