على العرب جميعاً أن يفخروا بوجود متحف اللوفر أبو ظبى، فمهما سمعت عنه لن تشعر بجماله ولا يصلك الإحساس بالإبداع إلا عند زيارته، لذا حرص "اليوم السابع" على زيارة المتحف للتأكد مما يقال ورصد قيمة التحف المعروضة بداخله، ومشاهدة روعة وجمال الأعمال الفنية المعروضة.
وقبل دخولنا المتحف سرنا فى ممر طويل مزخرف به فتحات تعكس أشعة الشمس ما يعطى منظراً جمالياً، وفى نهاية الممر وجدنا على جهة اليمين جداراً مكتوباً عليه "اللوفر أبو ظبى" باللغة العربية والإنجليزية، وهنا يلتقط أغلبية الزائرين صورا تذكارية عن هذا الحائط.
وعند دخول المتحف من جهة اليمين تجد فى انتظارك حجرة الاستقبال، ومن خلالها يتم شراء تذاكر الدخول والحصول على خريطة تساعدك على تفقد الأجنحة المختلفة، أما من جهة اليسار فتوجد غرفة منح "التابلت والسماعات"، هذا التابلت محمل عليه جميع القطع المعروضة التى ربما ترغب فى الاستفسار عنها، لأنه بمثابة مرشد سياحى داخل المتحف، أما إذا لم ترغب فى الاستعانة بالتابلت فهناك جهاز كمبيوتر فى كل جناح يساعدك فى الوصول إلى أى معلومة عن القطع الفنية، كما أن المتحف مجهز بشبكة إنترنت مجانية.
الجناح الأول
الأمومة
بدأ "اليوم السابع" تفقد جميع المعروضات فى الجناح الأول، والذى يضم فتارين مختلفة، الأولى تضم 3 تماثيل صغيرة الحجم عن الأمومة، هى تمثال "الأمومة" مصمم فى الكونغو الديمقراطية 1800 -1900، والثانى " إيزيس ترضع ابنها حورس" مصر 400-800 قبل الميلاد، الثالث "العذراء والطفل"مصمم فى فرنسا 1320-1330، فهذه التماثيل تتحدث عن "الأمومة" .
بيت المتوفى
أما الفاترينة الثانية، تتحدث عن "بيوت الموتى"، وتضم ثلاث قطع أثرية، الأولى عن "معبد محمول" من أوقيانوسيا فيجى قبل 1900، والثانى "صندوق ذخائر" فرنسا من حوالى 1200، والثالث "وعاء لحفظ رماد الموتى" إيطاليا من حوالى 600 قبل الميلاد، ويشبة بيت الموتى بيت الأحياء، حيث يحتاج الأحياء إلى الأموات لتدوين حياتهم القصيرة فى سجل التاريخ العريق لمجتماعتهم، وتتم المحافظة على هذه الصناديق .
الأباريق
أما الفاترينة الثالثة، فتشمل "أباريق"، وتضم ثلاثة أباريق، فالأول هو "أبريق مخصص لمياه زمزم" تركيا 1750 -1800، والثانى "أبريق على الطراز الفارسى" جنوب الصين 1500-1520، "أبريق هندى" مرصع فى إيطاليا والهند حوالى 1640، فهذه الأباريق تصنع لتمجيد المياة عبر وضعها فى الأباريق الفاخرة التى تروى لنا حكايات البلدان.
صحون تحمل زخارف شمسية
أما الفاترينة الرابعة، تتحدث عن "صحون تحمل زخارف شمسية"، فالأول "حوض يحمل زخارف دائرية" فرنسا 1558، والثانى " حوض مزخرف بميدالية وسطى" إيطاليا وفرنسا 1500، والثالث "طبق مزخرف بحلى مستديرة" إسبانيا 1525-1550، وعن فكرة صحون التى تحمل زخارف شمسية يقال حسب رواية بعض الأساطير خلق الإنسان فوق عجلة خزاف، فالزخارف اللونية تدور حول مركز فى فضاء دائرى، هل هذه الحركة تذكرنا بدوران الشمس والقمر فى السماء، وعند انطلاقها من المركز تلتقى الزخارف بأشعة الزمن هل هو زمن العالم أم زمن البشر؟؟
علب الكتابة
الفاترينة الرابعة، تتحدث عن علب الكتابة، فالأول "صندوق كتابات وقصائد" اليابان 1870-1900، الثانى "لوحة كتابة لأحد النساخين" مصر 1500-1050 قبل الميلاد، والثالث "صندوق كتابة مزخرف بصور كواكب" تركيا 1245-1246، عند فتح هذه العلب تبدأ الريشة والأفكار بالتحليق.
الأقنعة الذهبية
والفاترينة الخامسة تتحدث عن الأقنعة الذهبية، الأول " قناع جنائزى مذهب" شمال الصين 907-1225، والثانى "قناع جنائزى ذهبى" لبنان أو سوريا 600-300 قبل الميلاد، والثالث قناع جنائزى ذهبى بيرو من 100 – 700 قبل الميلاد، وهذ الأقنعة تطرح سؤالا لماذا غطت العديد من الحضارات وجوه موتاها بالذهب، هل كان فى اعتقادهم أن هذه المادة تجلب الخلود!
فؤوس حجرية
يستكمل الجناج الأول لمتحف اللوفر بـ أبو ظبى عرض الفاترينة السادسة، حيث الفؤوس الحجرية، الأول فأس حجرى فرنسا 500إلى 200 ألف قبل الميلاد، والثانى فأس حجرية من الجزائر من 500 إلى 200 ألف قبل الميلاد، وفأس حجرية من المملكة العربية السعودية من حوالى 800 ألف قبل الميلاد.
الفرسان
والفاترينة السابعة تتحدث عن الفرسان، الأول "لجام فرس على شمل فارس" من إيران 900-700 قبل الميلاد، والثانى "فارس" قبرص 700-600 قبل الميلاد، والثالث "فارس" الصين من 600 إلى 700 ميلاديا، انتشرت الخيول باتجاه المحيط الأطلسى الهادئ لتصنع مجد الحضارات.
ولايزال يضم الجناح الأول العديد من القطع الأثرية المختلفة، فهناك فاترينة مخصصة لبعض التماثيل النسائية، ومنها تمثال امرأة بلباس من الصوف "إلهة حماية" آسيا الوسطى 2300 -1700 قبل الميلاد، تقف هذه المرأة شامخة بفستانها الفضفاض المصنوع من الصوف وقد ارتسمت على ملامح وجهها ابتسامة غامضة.
كما أن هناك فتارين تضم "جرة طهى مزخرفة باستخدام آثار الحبال من اليابان و شمال كانتو، 3500 -2500 قبل الميلاد، إضافة إلى أن الجناج يضم تمثالا "ضخما ذا رأسين" الأردن منذ حوالى 6500 قبل الميلاد.
جناح القوى العظمى
وأجمل ما يميز المتحف أنه منقسم إلى أجنحة تضم مختلف الحقب التاريخية، إضافة إلى وجود الغرفة المظلمة التى تضم أغلبية المعروضات النادرة والمختلفة، إضافة إلى أن المتحف يضم عند كل جناح لوحة تعريفية عن الحقبة التى شهدت أعمال إبداعية أثرية.
فعلى سبيل المثال، "جناح القوى العظمى"، مكتوب عليه "لقد انقضت ملايين السنين، قبل أن ينتشر الجنس البشرى من مهده الأصلى فى شرق أفريقيا ومع ذلك من حوالى 10 آلاف سنة قبل الميلاد، استقرت بعض المجتمعات البشرية لأول مرة فى منطقة الشرق، والصين، وأمريكا الوسطى، حيث قامت بتربية الحيوانات وزرع النباتات، مما أدى إلى ظهور القرى الأولى فى العالم.
ويضم هذا الجناح، "عظام للتكهن بالغيب" منقوش بحروف صينية لمملكة شانغ الصين 1250-100 قبل الميلاد، ونصب جنائزى منقوش مصر من حوالى 3200-2780 قبل الميلاد، ولوحة منقوشة برسوم تصورية الحضارة السومرية العراق بلاد الرافدين منذ حوالى 3000 قبل الميلاد.
ومن أبرز التماثيل المعروضة تمثال للإله آمون، ملك الآلهة المصرية، الحضارة المصرية 1336-1327 قبل الميلاد، ونقوش نذرية تظهر أور ناتشى ملك لغش، الحضارة السومرية العراق، من 2550-2500 قبل الميلاد، ويوجد تمثال "التجارة فى منطقة الخليج"، فرس النهر، تمثال جنائزى عن الحضارة المصرية حوالى 1850 قبل الميلاد، ونصب تذكار باسم توت عنخ آمون أبيدوس من حوالى 1327 قبل الميلاد، وأيضا تمثال رمسيس الثانى فرعون مصر 1279-1213 قبل الميلاد، كما يضم الجناح "درع فرنسا" من 1000 إلى 800 قبل الميلاد.
الغرفة المظلمة
وفيها عرض لمراسم الدفن لدى المصريين القدامى والتى لاتزال محل اهتمام وفضول الناس على مر العصور، وتضم الغرفة المظلمة تمثالا لهرم صغير منقوش باسم "حوى" يظهر المتوفى وهو يتعبد، فى الحضارة المصرية دير المدينة 1335-1295 قبل الميلاد، ولفافة مومياء مع مقتطفات من كتاب الموتى، من حوالى 300 قبل الميلاد، وأوعية جنائزية لحمل أحشاء الجنرال بسماتيك سانيث الحضارة المصرية من 664-525 قبل الميلاد، وخادم جنائزى للفرعون سيتى الأول الحضارة المصرية وادى الملوك حوالى 1290 قبل الميلاد، أوشيتى تماثيل لخدم جنائزيين 570-332 قبل الميلاد، وأيضا باب مزيف من مقبرة الوزير رخميرع طيبة 1479-1425 قبل الميلاد، وأيضا تابوت الأمير حانوت طاوى مع غطاء المومياء الحضارة المصرية 95-900 قبل الميلاد.