لفرط ورقى موهبتها وحرفيتها أطلقوا عليها «شاعرة السينما التسجيلية»، ولم لا وهى من طراز فريد ونادر من جيل العمالقة الذى أثرى وجداننا بكل ما هو متفرد وبديع، إنها ابنة مدينة المنصورة المخرجة القديرة «سميحة الغنيمى»، أثرت مكتبة التليفزيون المصرى بأحلى وأجمل الأفلام التسجيلية التى تجمع ما بين القيمة الفنية التى لا مثيل لها، والمشاعر الوطنية الجياشة التى تبعث فى النفس سرورا سماويا ملائكيا نادر الوجود، أبدعت فى التسعينيات الفيلم التسجيلى الرائع «رحلة العائلة المقدسة» الذى حظى حينئذ بإشادة دولية واسعة، ناهيك عن باقى أفلامها التى لا تقل عنه روعة وإبداعا مثل فيلم «حارة نجيب محفوظ» الذى فازت عنه بجائزة الوردة الذهبية بسويسرا، وفيلم «قصر المنتزه» الذى يستعرض التاريخ التراثى العريق لهذا القصر الخلاب، وقد توجت مسيرتها الوطنية الناجحة بالحصول على جائزة الدولة للتفوق فى الفنون فى شهر يونيو عام 2016. وقد أحزننى للغاية الرسالة التى تلقيتها بالأمس، من أحد تلاميذها الأوفياء من المخرجين المتميزين، والتى ذكر فيها أنه قد شاهدها فى مطلع هذا الأسبوع فى مبنى التليفزيون وهى ترجو المسؤولين فيه أن يذيعوا أعمالها، ولكنهم تعاملوا معها باستعلاء لا يليق أبدا بتاريخها الوطنى المشرف.
أرجو من الهيئة الوطنية للإعلام تصحيح هذا الوضع المغلوط فورا وفاءً وعرفانًا لهذه الشخصية الوطنية المبدعة، وإثراءً لفكر وثقافة جموع المواطنين من محبى ومتذوقى هذا اللون الراقى من الفنون، كما أرجو من السيدة الفاضلة وزيرة الثقافة أن تكرمها فى أول تظاهرة فنية كبيرة قادمة لأنها تستحق منا كل عرفان وتقدير. ولا يفوتنى فى النهاية إلا أن أعتذر باسم كل جموع المخلصين والوطنيين للفنانة المبدعة سميحة الغنيمى عن كل ما بدر فى حقها من تقصير وإهمال.. وأرجو أن تتقبل الاعتذار.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة