دشن الدكتور محمد شاكر وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، يرافقه اللواء مجدى حجازى، محافظ أسوان، المرحلة الأولى لأكبر مشروع فى إنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية ويضم 40 محطة بمنطقة بنبان بمحافظة أسوان، باستثمارات بلغت 2 مليار دولار، وهى محطة إنفينتى للطاقة الشمسية بطاقة 50 ميجا وات وربطها بالشبكة القومية للكهرباء.
ورفض وزير الكهرباء إزاحة الستار عن افتتاح المرحلة الأولى من المشروع، معتبراً أن هذا المشروع يعد عملاقاً فخراً للمصريين، ويستدعى حضور الرئيس عبد الفتاح السيسى، رئيس الجمهورية لافتتاحه بنفسه.
ألواح الطاقة الشمسية بالمشروع
رفع الدعم عن فواتير الكهرباء
وفى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، على هامش الافتتاح، أكد وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، أن رفع الدعم عن فواتير الكهرباء لن يتم خلال العام الحالى ولكن تم مده تدريجياً ليتم على مدار الثلاث سنوات المقبلة، بدلاً من أن كان مقرر رفعه خلال العام الحالى، وقال: "عندنا مشكلة كبيرة جداً فى الدعم، بعد أن ارتفع إلى 69 مليار جنيه، ولو فضلنا بنفس الأسعار الحالية هيزيد العجز، لأن المفترض أحصل فلوسى بالكامل ولكن هذا لا يحدث"، معلقاً "أنا صادق وأمين مع الناس"، مضيفاً أن وزارة الكهرباء تسعى إلى أن المستهلك يحصل على حقه كاملاً فى توفير خدمة جيدة، وحل لمشكلة انقطاع الكهرباء، إلا أن هذه الخدمات تحتاج إلى تكلفة فلابد من زيادة الأسعار، مشيراً إلى علمه بالأعباء التى تقع على المواطنين لكن عليهم ترشيد الاستهلاك، لافتاً إلى أن الوقت الحالى يتم خلاله دعم أسعار الكهرباء، ولكن استخدام معدات إنتاج الطاقة الكهربائية يعد جزء كبير منها مستورد من الخارج، وحتى الوقود الذى يستخدم من غاز طبيعى يقيم بسعر الدولار رغم أن وزارة الكهرباء تدفع سعره بالجنيه المصرى، لافتاً إلى أن أى زيادة فى سعر الصرف تنعكس على وزارة الكهرباء.
تقليل أسعار الكهرباء
وفى المقابل، أوضح الدكتور محمد شاكر، بأن إدخال الطاقات الجديدة والمتجددة التى تعتمد على الشمس أحد المصادر الطبيعية التى لا تكلف الوزارة مادياً، بالتزامن مع الانخفاض الشديد الذى يحدث فى أسعار المعدات التى تنتج الطاقة المتجددة، سينعكس هذا على تخفيض أسعار الكهرباء، ولكن ليس اليوم أو غداً ولكن أمام الوزارة سنوات لإعلان تخفيض الأسعار، مؤكداً أنه عندما تصل الوزارة لهدفها فى تنفيذ خطة توفير فائض فى الطاقة على احتياجات الدولة سيتم تصدير الكهرباء.
العدادات الكودية
وعن العدادات الكودية، قال الدكتور محمد شاكر، إن العدادات الكودية ساهمت فى تحصيل جزء من متأخرات الكهرباء، لكن لا يزال هناك بعض المشاكل التى تسعى الوزارة إلى التغلب عليها، من خلال خطوات جدية شديدة لإلغاء هذه المشكلة تماماً فى أقرب وقت، من خلال التعاقد مع شركة تساعدنا فى هذا الأمر لاستبدال نسب الفاقد.
خطة الكهرباء فى الاعتماد على الطاقة الجديدة والمتجددة
أضاف الوزير، أن جهود الشركة المصرية لنقل الكهرباء نجحت فى ربط تلك المشروعات بالشبكة الكهربائية القومية، حيث تم إنشاء أربعة محطات محولات تتضمن محطة محولات بنبان (1) (2) ، (3) ، (4) GISجهد 22/220 ك.ف سعة 3×175م.ف.أ ، تم الانتهاء من محطة محولات بنبان (1) (2)، والمحطتين الأخرتين يجرى العمل بهما على قدم وساق ومن المنتظر الانتهاء منهما قريباً، هذا بالإضافة إلى خطوط الربط جهد 220 ك.ف بطول 32 كم على مرحلتين تتضمن المرحلة الأولى إنشاء خطوط ربط بطول 13 كم ، والمرحلة الثانية إنشاء خطوط ربط بطول 19 كم بتكلفة إجمالية تبلغ حوالى 144 مليون جنيه مصرى.
وأشار إلى أن الشركة المصرية لنقل الكهرباء فتحت خط قائم دخول وخروج لربط تلك المحطات بالشبكة ، ووضع كابلات لتفريغ قدرات المضافة من محطات الطاقة الشمسية بطول 1000 كم منها 250 كم كمرحلة أولى ، و750 كم كمرحلة ثانية بتكلفة إجمالية تبلغ حوالى 1442 مليون جنيه مصرى، مضيفاً أنه من المتوقع أن تكون هذه المشروعات من أكبر الاستثمارات الأجنبية المباشرة للقطاع الخاص في قطاع الكهرباء بمصر في السنوات الأخيرة، التى تهدف إلى حشد الاستثمارات الخاصة لبناء واحدة من أكبر محطات توليد الطاقة الشمسية الكهروضوئية في العالم، بالإضافة إلي المساعدة فى تحفيز النمو الاقتصادى وتقليل الإنبعاثات الضارة من خلال التغذية بالطاقة النظيفة.
وزير الكهرباء يتفقد المحطات من الداخل
ولفت إلى أن تنفيذ هذه المشروعات بنظام تعريفة التغذية والتي يساهم في تنفيذها القطاع الخاص سيؤدى إلي إعطاء دفعة قوية لتحقيق أهداف القطاع لتعزيز مشاركة الطاقات الجديدة والمتجددة في مزيج الطاقة المصرى وتحقيق الأهداف التى تم اعتمادها بإستراتيجية الطاقة المستدامة 2035 والتي تتضمن تعظيم مشاركة الطاقة المتجددة فى مزيج الطاقة لتصل نسبتها إلى ما يزيد عن 37% بحلول عام 2035، وفى ظل تطور تكنولوجيات انتاج الكهرباء من المصادر الجديدة والمتجددة وانخفاض أسعار المهمات اللازمة لإنتاجها فقد تم تحديث الإستراتيجية بهدف زيادة مساهمة الطاقة الجديدة والمتجددة فى خليط الطاقة، ومن المتوقع تصل نسبة مشاركة الطاقات المتجددة إلى نسبة 42% حتى عام 2035 ، كما يتضمن مزيج الطاقة أيضاً كافة أنواع مصادر الطاقة "الطاقة النووية، الفحم النظيف، غاز".
وعن مشروعات الاستفادة من القمامة استكمل الوزير حديثه قائلاً: "وصلنا لتحديد تعريفة مجزية للمستثمر الذى يتخلص من القمامة، وفى نفس الوقت ينتج الطاقة، والطاقة التى سوف نشتريها من المستثمر سندفع له جزء منها، والجزء الآخر ستدفعه الجهة المنوط بها التعامل مع المخلفات، وسيتم عن طريق دراسة تم إعدادها بعناية فائقة يقوم بها جهاز تنظيم مرفق الكهرباء وحماية المستهلك، وسيتم الإعلان عنها فى فترة قريبة جداً، حتى نستطيع جذب الاستثمار فى مصر.
محافظ أسوان
اللواء مجدى حجازى محافظ أسوان، أكد أن مشروع إنتاج الطاقة الشمسية ببنبان يعد بمثابة سد عالى جديد على أرض أسوان التى كانت ومازالت مصدر النماء والرخاء لمصر عبر العصور بمواردها وثرواتها المتعددة فهى تمثل حجر الزاوية فى إنتاج الطاقة والتى تعتبر من أهم التحديات التى تواجه مسيرة البناء والتعمير فى مصرنا الجديدة بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى فى مختلف المجالات والقطاعات التنموية والخدمية والإستثمارية.
وحرص محافظ أسوان، على تقديم التهنئة باسم أهل أسوان جميعاً لرئيس الجمهورية بمناسبة إنضمام مصر كعضو مؤسس فى التحالف الدولى للطاقة الشمسية ، مشيراً إلى أن أسوان بكافة أجهزتها ومؤسساتها التنفيذية والشعبية وأيضاً الأكاديمية والجامعية تفتح ذراعيها لمزيد من مشروعات الطاقة الشمسية ، وترحب بأى مشروع إستثمارى يقام على أرضها ، وخاصة أن سواعد وعقول شبابها وأبنائها تتطلع لأن تكون فى مقدمة الصفوف لإنجاز مثل هذه المشروعات العملاقة والتى فى مقدمتها هذا المشروع القومى والحيوى.
وأوضح حجازى بأن ذلك يتواكب مع قيام المحافظة بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم بتنفيذ مبادرة رائدة لربط التعليم بسوق العمل خلال العام الدراسى الحالى بإفتتاح 6 فصول متخصصة للطاقة الشمسية بمدرسة بنبان الثانوية المشتركة بدراو تضم 180 طالب وطالبة ،بجانب 5 فصول بمدرسة الرمادى قبلى الثانوية الصناعية بإدفو والتى ضمت 131 طالب وطالبة ، لافتاً إلى أن ذلك يتوازى مع ضرورة تغير ثقافة وفكر الشباب والأسر الأسوانية بالإتجاه للتعليم الفنى المرتبط بسوق العمل وهو ما نلمسه من إقبال للإلتحاق بفصول الطاقة الشمسية والتمريض.
وطالب محافظ أسوان بضرورة إعداد تخطيط عمرانى شامل للمنطقة يضم كل ما نحلم به لأكبر مدينة شمسية ببنبان من الحقول ومرافق عامة وخدمات أساسية من مساكن للعاملين ومدرسة ومراكز طبيه وتسويقية ، مؤكداً على أهمية إتفاق وإعتماد هذا المخطط العمرانى من الشركات والمجتمع المدنى والمحافظة والوزارات والهيئات الحكومية، مضيفاً أن العمالة المطلوبة لتشغيل المشروع سيكون الأولوية للشباب الأسوانى وخاصة من أبناء قرية بنيان ومركز دراو والمحافظة بشكل عام.
وفى نهاية جولتهم فى المدينة الشمسية قام الدكتور محمد شاكر واللواء مجدى حجازى بتفقد محطة بنبان 2 بطاقة 500 ميجا فولت أمبير وهى تأتى ضمن 4 محطات لنقل الكهرباء من المحطات الشمسية إلى الشبكة القومية الموحدة حيث تصل التكلفة الإجمالية لهذه المحطات لحوالى 800 مليون جنيه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة