خلال 10 سنوات متواصلة اختارت الحاجة "سُعدة" أن تعيش وحيدة بمسكنها فى أحد شوارع منطقة إمبابة شمال محافظة الجيزة، توفى عنها زوجها وتركها وحيدة بلا أبناء، تقيم بصحبة والدتها، حتى فارقتها الأخيرة أيضا، تاركة إياها بلا رفيق يؤنس وحدتها، علاقاتها الاجتماعية محدودة مع جيرانها وأقاربها، الذين كانوا يترددون عليها على فترات متباعدة للاطمئنان عليها.
بالرغم من كبر سنها، ووصولها إلى 66 عاما، إلا أنها كانت تخرج إلى السوق يوميا لشراء احتياجاتها، والعودة مرة أخرى فى رحلة يومية متكررة ومتشابهة فى تفاصيلها، تقيم بشقة بالطابق الثالث، أما الطابق الأول والثانى، فعرضتهما للإيجار، يتردد عليهما بعض المستأجرين للإقامة بهما على فترات. حتى حضر إليها "م.ع" بائع خردة وزوجته وأطفالهما، واستأجر الشقة منها بواسطة سمسار عقارات وسيط بينهما، أقام بالشقة وأسرته، إلا أنها بعد مرور عدة أشهر على استئجاره الشقة، طلبت منه مغادرتها، لعدم التزامه بدفع الإيجار، بالإضافة إلى شعورها أنه مصدر خطر عليها، بسبب المشاكل التى تسبب بها مع جيرانه، بالإضافة إلى بعض الدلائل الأخرى التى دفعتها لاتخاذ قرار بضرورة إجباره على ترك الشقة.
حاولت السيدة العجوز، إقناعه بترك الشقة إلا أنه رفض الاستجابة لها، وأكد أنه لن يغادر الشقة إلا بعد انتهاء مدة الإيجار المثبتة بعقد الإيجار، فانتظرت مرور تلك الفترة بفارغ الصبر، حتى فوجئت بزوجة بائع الخردة تحزم حقائبها وبصحبتها أطفالها، وتترك الشقة لتخبر الجميع أنها عائدة إلى مقر إقامتها الأصلى بمحافظة أسيوط، لزيارة أفراد عائلتها.
غادرت الزوجة وأطفالها بينما ظل بائع الخردة يتردد على الشقة فى أوقات متأخرة من الليل، خاصة أنه مطارد من جانب بعض الدائنين الذين يترددون على الشقة لمطالبته بدفع الديون المتراكمة عليه، حتى جاء اليوم الذى قرر فيه البائع تنفيذ السيناريو الذى خطط له منذ فترة، والمتمثل فى قتل وسرقة السيدة العجوز والاستيلاء على مصوغاتها الذهبية، والنقود التى تحتفظ بها بشقتها.
انتهز المتهم فرصة هدوء الشارع وصعد عبر سلم عقار مجاور للعقار الذى يقيم به، وتسلل عبر السور الصغير الفاصل بينهما، وفوجئ بالسيدة العجوز تصعد من الطابق الثالث الذى تقيم به، إلى الطابق الرابع لإطعام القطط التى كانت تعطف عليها وتشاركها وحدتها، وفور فتحها باب الشقة هاجمها من الخلف ودفعها للداخل، فحاولت الضحية الاستغاثة والصراخ، إلا أنه أسرع إلى مطبخ الشقة، وأحضر سكينا، ثم سدد لها عدة طعنات متفرقة بأنحاء جسدها، ولم يهدأ حتى تأكد من توقف أنفاسها وسكون أطرافها ومفارقتها الحياة.
استولى المتهم على المصوغات الذهبية التى ترتديها ضحيته، وعثر على مبلغ 750 جنيها وهاتفها المحمول، ثم خلع ملابسه التى لُطخت بالدماء، ووضعها داخل حقيبة بلاستيكية أخفاها بسطح العقار، وعاد من حيث أتى، هاربا إلى محافظة أسيوط.
بعد مرور 3 أيام على مقتل الضحية، بدأ جيران القتيلة يلاحظون غيابها، بالإضافة إلى انبعاث رائحة كريهة من شقتها، حتى اكتشفت جارتها التى تقيم بشقة بالطابق الثالث، بالعقار المواجه لعقار الضحية تعرضها للأذى.
وبتكثيف التحريات والاستماع لأقوال جيران الضحية، تبين للمقدم محمد ربيع رئيس مباحث قسم شرطة إمبابة، والرائد أحمد شلتوت والنقيب مصطفى على، أن بائع الخردة الذى يقيم بشقة مستأجرة بعقار المجنى عليها متورط فى ارتكاب الجريمة، وأنه يقيم بمحافظة أسيوط، فتم إرسال مأمورية أمنية تمكنت من القبض عليه.
وبمواجهة المتهم اعترف أمام العقيد محمد عرفان مفتش مباحث شمال الجيزة، أنه كان يمر بضائقة مالية، مما دفعه لاتخاذ قرار بقتلها وسرقتها، وعقب صعوده لشقتها من خلال العقار المجاور، فوجئ بها تصعد للشقة الكائنة بالطابق الرابع لإطعام القطط، فدفعها لداخل الشقة ثم أحضر سكين المطبخ وسدد لها عدة طعنات، حتى تأكد من مقتلها، واستولى على مصوغاتها الذهبية ومبلغ مالى وهاتفها المحمول، ثم استبدل ملابسه الملطخة بالدماء وأخفاها بحقيبة بسطح العقار، وتخلص من السكين المتخدم فى الحادث بمقلب قمامة، وسافر عقب ذلك إلى محافظة أسيوط وأخفى المسروقات بمسكنه.
واستنادا لتحريات ضباط مباحث قسم شرطة إمبابة، واعترافات المتهم، أمرت النيابة بحبسه 4 أيام على ذمة التحقيق، والتصريح بدفن جثة المجنى عليها عقب تشريحها وتولت التحقيق.
.
الباب الفاصل بين شقة الضحية وشقق سكان العقار
الشارع الذى تقيم به المجنى عليها بإمبابة
الشارع الذى شهد الجريمة يتميز بالهدوء
الغرفة التى شهدت الجريمة
المتهم
سطح عقار المجنى عليها
سيدات يحضرن عزاء المجنى عليها
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة