قال الكاتب الصحفى مكرم محمد أحمد، رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، إن المجلس فى مصر هو الذى يضبط إيقاع مهنتى الصحافة والإعلام، ويحدد معاييرهما الصحيحة، وهو الذى يمنح كل تراخيص البث.
وأضاف رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، فى كلمته بالملتقى الإعلامى العربى المنعقد حاليا فى مقر جامعة الدول العربية بوسط القاهرة، أن المجلس هو الذى يسائل ويحاكم كل وسائل الإعلام، خاصة فيما يتعلق بآداب المهنة وضوابطها، وله أن يُثيب ويُعاقب ويَفرض الغرامة ويمنع الظهور ويُحدد شروطه وأدوات.
وإلى نص كلمة الكاتب الصحفى مكرم محمد أحمد، رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام...
سعادة السفيرة هيفاء أبو غزالة، الأمين العام المساعد، رئيس قطاع الإعلام والاتصال بجامعة الدول العربية
السيد ماضى عبد الله الخميسى، أمين عام الملتقى الإعلامى المصرى
الأساتذة الأجلاء من الإعلاميين والأكاديميين والمهنيين العرب والأجانب
الحضور الكرام من شباب الإعلام وطلبته فى الجامعات العربية المختلفة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
يسعدنى ويسعد المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام فى مصر، أن يُعقد الملتقى الإعلامى للشباب العرب فى مقر الجامعة العربية، وأن يكون المجلس الأعلى للإعلام ضمن رعاة هذا الملتقى المهم، الذى يقف على رأس أهدافه تأسيس جيل إعلامى شبابى واعد .
وتأسيس جيل إعلامى واعد من الشباب العرب لا يتأتّى صدفة أو لمجرد التمنّى، وإنما هو عمل مخطط مدروس ينبغى الإعداد له على نحو علمى موضوعى فى مواقع عديدة، أبرزها معاهد الإعلام وجامعاته فى العالم العربى، التى يتحتم أن تلاحق تطورات العصر وتقنياته الجديدة التى جعلت علوم الاتصال الحديث شرطا مهمّا لا غنى عنه، بعدما سقطت حواجز الجغرافيا وموانع الرقابة، وضمرت سيطرة السلطات المفروضة، وأصبحت حريات انتقال الأشخاص والأفكار والأموال جزءا لا يتجزأ من منظومة العولمة فى عالمنا الجديد، الذى تحول بالفعل إلى قرية صغيرة متشابكة .
فى هذا العالم الجديد متشابك المصالح، الذى تشيع فيه ثقافة متجانسة تكاد توحد أنماط الاستهلاك، وتُعظّم المشترك فى ثقافات الأمم، وتُلزم المجتمع الدولى - حرصا على بقائه واستمراره - بأن يكون فى صف حوار الحضارات والأديان، وأن ينتصر للسلم والأمن الدوليين، ويعترف بالآخر، ويرفض كل صور العنصرية والتمييز، فى هذا العالم الذى تحكمه المنافسة وتعدد الأقطاب، ويتسابق فيه الجميع للمعرفة، وتسود فيه قوانين السوق، وتزحف الديمقراطية لأعتى المؤسسات، بما فى ذلك المنظمات الدولية والأممية، أصبح التواصل والحوار أساس العيش المشترك، وكبر دور الإعلام، وأصبح تهيئة المناخ الصحيح جزءا مهما من منظومة النجاح، وبدلا من الإكراه والمنع نمت ثقافات جديدة تدعو للتواصل والإقناع، وأصبح التشارك بديلا عن السيطرة والإملاء، وانتفت الحاجة إلى القطب الأوحد والواحد، ليصبح العالم بالضرورة أكثر تنوعا وديمقراطية .
ربما لهذا السبب وجد الإعلام أن مكانه الصحيح ألا يكون جزءا من منظومة السلطة التنفيذية الحاكمة، وأن وزارة الإعلام قد لا تكون هى الحل الأمثل لضمان مشترك صحيح يربط أفراد المجتمع الواحد، وأن المهنية والمواثيق الأخلاقية والتمسك بأصول الحرفة ومحدداتها الأصلية هو العنصر الأساسى الذى يضمن الحرية والمسؤولية فى الوقت نفسه، وينظم الحدود الفاصلة بين حرية الإنسان وحريات الآخرين .
لقد اخترنا فى مصر، وفى تجربة وليدة لم تُكمل بعد عامها الأول، أن نكون مجلس تنظيم للإعلام، وليس وزارة للإعلام، والفارق كبير بين الأمرين، لأن مجلس تنظيم الإعلام لا يمثل السلطة التنفيذية، ولكنه يمثل أصول مهنة الإعلام وأخلاقياتها، ويمثل الدولة المصرية بأكثر من أن يمثل حكومتها، ويرعى المجتمع المصرى ويعتبره المرجعية الأساسية فى مواثيق المهنة الأخلاقية، ويُمثل الضمير المهنى الذى ينبغى أن يكون يقظا فى كل الأحوال، يوازن عسف السلطة وضيق خياراتها ومعاناتها المستمرة من غياب حلم الحرية .
والمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام فى مصر هو الذى يضبط الإيقاع لمهنتى الصحافة والإعلام، ويحدد المعايير الصحيحة لهما، وهو الذى يُعطى كافة تراخيص البث، وهو الذى يسائل ويحاكم كل وسائل الإعلام وأدواته، خاصة فيما يتعلق بآداب المهنة وضوابطها، وله أن يُثيب ويُعاقب ويَفرض الغرامة ويمنع الظهور ويُحدد شروطه وأدواته .
وتُعاون المجلس على أداء مهامه لجان عديدة هى جزء من نظام تشكيله، أبرزها لجنة الإعلام الرياضى التى تضبط السلوك القيمى فى الملاعب والأندية، ويشارك فى أعمالها الاتحاد العام لكرة القدم، ولجنة الإعلام الدينى التى قصرت بتوصياتها المعتمدة من المجلس الأعلى حق الفتوى الرسمية على الأزهر ودار الإفتاء، اللذين لهما وحدهما حق عقاب من يُفتى بغير علم، أما الحديث عن الدين فمباح دون قيود سوى التمسك بقيم السماحة، ولجنة الدراما المُشكلة من نخبة من المتخصصين فى الدراما، لا تتدخل بالرأى فى العمل الدرامى، ولكنها تُعنى بقواعد الأداء الذى يرقى بالذوق العام، ويُصر على تواجد القُبح والجمال ويمنع البذاءة والكلمات القبيحة، ولجنة الشكاوى التى تتلقى شكاوى الجماهير والمجتمع من أداء الإعلام والصحافة، وتحققها على نحو قانونى صحيح وترفعها إلى المجلس الأعلى كى يتخذ فيها الإجراء الصحيح، وثمة معايير أخلاقية تتمثل فى أكواد يلتزم بها الإعلام والصحافة تجاه المرأة والطفل وتجاه الغلافات العربية تُلزم احترام الشعوب والبعد عن شطط الخلاف، يجتهد المجلس الأعلى كى تصبح معتمدة من نقابات واتحادات الصحافة والإعلام فى العالم العربى بحيث يتم توثيقها فى أمانة الجامعة العربية .
وبرغم حداثة التجربة، تحظى قرارات المجلس الأعلى باحترام بالغ، ويتم تنفيذها على وجه الدقة، ويؤمن المجتمع المصرى بفاعليتها وقدرتها على ضبط عديد من الأنشطة المتعلقة بالرأى العام المصرى، ويتحمس لها جموع شباب الإعلاميين والصحفيين فى مصر، لأنها تصون مبادئ المهنة وتمنع الغش وتحمى حرية الرأى والإبداع .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة