بالتزامن مع الاكتشافات البترولية المتتالية، ووسط سلسلة لا تنقطع من التقارير التى تشيد ببرنامج الإصلاح الاقتصادى الذى بدأته الحكومة المصرية قبل أكثر من عام كامل وبدأ يجنى ثماره بانخفاض معدلات التضخم، تقترب مصر من تعزيز قطاع الطاقة للتحول إلى مركز إقليمى فى هذا المجال، ليس فقط من خلال الموارد البترولية، وإنما أيضاً من خلال التوسع فى الطاقة المتجددة.
ومن بين المشروعات فى هذا المجال، يأتى مشروع الطاقة الشمسية الحرارية "ماتس"، الذى تم افتتاحه فى منطقة برج العرب مؤخراً، وأشادت به العديد من وسائل الإعلام الإيطالية التى أكدت أنه يركز على تكنولوجيا الطاقة الشمسية المبتكرة التى وضعتها الوكالة الإيطالية للتكنولوجيات الحديثة والطاقة والتنمية الاقتصادية المستدامة، موضحة أن هذا المشروع يحسن من تكنولوجيا الطاقة على أساس الأملاح المنصهرة كسائل نقل الحرارة.
وقالت صحيفة "لاريبوبليكا" الإيطالية فى تقرير لها إن المشروع هو الأول فى العالم من هذا النوع، ومصر ستصبح أكبر مجمع لمحطات الطاقة الشمسية فى العالم.
وأشارت الصحيفة إلى أن تلك المحطة مصممة بأفضل طراز وتكنولوجيا مبتكرة وهى جزء من مجموعة ماير تيتيمونت مما يجعلها معروفة، مشيرة إلى أن مشروع الماتس يعد طاقة شمسية نموذجية متعددة الأغراض، حيث يعتبر منصة بحثية متطورة فى مجال الطاقة الشمسية، مما يجعلها مؤهلة لأن تصبح مركزا إقليميا للتطبيقات التكنولوجية فى مجال الطاقة الجديدة والمتجددة.
أما وكالة "ناسا" الإيطالية فقالت إن محطة "ماتس" بمثابة مصنع مبتكر فى قطاع الطاقة المتجددة فى مصر، وتم افتتاحه فى برج العرب، وهذه المبادرة مولها الاتحاد الأوروبى لتوليد الطاقة الشمسية من تركيز الأشعة الشمسية، وحضر افتتاحها كلا من سفير إيطاليا لدى مصر جيامباولو كانتينى ووزير الكهرباء المصرى محمد شاكر.
ونقلت الوكالة عن السفير الايطالى لدى القاهرة قوله إن "اختراع الطاقة الشمسية الحرارية الذى يوجد فى مصر الآن يعتبر أول مرة يطبق فى العالم، مما يجعل هذا المشروع طفرة فى الابتكارات العلمية والتكنولوجية".
وأكد كانتينينى "الآن ماتس هى حضانة الأفكار والمشاريع المهمة ليس فقط فى قطاع الطاقة المتجددة بل لتوفير فرص عمل والتنمية فى مصر والمنطقة".
وتابعت الوكالة أن الاتحاد الأوروبى أيد بقوة تمويل هذا المشروع بفضل البرنامج الإطارى السابع الذى يمتاز بتكنولوجيا المتطورة للأملاح المنصهرة، مما يجعل هذا المشروع لأداء الوظيفة المزدوجة لإنتاج الكهرباء، كما أن هذه التكنولوجيا المبتكرة تحسن كفاءة المصنع وتقلل من الأثر البيئى للعملية.
وأضافت أن المشروع يتضمن إنشاء التشغيل التجريبى للنظام المقترح مع المواصفات المذكورة على النحو التالى: "الطاقة الكهربية 1 ميجاوات، مدخل الحرارية المولد 5.7 ميجاوات، وحدة تحلية بسعة 250 مترا مكعبا من المياه فى اليوم الواحد.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة