"احتراق داخلى، جفاف فى الحلق، آلام فى العظام، ونار تسرى فى الأوردة، وألم فجائى فى الجسد" هذه بعض الأعراض التى دونها أحد مرضى السرطان فى رسالة له على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك"، حاول من خلالها توضيح معاناة مرضى السرطان عند تناول العلاج الكيمائى التى يحاول الأطباء من خلالها السيطرة على ذلك الوحش الذى ينهش الأجساد الواهنة بكل ضراوة، وبرغم الحديث عن الآثار الجانبية له إلا أنه يظل الطريقة الأكثر شيوعا فى علاج السرطان، ليس فى مصر بل فى أغلب دول العالم.
مرضى سرطان
ومؤخرًا ظهرت بعض الأصوات التى تطالب بالاستغناء عن العلاج الكيمائى والبحث عن طريق بديلة لعلاج السرطان، ومنهم العالم المصرى مصطفى السيد عضو مجلس أمناء الجامعة البريطانية بالقاهرة وأستاذ النانوتكنولوجى بمعهد جورجيا للتكنولوجيا بالولايات المتحدة الذى وصف العلاج الكيمائى بـ"كارثة بكل المقاييس على صحة الإنسان لقتله الخلايا السامة والخلايا الحية بجسم الإنسان بجسم الإنسان"؛ موضحًا أن مرض السرطان عند علاجه كيماويًا ينتقل من جزء لآخر ويؤدى ذلك إلى وفاة المريض.
الدكتور مصطفى السيد
وطالب السيد بضرورة الاستغناء عن العلاج الكيمائى، والبحث عن طرق أخرى بديلة أكثر أمنًا لمريض السرطان، ومنها العلاج بجزئيات الذهب الذى يعالج السلبيات الموجودة فى العلاج الكيمائى، ومنها عدم الشعور بالألم بجانب التركيز على الخلية السرطانية وقتها، دون أن يمتد نشاطه إلى الخلايا السرطانية.
وإذا كان ما سبق يمثل رأى أحد العلماء المصريين المرموقين، فما هو رأى أساتذة الأورام فى كليات الطب المختلفة؟
"العلاج الكيماوى لا غنى عنه لمرضى السرطان" هكذا بدأ محمد لطيف عميد المعهد القومى للأورام، مضيفًا على الرغم من الأعراض الجانبية المصاحبة ومنها وجود آلام فى جسد المريض، إلا أنه يظل خيارا مهما، ولا بديل عنه فى علاج الأورام السرطانية، مؤكدًا أن استخدام العلاج الكيماوى أمر شائع فى العالم كله ولا يقتصر على مصر فقط.
المعهد القومى للأورام
وقال الدكتور محمد عبد الحكيم أستاذ الغدد والأورام بكلية طب جامعة بنها إن العلاج الكيماوى أمر لا غنى عنه فى العلاج على الرغم من الأعراض الجانبية المصاحبة له الممثلة فى الآلام التى يشعر بها مريض السرطان خلال جرعات العلاج الكيماوى.
وأضاف عبد الحكيم أنه يصعب المطالبة بالاستغناء عن العلاج الكيماوى لأنه فى بعض الحالات يمثل طوق النجاة الوحيد لمرضى الأورام، خاصة لمن يعانون من الأرام فى الغدد اللميفاوية.
وأوضح عبد الحكيم أن هناك بعض الحالات التى ينصح فيها بعدم استخدام الكيماوى لأنه سيكون غير مجدى، ومنها حال انتشار الأورام بشكل كبير فى الجسد أو فى الحالات الصحية المتدهورة، رافضًا ما يقال عن امتداد تأثير الكيماوى ليشمل الخلايا السليمة والسرطانية.
وقال "العلاج الكيمائى يكون أكثر فاعلية مع الخلايا السرطانية فيعمل على علاجها أو تصغير حجمها مما يمهد السبل لاستئصال المرض، أما عن الخلايا الأخرى فقد يعمل على وقف نشاطه لفترة من الوقت، لكن مع منع العلاج الكميائى تعود لعملها ونشاطها المعتاد مرة أخرى، مبرهنًا على ذلك بقوله سقوط الشعر أو ضعف الحيوانات المنوية كلها أعراض جانبية تحدث، لكنها تزول بمجرد توقف الجرعات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة