"وسار موكب العروسين من القصر إلى السرادق ليجلسا فى (الكوشة)، وتألف موكب الأميرة من 20 فتاة متوجات الرؤوس بالملابس البيضاء يحملن الورود، وزفّت الآنسة أم كلثوم العروسين بنشيد "الزفة" المصرى الذى أعدّه بديع خيرى خصيصًا لهذه المناسبة، ثم قامت السيدة بديعة مصابنى برقصة ريفية بارعة مع ست راقصات، مصحوبة بالغناء الريفى الجميل".. هكذا وصفت مجلة الصباح الصادرة فى أبريل 1939 الحفل الأسطورى للأميرة فوزية.
فى عام 1939 كانت مصر وإيران على موعد مع زواج أسطورى حافل جمع بين محمد رضا بهلوى، ولى عهد شاه إيران والأميرة فوزية شقيقة الملك فاروق التى قال عنها السفير البريطانى السير مايلز لامبسون: "لقد رأيت أجمل نساء العالم".
عاشت الأميرة فوزية فى الفترة بين "1921 -2013 " حيث كانت إمبراطورة إيران فى الفترة من 1941 حتى 1949، عندما انتهى هذا الزواج بشكل حزين غير متوقع.
يقول الملك فاروق فى مذكراته: كانت فوزية "خام" جدًا لا تعرف عن الحب إلا اسمه، فلما كاشفتها بفكرة زواجها بالشاه - وكان يومئذ وليا للعهد - قالت بهدوئها المعتاد: إذا كنت تريد منى الزواج منه فليكن ما تريده.
فقلت: لا.. إننى أود أن يتم الزواج ولكنى لا أجبرك عليه إن كنت لا تميلين إليه.
فقالت: ما دمت أنت تراه مناسبًا فلابد أن يكون كذلك.
ثم أطلعها على صورته فابتسمت وقالت: أنا لا أعرفه ولا أعرف غيره.. ولكنى أعتمد على رأيك وأعمل به.. فقبّلها وهنأها، وتم إبلاغ الشاه الكبير بالموافقة على الزواج.
كيف فسد الأمر؟
عندما ارتقى محمد رضا بهلوى العرش بعد الزواج بعامين، لم يطرأ تغيير يذكر على علاقة الشاه بزوجته، بل استمر يعيش معها أيامًا سعيدة مليئة بالدفء، حتى أثمرت زيجتهما عن ابنتهما الوحيدة الأميرة "شاهيناز".
وفى كتاب "كيف قتلت الملك فاروق" للكاتب المصرى إبراهيم بغدادى، إنه عندما ذهبت الملكة نازلى الأم، والدة فوزية لرؤية ابنتها وحفيدتها "شاهيناز" ذهلت الأم من الحياة البدائية فى قصور إيران فى ذلك الوقت، وعادت الأمبراطورة فوزية إلى مصر بعد موافقة زوجها دون أن يدرى أنها المرة الأخيرة التى سيراها فيها.
كما أن تقريرًا سريًا وصل إلى الملك فاروق من طهران، يؤكد أن الامبراطورة وقعت فى غرام معلم الفروسية، وأنها تفكر فى الهروب معه إلى مكان بعيد عن طهران.
عادت فوزية لزيارة أسرتها فى القاهرة ولم تعد مرة أخرى شاه إيران، حيث نزلت فى قصر «أنطونيادس» بالإسكندرية.