منذ الإعلان عنه يوم الجمعة الماضية، يشغل اللقاء المرتقب بين الرئيسين الأمريكى دونالد ترامب والكورى الشمالى كيم جونج أون اهتماما كبيرا من وسائل الإعلام الأمريكية، ما بين متحمس للفكرة التى يمكن أن تنزع فتيل حرب مدمرة كانت تبدو وشيكة، وبين معارض لبدء الحوار مع نظام تعتبره واشنطن مارقا على مستوى الزعماء.
وتقول شبكة CNBC الأمريكية، إنه فى ظل لهجة ترامب الصارمة السابقة إزاء بيونج يانج، فإن أخبار موافقته على لقاء كيم جاء مفاجئا لمن كانوا يأخذون كلمات الرئيس على محمل الجد.
وهناك الكثير الذى قيل عن أنها خطوة حكيمة من ترامب وأن الرئيس ربما يأمل فى تحقيق إنجاز بمثل هذا الاجتماع، بينما أشار البعض إلى أن كيم ربما ينصب فخا من أجل تخفيف العقوبات على بلاده. لكن الشبكة رأت أن ترامب بموافقته على لقاء كيم جونج أون قد أعطى الأخير كل ما يريده. وهذا لا يترجم بالضرورة إلى خسارة تامة للولايات المتحدة لأن هذه لعبة لا فائز فيها وخاسر. لكن القول بأن قبول ترامب اللقاء ليس تنازلا يمكن استغلاله يحمل سوء فهم تام للمصالح الحقيقية لنظام كوريا الشمالية.
وترى الشبكة، أن الخطوة التى قام بها ترامب تثبت مزاعم كيم بأن كوريا الشمالية المسلحة نوويا هى التى سيتم معاملتها باحترام من قبل إدارة ترامب.
وفى محاولة لمواجهة تلك الشكوك المحيطة بما قد يأمل ترامب أن يكون إنجازه الأول فى السياسة الخارجية، بدأ أعضاء إدارته التأكيد للصحف ووسائل الإعلام أن الرئيس الأمريكى لن يقدم تنازلات.
مدير الاستخبارات المركزيو مايك بومبيو، قال إن ترامب وضع شروطا مسبقة للقائه مع كيم وأنه لن يقدم أى تنازلات قبل إجراء هذا اللقاء.، وأضاف أنه على كوريا الشمالية أن توقف كل الاختبارات النووية وأن تجرى حوارا بشان نزع السلاح النووى من شبه الجزيرة الكورية.
وأكد بومبيو، وهو من أشد المناصرين لسياسات ترامب داخل الإدارة الحالية، أن أمريكا لن تخفف العقوبات على بيونج يانج أو تقدم تنازلات قبل إجراء تلك الحوارات وأن يقدم زعيم كوريا الشمالية أدلة كاملة وثابتة لا رجعة فيها على إيقاف التجارب النووية التى تجريها بلاده.
بدروه، رفض وزير الخزانة ستيف منوتشين، الانتقادات الموجهة لترامب على اعتبار أن قراره بلقاء كين يعزز مكانته على الصعيد الدولى. وقال إن ترامب هو نفسه من تعرض لانتقادات لعدم الاعتماد على الدبلوماسية بشكل أكبر لاحتواء طموحات بيونج يانج النووية.
وتابع منوتشين قائلا: "لدينا الآن وضع يستخدم فيه الرئيس الدبلوماسية بينما لا نوقف حملة الضغط المكثف.. فالعقوبات لا تزال قائمة والوضع العسكرى لا يزال كما هو. ولذلك، فإن ترامب سيجلس وسيرى ما إذا كان من الممكن التوصل إلى اتفاق".
لكن باترشيا كين، خبيرة الأمن النووى فى مجلس العلاقات الخارجية الأمريكية، ترى أن نجاح اللقاء لا يعتمد على ترامب بقدر ما يعتمد على إحراز تقدم فى قضايا الثقة الأساسية والتى من الصعب للغاية حلها. فلكى تتخلى كوريا الشمالية عن برنامجها النووى، يجب أن يكون كيم مقتنع حقا أن الولايات المتحدة لن تؤذى نظامه. وهذا لن يكون سهلا نظرا لسجل واشنطن فى اقتلاع المستبدين، وأخرها فى العراق وليبيا"، على حد قولها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة