فرضت إدارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، عقوبات على منظمات وأفراد روس، اعتباراً من اليوم الخميس رداً على أزمة التدخلات الروسية فى الانتخابات الأمريكية الأخيرة التى جرت فى 2016، فى أقوى تحرك تتخذه واشنطن ضد موسكو منذ تولى ملياردير نيويورك منصبه فى البيت الأبيض.
العقوبات الأمريكية الجديدة جاءت بعد ساعات من بيان مشترك أصدرته واشنطن مع كل من لندن وبرلين وباريس عصر اليوم حمّلوا خلاله روسيا مسئولية تسميم الجاسوس الروسى السابق سيرجى سكريبال وأبنته، حيث كانا يعيشا فى بريطانيا، متهمين الكرملين بإنتهاك واضح للقانون الدولى.
المحقق الخاص روبرت مولر
وبحسب ما نشرته صحيفة نيويورك تايمز، تضمنت قائمة العقوبات الكيانات والأسماء التى سبق أن حددها المحقق الخاص روبرت مولر الذى يدير ملف التحقيقات فى قضية التدخلات الروسية، موجها لها اتهامات بنشر أخبار مضللة ودعايا تهدف لعرقلة الديمقراطية الأمريكية، والتأثير تدريجيا على أصوات الناخبين لصالح المرشح الجمهورى، دونالد ترامب.
كما تأتى العقوبات كرد على هجمات إلكترونية أخرى بما فى ذلك محاولات سابقة غير معلنة لإختراق شبكة الطاقة الأمريكية. وقال وزير الخزانة ستيفن منوشين فى بيان "الإدارة تواجه وتصادف النشاط السيبرانى الروسى الخبيث ، بما فى ذلك محاولتها التدخل فى الانتخابات الأمريكية ، والهجمات الإلكترونية المدمرة ، والتدخلات التى تستهدف البنية التحتية الحيوية". مضيفا إن "هذه العقوبات المستهدفة هى جزء من جهد أوسع للتصدى للهجمات الشائنة المستمرة من روسيا."
وزير الخزانة الأمريكى
العقوبات التى تستهدف خمسة منظمات روسية و 19 شخصًا ، تمنعهم عمومًا من السفر إلى الولايات المتحدة وتجميد أى أصول فى البلاد وحظر الشركات الأمريكية والأفراد من التعامل معهم. ومن بين المنظمات التى استهدفتها العقوبات دائرة الأمن الفيدرالية، وهى خليفة الإستخبارات السوفيتية K.G.B. المعروفة بالاسم المختصر الروسى F.S.B. والمخابرات العسكرية الروسية ، والمعروفة باسم G.R.U، على الرغم من أنها أنها تقع بالفعل تحت العقوبات بموجب العقوبات السابقة للتدخل فى أوكرانيا.
بالإضافة إلى التدخل فى الانتخابات، شملت الهجمات التى أشارت إليها وزارة الخزانة هجوم NotPetya الذى تسبب فى خسائر بمليارات الدولارات فى الولايات المتحدة وأوروبا وآسيا فى ما وصفته الإدارة بأنه "أكثر الهجمات الإلكترونية همجية ومكلفة فى التاريخ".
الجاسوس سيرجى سكريبال
وجاء هذا الإجراء بعد يوم من طرد بريطانيا 23 دبلوماسيا روسيا وأعلنت عن إجراءات أخرى ردا على ما وصفته هجوم بالتسمم، ولكن حلفائها لم يعلنوا عن جهود مماثلة. وجاء فى بيان الحكومة البريطانية "إن استخدام عامل الأعصاب من الدرجة العسكرية ، وهو نوع طورته روسيا ، يشكل أول استخدام مسىء لعامل الأعصاب فى أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية". مشيرا إلى "إنه اعتداء على سيادة المملكة المتحدة وأى استخدام من جانب دولة طرف هو انتهاك واضح لاتفاقية الأسلحة الكيميائية وخرق للقانون الدولى. ويمثل تهديدا لأمننا جميعًا ".
وعُثر على ضابط المخابرات الروسى المتقاعد سيرجى سكريبال، 66 عاما، وابنته، 33 عاما، مغشيا عليهما على مقعد وسط مدينة سالزبرى، قبل أن يلقيا حتفهما. وما زال المحقق نيك بيلى، الذى مرض أثناء التعامل مع حالة سكريبال وابنته، مريضا فى حالة خطرة ولكنه يتحدث إلى أسرته.
وكان وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف قد نفى ادعاءات بريطانيا بتورط روسيا فى تسميم الجاسوس الروسي السابق سيرجى سكريبال وابنته ووصفها بأنها "هراء". وقال لافروف إن روسيا مُنعت من الوصول إلى المادة التى استُخدمت فى تسميم سكريبال، مشيرا إلى أن موسكو لن ترد على التحذير البريطانى حتى يُسمح لها بالوصول إلى تلك المادة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة