اتهمت السلطات البريطانية، نظيرتها الروسية بمحاولة اغتيال الجاسوس المزدوج سيرجى سكريبال وابنته، عن طريقة تسميمهم بغاز الأعصاب، خلال جلسة خاصة عقدت بمجلس الأمن الدولى الأربعاء، بخصوص هذه القضية.
وقال جوناثان آلن نائب المندوب البريطانى فى الأمم المتحدة أثناء كلمته بمجلس الأمن: "إن هذه الجريمة لم تكن عادية، إنها مثلت استخداما غير قانونى للقوة وانتهاكا للمادة الثانية من ميثاق الأمم المتحدة، التى تعتبر أساسا للقانون الدولي".
وأشار أن مادة الأعصاب "نوفيتشوك"، التى تسمم بها سكريبال وابنته، مصنوعة فى روسيا ولم تنتج فى أى بلد آخر، مشددا على أن المملكة المتحدة لم تتلق من موسكو أى توضيح حول وصول هذه المادة إلى مدينة سلزبوري، حيث وقع الحادث.
وأضاف "آلن" أن الجهات المعنية بالتحقيق فى بلاده توصلت إلى استنتاج مفاده أن روسيا حاولت اغتيال سكريبال، واتهمها بانتهاك معاهدة حظر الأسلحة الكيميائية.
وردًا على ذلك قال فاسيلى نيبينزيا مندوب روسيا فى مجلس الأمن، إن بريطانيا تخشى الحديث الاحترافى العلنى حول تسميم سكريبال، فيما شدد على أن تصريحاتها بشأن التورط الروسى فى تسميمه غير مقبولة.
وأعلن أن بلاده على استعداد تام لإجراء تحقيق مشترك مع بريطانيا فى تسميم العميل السابق فى الاستخبارات الروسية، مضيفًا: "أن الحكومة البريطانية لا تسعى للوصول إلى الحقيقية وتخوض حربا دعائية ضد روسيا".
واعتبر الدبلوماسى الروسى أن الرسالة، التى وجهتها رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، للأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، حول قضية سكريبال، "تتضمن تصريحات غير مسؤولة على الإطلاق وتهديدات لدولة ذات سيادة وهى عضو دائم فى مجلس الأمن تخالف القانون الدولى والمادة 2.4 لميثاق الأمم المتحدة".
مجلس-الأمن
وشدد المندوب الروسى على أن هذه الاتهامات غير مقبولة، لا سيما أن بريطانيا لم تقدم أية أدلة تثبت تصريحاتها حول وقوف روسيا وراء تسميم سكريبال.
الموقف الأمريكي..
خلال كلمتها بالجلسة أيضًا، أعلنت المندوبة الأمريكية الدائمة لدى الأمم المتحدة، نيكى هايلي، أن "الولايات المتحدة متضامنة بشكل تام مع بريطانيا وتعتقد أن روسيا تتحمل المسؤولية عن الهجوم على شخصين فى الأراضى البريطانية باستخدام مادة سامة من نوع عسكرى تؤثر على الأعصاب".
ودعت هايلى إلى اتخاذ خطوات ملموسة فورا للتعامل مع هذا الوضع، وتابعت محذرة: "إذا لم نفعل ذلك فإن سلزبورى لن تكون المكان الأخير الذى سنتابع فيه استخدام الأسلحة الكيميائية، الأمر الذى قد يحدث هنا، فى نيويورك، أو فى أى بلد آخر يحضر جلسات مجلس الأمن".
ووصفت هايلى هذه اللحظة بالحاسمة لحل قضية استخدام الأسلحة الكيميائية، الذى أصبح متكررا فى الآونة الأخيرة، وأشارت إلى أنه لن تكون هناك ثقة بمجلس الأمن الدولى حال عدم تمكنه من محاسبة روسيا بسبب تسميم سكريبال.
كما دعت المندوبة الأمريكية الحكومة الروسية إلى تقديم معلومات مفصلة عن برنامجها الكيميائي.
موقف فرنسا..
من جانبه أعلن وزير الخارجية الفرنسى جان إيف لودريان أن بلاده "ستنسّق" مع بريطانيا "فى غضون الساعات المقبلة" الخطوات الواجب على باريس القيام بها للردّ على تسميم جاسوس روسى سابق فى المملكة المتحدة.
وقال لودريان خلال مؤتمر صحفى إنه "فى غضون الساعات المقبلة ستكون فرنسا على أعلى مستوى من التواصل مع السلطات البريطانية لتنسيق ردّنا".
وأضاف: "لدينا ملء الثقة بالتحقيقات التى يجريها شركاؤنا البريطانيون"، مشددا على أن باريس مستعدة "لتعاون عند الاقتضاء مع المملكة المتحدة فى التحقيق الجاري".
موقف الكويت..
أكدت دولة الكويت حق المملكة المتحدة أو غيرها من الدول التى تتعرض لحوادث مرتبطة باستخدام أسلحة كيميائية بإجراء التحقيقات اللازمة واتخاذ ما تراه مناسبا من التدابير والإجراءات الكفيلة لحماية أمنها الوطني.
وقال السفير منصور العتيبى مندوب الكويت فى كلمته بالجلسة، إن "المجلس ينعقد اليوم لبحث مسألة ذات علاقة باستخدام الأسلحة الكيميائية ونعبر هنا عن قلقنا من محاولة الاغتيال التى وقعت فى (سالزبيري) وهذه الجريمة تمثل خطورة وتؤثر على أمن وسلامة المدنيين وانعكاساتها فى بعض الأحيان على استقرار العلاقات بين الدول الأعضاء".
وأكد موقف دولة الكويت المبدئى والثابت "فى إدانة أى استخدام أو إنتاج الأسلحة الكيميائية أو حيازتها وتخزينها أو الاحتفاظ بها أو نقل الأسلحة الكيميائية بصورة مباشرة أو غير مباشرة".
الجاسوس-سكريبال
من هو الجاسوس سيرجى سكريبال
أعلنت وسائل إعلام بريطانية بداية الأسبوع الجارى، أن رجلا يدعى سيرجى سكريبال وهو كولونيل سابق فى الاستخبارات العسكرية الروسية قد تعرض لعملية تسميم فى جنوب إنكلترا وحالته "حرجة".
واعتقل سكريبال عام 2006 فى روسيا بعد أن اكتشف أمر تجسسه لحساب المملكة المتحدة وحكم عليه بالسجن 13 عاما، قبل أن يفرج عنه بعد 4 سنوات باتفاق لتبادل الجواسيس بين البلدين، وقالت لندن إنها سترد "بحزم" إذا تبين وقوف دولة وراء العملية.
تعرض عميل سابق للاستخبارات البريطانية، اعتقلته موسكو فى 2006 قبل أن تفرج عنه بعد أربع سنوات فى إطار اتفاق مع لندن لتبادل الجواسيس، لعملية تسميم فى جنوب بريطانيا وحالته "حرجة"، حسبما أفادت وسائل إعلام بريطانية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة