المعيار الوحيد!

فى تصريح لها أمس بمناسبة الاحتفال باليوم العالمى للمرأة، طالبت إحدى عضوات مجلس النواب الفضليات بأن ترتفع نسبة تمثيل المرأة بالحقائب الوزارية من %20 حاليًا لتصبح %50 فى المستقبل، وذلك إيمانًا منها بقدرة المرأة المصرية على العطاء والتفوق، كما جاء على لسانها.

 

ومع كل التقدير والاحترام لرأى النائبة الفاضلة أرى أن المعيار الوحيد الذى يجب أن يكون اختيار المناصب على أساسه ولا شىء سواه هو معيار الكفاءة، وهو ما يعنى أنه لا مانع أن تكون نسبة تمثيل المرأة فى جميع المناصب بنسبة تفوق الـ%50 بكثير طالما أن أساس الاختيار مبنى على الكفاءة، فكفانا يا سيدتى الكريمة ما عانيناه من مردودات سلبية عديدة لسنوات طوال نتيجة استخدام مثل هذه الأسس والمعايير العنصرية عند اختيار المسؤولين للمناصب المختلفة، فالعدل الذى هو أساس الملك لا يمكن أن يتحقق بعشوائية المعايير، وبنظرة بسيطة على العديد من المناصب المختلفة الحالية، والتى نعانى بشدة بسبب عدم التوفيق فى اختيار من يشغلها سنكتشف بكل سهولة أهمية أن يكون معيار الكفاءة هو القول الفصل فى اختيار المسؤولين.. أرجو من الله العلى القدير أن يختفى تمامًا فى المستقبل القريب من بلادنا الغالية تطبيق نظام النسب والمحاصصة فى الاختيارات، وأن يحل محله المعيار الوحيد العادل، الذى استقر عليه العالم المتقدم منذ زمن بعيد وهو معيار الكفاءة.