كشف الرئيس الأمريكى دونالد ترامب للصحفيين عن أسباب الخلاف الجذرى مع وزير خارجيته المقال ريكس تيلرسون، والتى أدت إلى اتخاذه قرارا بإقالته من منصبه، اليوم الثلاثا، وتعيين مايك بومبيو خلفا له، موضحا أن الخلاف حول الاتفاق النووى الإيرانى يأتى فى مقدمة هذه الأسباب التى دفعته للإطاحة بتيلرسون، حيث يعتبر "ريكس" الاتفاق النووى مقبولا، بينما يراه ترامب رهيبا، ويسعى إلى إلغاءه، حسبما ذكر الرئيس الأمريكى للصحفيين أثناء توجهه إلى ولاية كاليفورنيا.
غياب الحوار بين ترامب وتيلرسون
وفى شرح لقراره إقالة ريكس تيلرسون، قال الرئيس الأمريكى دونالد ترامب فى تصريحات للصحفيين قبل توجهه إلى كاليفورنيا:"كنا متفقين بشكل جيد لكن اختلفنا حول بعض الأمور"، مضيفا "بالنسبة إلى الاتفاق (النووى) الإيرانى اعتقد أنه رهيب بينما اعتبره (تيلرسون) مقبولا، وأردت إما إلغاءه أو القيام بأمر ما، بينما كان موقفه مختلفا بعض الشيء، ولذلك لم نتفق فى مواقفنا"، حسبما ذكرت وسائل إعلام محلية.
وأضاف الرئيس الأمريكى ، دونالد ترامب، أنه اتخذ قرار إقالة تيلرسون دون النقاش معه، مضيفا أن سبب اختياره مايك بومبيو ليكون خلفا لتليرسون بمنصب وزير الخارجية الأمريكية هو أنه يتفق معه فى السياسات، مؤكدا فى الوقت ذاته إلى أنه يرى أن "الاتفاق النووى سيئ جدا وكان تيلرسون لا يتفق معى".
ترامب
من جانبه، أكد مسئول أمريكى بارز، أن وزير الخارجية الأمريكى المقال ريكس تيلرسون لم يتحدث إلى الرئيس الأمريكى دونالد ترامب قبل إقالته،كما لم تُقدم له أسباب إقالته، حيث قال وكيل وزارة الخارجية ستيف غولدشتاين فى سلسلة تغريدات "الوزير لم يتحدث إلى الرئيس صباح اليوم ولا يعلم سبب (إقالته)، إلا أنه ممتن لحصوله على فرصة للخدمة".
وأكد وكيل وزارة الخارجية الأمريكية أن تيلرسون "كان يعتزم البقاء بسبب التقدم الملموس الذى تم إحرازه فى قضايا الأمن القومى الحساسة. وقد أقام علاقات مع نظرائه"، مضيفا :" الوزير سيفتقد زملائه فى وزارة الخارجية، واستمتع بالعمل مع وزارة الدفاع التى أقام معها علاقة قوية استثنائية"، فى إشارة إلى العلاقات الوثيقة بين تيلرسون ووزير الدفاع جيمس ماتيس.
الاتفاق النووى الإيرانى وأزمة كوريا الشمالية أبرز الخلافات
ولم يكن الاتفاق النووى الإيرانى هو السبب الوحيد فى كواليس إقالة تيلرسون، حيث شكل ملف الصواريخ الباليستية لكوريا الشمالية مثار خلاف بين الرئيس ووزيره، الأمر الذى دفع ترامب لانتقاد تيلرسون علانية فى إدارته لهذا الملف.
وكانت الخلافات قد برزت إلى العلن لأول مرة مطلع أكتوبر الماضي، حيث وبخ ترامب وزير الخارجية تيلرسون فى تغريدة على تويتر "لإضاعته وقته" فى محاولة التفاوض مع كوريا الشمالية، فيما أشارت تقارير صحفية أمريكية إلى أن وزير الخارجية الأمريكى السابق كانت مصدوما من قلة معرفة ترامب بأساسيات السياسة الخارجية.
وأعلنت الولايات المتحدة على لسان المتحدثة باسم الخارجية هيذير ناويرت عن الخلافات الدائرة بين ترامب وتيلرسون فى مطلع نوفمبر 2017، حيث أكدت الطرفان لديهما "بعض الخلافات حينما يدور الحديث عن السياسية الخارجية"، وهذا تعليقا على تقارير إعلامية حول عزم ترامب تبديل تيلرسون بمدير وكالة الاستخبارات المركزية مايك بومبيو.
تيلرسون يرد...
من جانبه، قال وزير الخارجية الأمريكى المقال ريكس تيلرسون، "أهم شيء هو ضمان الانتقال المنظم والسلس فى وقت لا تزال تواجه فيه البلاد تحديات كبيرة على صعيد السياسة والأمن القومي".. وتابع:" مهمتى كوزير خارجية تنتهى اليوم.. سأنقل مهماتى إلى نائبى.. وسأعود كمواطن عادى وفخور بما قدمت لبلادى".
ريكس تيلرسون
وأضاف "تيلرسون"، خلال أول كلمة له عقب إقالته، أن بلاده حققت تقدما فى سوريا، قائلا:"حققنا تقدما فى سوريا وساهمنا فى إنقاذ آلاف الأرواح وعلى روسيا تقييم تحركاتها".
كلمة وزير خارجية أمريكا المقال
أول تعليق لوزير الخارجية الأمريكى الجديد
فى سياق متصل، قال وزير الخارجية الأمريكى الجديد مايك بومبيو، فى أول تصريح له بعد تعيينه فى المنصب الجديد، اليوم الثلاثاء، "اتطلع لتمثيل الشعب الأمريكى أمام العالم"، مؤكدًا أن قيادة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، جعلت أمريكا أكثر أمانًا، مضيفًا "أشكر الرئيس ترامب على اختيار لمنصب وزير الخارجية".
من جانبها، قالت مندوبة واشنطن الدائمة فى الأمم المتحدة نيكى هايلى، إن "تعيين مايك بومبيو وزيرًا للخارجية، قرار عظيم".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة