بعد ظهور بارقة أمل فى القطاع الصناعى بمحافظة الأقصر عبر بوابة مدينة البغدادى الصناعية، وبدء أصحاب المصانع فى إنشاء الأسوار وعمل أساسات مصانعهم تمهيداً لاستكمال الإنشاءات فيها وتجهيزها بالمعدات والأجهزة الحديثة بدعم من البنوك المصرية كما كانوا يظنون، ظهرت أزمة حقيقية على أرض المصانع بتوقف العمل تماماً منذ مطلع الأسبوع الماضى، وعدم دخول العمال للأراضى المخصصة لأكثر من 23 مصنع نظراً لتخوفات أصحاب المصانع من السير فى خطوة جديدة وإنفاق أموال كبيرة دون الحصول على أى دعم من الحكومة أو البنوك التى أعلنت من قبل توفير كافة الأموال والقروض خلال حفل تخصيص الأراضى لهم.
من ينقذ المدينة الصناعية بالبغدادى فى محافظة الأقصر بعد توقف العمل فيها؟؟
وفى هذا الصدد يقول محمد يونس صاحب مشروع إنشاء مصنع الرضوانية للأسلاك المعدنية وأطباق الفويل بمنطقة البغدادى، أنهم توقفوا عن العمل لدخولهم فى نفق مظلم مع كافة البنوك التى طرقوا أبوابها دون جدوى أو أية خطوة لدعم المدينة الصناعية، مشدداً على أن الجميع رفع يديه عن دعم مستقبل الصناعة بالأقصر ورفضوا تقديم الدعم والقروض التى يوفرونها بالملايين لأبناء الوجه البحرى دون أية مشكلات، متسائلاً: "أين الوزارات المعنية من تلك الأزمة وهل تسعى البنوك لعدم إنجاح المدينة الصناعية بالأقصر؟".
أصحاب المصانع بدأوا فى الإنشاءات وتوقف العمل منذ أسبوع بعد رفض البنوك تمويل مصانعهم
ويضيف محمد يونس ابن منطقة الساحة الرضوانية بالأقصر لـ"اليوم السابع"، أنه لم يكن يعلم بأنه سيواجه تلك الأزمات والرفض المباشر من البنوك المختلفة بالتمويل، حيث أنهم فى بداية الأمر وبعد التقدم بطلبات تخصيص أراضى لدعم الإستثمار والصناعة فى صعيد مصر وعلى وجه الخصوص بالأقصر لمواجهة الإعتماد الكامل على السياحة، وفتح أبواب رزق وخير جديدة للأقصر عبر تلك المصانع، حصلوا على وعود من كافة الجهات وعلى رأسها هيئة التنمية الصناعية التى أكدت على أن الترفيق مجانى بالكامل، وكذلك حضر كافة قيادات وممثلى البنوك بالأقصر فى احتفالية المحافظة بتسليم عقود 23 قطعة أرض لمستثمرين بقاعة المؤتمرات فى مطلع شهر مايو العام الماضى، وتواصلوا معهم لتقديم الدعم لهم للمضى بكل قوة فى إنشاء مصانعهم ووعدوهم بتوفير كافة الأموال والقروض عبر مبادرة للحكومة والبنك المركزى لدعم المدن الصناعية بالصعيد، ولكن كل تلك الوعود دخلت نفق النسيان ولم يوافق بنك واحد حتى الآن على تقديم الدعم للمستثمرين لاستكمال مصانعهم.
أصحاب المصانع يناشدون الرئيس السيسى وشريف إسماعيل التدخل لحل أزمة التمويل
وأكد صاحب مشروع إنشاء مصنع الرضوانية للأسلاك المعدنية وأطباق الفويل، أنهم وعدوا المحافظ خلال زيارته الأخيرة بأنهم سيسابقون الزمن لبناء وتجهيز مصانعهم الجديدة خلال 6 شهور لتدخل الخدمة رسمياً وتخرج أول منتج صناعى، ولكنهم لم يتوقعوا أن ترفض البنوك طلباتهم بالحصول على التمويل اللازم للستكمال مشروعاتهم التى تخدم الدولة بالمقام الأول بتوفير منتجات وعملة صعبة بالتصدير للخارج بجانب توفير الآلاف من فرص العمل لأبناء الأقصر والصعيد بالكامل، مناشداً الرئيس بضرورة إنقاذهم من تلك الأزمة لكى يستكملوا مشروعاتهم ومصانعهم بمدينة البغدادى وحتى لا تضيع عليهم عشرات الآلاف من الجنيهات التى صرفوها على التجهيزات وإنشاء الأسوار للتأكيد على حسن نيتهم ببدء العمل والسعى لإنهاء مصانعهم فى القريب العاجل.
المدينة الصناعية بالأقصر تتوقف عن العمل بسبب أزمة التمويل
واستطرد الحاج محمد يونس قائلاً: "والله لو كنت أعرف أن كل الأزمات دى هتواجهنا والبنوك هترفض تمويلنا مكنتش مشيت خطوة من البداية فى المشروع، ولو كنت قدمت على أرض فى أى مدينة صناعية بالوجه البحرى لتسابقت البنوك على تمويلى بخلاف ما يفعلونه مع أبناء الصعيد من تعنت ورفض للدعم ووقف للحال"، مؤكداً على أنه خلال زيارة المهندس أحمد عبد الرازق رئيس هيئة التنمية الصناعية منذ أيام للمدينة الصناعية، أثنى جميع أصحاب على دور ومجهودات محمد بدر محافظ الأقصر على تقديم الدعم لهم وخدمة المشروعات الصناعية المستقبلية بالمدينة، ووعدهم بحل أزمات المياه والكهرباء بالكامل، وناشدوا رئيس الهيئة بالتدخل لحل أزمة التمويل والإقراض من البنوك التى لم تنته حتى الآن، حيث أن جميع البنوك تقدم يد العون للمستثمرين فى الوجه البحرى بالمدن الصناعية المختلفة، ولكنها لم توافق على أى طلبات لمستثمرى الأقصر والصعيد حتى الآن، مؤكدين أن العقبة الوحيدة التى تقف أمامهم الآن هى موافقات البنوك على دعمهم بالتمويل الذى لو تمت الموافقة عليه ستنطلق المصانع خلال شهر على الأكثر فى مرحلة الإنتاج لخدمة الاستثمار والصناعة فى جنوب الصعيد، ووعدهم المهندس أحمد عبد الرازق بالتدخل وعرض الأمر على قيادات البنوك فى العاصمة لإصدار الموافقات للمساهمة فى دخول المصانع حيز التشغيل والخدمة خلال الأسابيع المقبلة، ومازلوا ينتظرون رد رئيس الهيئة عليهم فى تلك الأزمة وهل يستكملون العمل بمصانعهم بالحصول على تمويل من البنوك أو تضيع عليهم أموالهم التى صرفوها على إنشاء الأساسات والأسوار خلال الشهرين الماضيين.
العمال يتركون العمل بكافة المصانع بسبب الأزمات المتكررة
وفى نفس السياق يقول أبو بكر أحمد صاحب مصنع القادسية للأجهزة الطبية قيد الإنشاء، أنهم قرروا اتخاذ خطوة جادة بالاتفاق مع بعضهم للبدء فى إنشاء الأسوار والأساسات لمصانعهم ليؤكدوا للحكومة والمحافظة وهيئة التنمية الصناعية والبنوك أيضاً بجديتهم فى العمل، لكى يتم توفير الأموال لهم لاستكمال الإنشاءات وتجهيز المصانع بالمعدات والأجهزة العالمية، ولكنهم لم يحصلوا على شىء ولم يتحركوا خطوة للأمام، ونظراً لقلة إمكانياتهم قرروا التوقف عن العمل لحين تدخل رئيس الهيئة وقيادات الحكومة مع البنوك لحل أزماتهم فى التمويل وتوفير دعم لهم كباقى المستثمرين فى مختلف المدن الصناعية بالوجه البحرى.
مبانى المصانع بالبغدادى لم تستكمل عملها حتى الآن
ويضيف أبو بكر أحمد فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن المدينة الصناعية بالبغدادى تعتبر حلم جميل لجميع أبناء الأقصر والصعيد والتى تم تسليم مصانع لمستثمرين فيها بواقع 23 مصنعاً تم تسليم عقودها من المحافظ للمستثمرين، وهى عبارة عن مصانع (2 إنتاج أعلاف الدواجن– أجهزة وأثاث طبى– 2 تعبئة مواد غذائية – ورشة تصنيع وتجميع أجهزة كهربائية– 4 تصنيع رخام طبيعى وجرانيت– طوب أسمنتى - اللحوم وتعبئة المواد الغذائية - إنتاج الكرتون - 3 لإنتاج السلك المعدنى – للنظارات الطبية ومستلزمات النظارات - أثاث وأعمال خشبية - ورشة لتصنيع الأبواب والشبابيك - تصنيع وتجميع الادوات الكهربائية–تصنيع وتشكيل المعادن– أكياس البلاستيك– ورشة لتصنيع موبيليات الاثاث - للبويات ومواد الدهان)، موضحاً أن عدد محدود من تلك المصانع دخل فى مرحلة الإنشاءات وبناء الأسوار لحين توفير الدعم من البنوك لهم، والباقى لم يستطيع توفير المبالغ لعمل تلك الخطوة وانتظروا الدعم من البنوك، ولكن لم يوافق أى بنك على طلباتهم حتى الآن وفى كل زيارة يقدم قيادات البنوك ردود تخالف وعودهم السابقة.
توقف العمال فى مدينة البغدادى الصناعية بسبب أزمة البنوك
أما سعد العمارى صاحب مصنع للرخام والجرانيت، فيؤكد أن مصنعه انتهى تماماً من أعمال مرحلة الأسوار بعد قيامه بتوفير مبالغ مالية ببيع أراضى يمتلكها بقريته، ولكنه توقف عن العمل فى المراحل الجديدة التى من المقرر أن تشمل العمل بمرحلة خرسانات الونش ثم المرحلة الأخيرة للبناء، وبعدها تبدأ مرحلة التركيب وبدء تجهيز عنبر التركيب للرخام بجلب أحدث المعدات الإيطالية التى سيتم استيرادها بالخارج للعمل على إنتاج أكبر خط للرخام على مستوى الصعيد، ثم سيتم العمل فى خطوط إنتاج الجرانيت بجلب معدات من الصين والإتحاد الأوروبى واثنين من إيطاليا، مؤكداً أن تلك الأحلام توقفت بعد تعنت البنوك فى الدعم وتوفير الأموال لهم كما يحدث منهم فى باقى المحافظات، مطالباً كافة المسئولين بالحكومة بالوقوف بجانب مستثمرين الصعيد الذين وافقوا فى الدخول لتلك الخطوة وإنشاء مصنع فى البغدادى بعد الوعود من الجميع بما فيها البنوك لتقديم الدعم للأقصر والصعيد بتلك المدينة الصناعية، ولكنهم لا يستطيعون استكمال العمل بمفردهم دون الدعم والتمويل.
المدينة الصناعية بالبغدادى تنتظر أمل بدعم البنوك للمصانع
ومن جانبه يقول محمد بدر محافظ الأقصر، إن مدينة البغدادى الصناعية تعتبر أول خطوة فى حلم الأقصر الصناعية بجانب حركة السياحة التى تعود أدراجها بصورة جيدة شيئاً فشىء، موضحاً أن عقود الأراضى المجانية التى تبلغ مساحتها (87030) متر تم توزيعها منذ شهور على المستثمرين وأصحاب الشركات وجميعهم انطلقوا فى العمل والبناء ويزورهم بصورة متكررة لمتابعة الوضع على أرض الواقع وتذليل كافة العقبات أمامهم مع كافة الجهات، مؤكداً على أن تلك المصانع الجديدة بمدينة البغدادى تساعد فى توفير الآلاف من فرص العمل للشباب وأهالى الأقصر، وذلك فى إطار خطط المحافظة فى عدم الاعتماد على السياحة كمقوم أحادى للنشاط بالمحافظة، وضرورة اقتحام المجال الصناعى بما يعمل على توفير فرص عمل وتنويع الاقتصاد، حيث أن الـ23 مصنعا الجديد سيكون بداية لاستثمارات واعدة قادمة، وتطمح المحافظة فى أكثر من ذلك عبر تنمية وزيادة الاستثمار بالمنطقة الصناعية بمدينة طيبة.
العمال خلال توقفهم عن العمل داخل المدينة الصناعية بالأقصر
وأكد محافظ الأقصر فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أنه يقوم بمعاونه أصحاب المصانع فى كافة مشكلاتهم لحلها بالكامل، وكذلك يتم اتخاذ المحافظة لعدة خطوات تضمن تقديم تسهيلات لتشجيع الاستثمار وجذب المستثمرين لإقامة مشروعات تنموية بالمحافظة، مشددا على ضرورة التنسيق مع كافة الجهات المعنية لتذليل اية عقبات قد تواجه المستثمرين وتحسين مناخ وبيئة الاستثمار وفتح افاق تنموية جديدة بالمحافظة بما يعمل على خلق فرص عمل للشباب.
ومن جانبه صرح المهندس هيثم حجاج مدير المنطقة الصناعية بالبغدادى، أن المحافظة اعتمدت مؤخراً مبلغ 67 مليون جنيه، للترفيق من صندوق دعم وترفيق المناطق الصناعية بالكامل، كما تم استلام الخريطة الخاصة بالطرق المطلوب تسويتها بالمنطقة الصناعية، وجارى إعداد مقايسات وكراسات الشروط لتسليمها لإدارة المشتريات للبدء فى التنفيذ، كما تم وضع مقترح لتوصيل التيار الكهربائى وإنارة الأعمدة القائمة بالمنطقة الصناعية عن طريق موصلات هوائية بصورة مؤقتة، وأصدر محافظ الأقصر تعليماته بضرورة توفير أفراد أمن بالمنطقة الصناعية بالبغدادى على وجه السرعة.
توقف العمل فى الإنشاءات بالمدينة بعد أزمة البنوك
ويضيف هيثم حجاج لـ"اليوم السابع"، أنه توجد حالياً عدة طلبات جديدة بإنشاء مصانع ويجرى العمل على إنهاء إجراءات الفحص والدراسة لهذه الطلبات واستكمال جهود الحكومة لدفع الاستثمار بالصعيد، مشدداً على أن مجهودات المحافظة نجحت فى إزالة إحدى العقبات التى كانت ستؤثر على أعمال بدء تدشين مصانع جديدة فى منطقة البغدادى الصناعية، حيث تمت إزالة 120 حالة تعدٍ بالبناء والزراعية من قبل عدد من المواطنين فى حملة ضخمة بقيادة محمد بدر محافظ الأقصر، واللواء حاتم زين العابدين سكرتير عام محافظة الأقصر وقيادات مديرية أمن الأقصر ورجال القوات المسلحة والأمن المركزى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة