يأتى يوم 16 مارس من كل عام، بالاحتفال بـ"يوم المرأة المصرية" الذى يشهد لها نضالها على مر التاريخ بريادتها، ويحمل ذكرى ثورة المرأة ضد الاستعمار ونضالها من أجل الاستقلال، لاسيما استشهاد أول مصرية من أجل الوطن، حيث سقطت مجموعة من الشهيدات المصريات هن: نعيمة عبد الحميد، حميدة خليل، فاطمة محمود، نعمات محمد، حميدة سليمان، يمنى صبيح.
نائبات بالبرلمان
وفى ظل الاحتفال بيوم المرأة ووصولها اليوم لمناصب قيادية بالدولة من خلال تمثيل 20% بحكومة شريف إسماعيل رئيس الوزراء، و90 نائبة بالبرلمان المصرى وأول محافظة، فرضت تساؤلات حول أسباب عدم وصول المرأة حتى الآن لمنصب رئيس حزب لتكون إضافة جديدة للحياة السياسية فى مصر.
ووفق دراسات أعدتها جمعية الحقوقيات المصريات كشفت الدراسات أن نسبة مشاركة المرأة المصرية فى الحياة السياسية لا تتعدى 5% بينما لا تتعدى مشاركتها كنائب فى البرلمان 2%، وتأتى مشاركتها فى الانتخابات المختلفة لتعكس تدنياً واضحا فى نسب المشاركة، حيث يذهب للتصويت من بين 5.3 مليون مواطنة لها حق التصويت أقل من مليون.
كما أن المشاركة السياسية للمرأة المصرية فى مصر فيما يتعلق بالمجالس الشعبية المحلية لاتزال فى وضع متدن، حيث تقل نسبة تمثيل النساء فيها كثيرا عن 5% وهو ما يقل كثيرا عن نسبة تمثيلهن على نفس المستوى فى دول مثل ناميبيا وبوليفيا والهند، وتلك الدول تطبق أشكال التميز الإيجابى للمرأة على المستوى المحلى، كما أن المرأة تطورت مشاركتها فى البرلمان من نائبتين فى 1957، إلى 90 نائبة.
النائبة هالة أبو السعد
وتقول النائبة هالة أبو السعد رئيس برلمانية حزب المحافظين إن تولى المرأة لرئاسة حزب سياسى يحتاج لتغيير ثقافة مجتمع بأكمله، وأن يكون لدى الحزب الذى تنتمى له المرأة جرأة جماعية فى اتخاذ قرار بالدفع بها فى المناصب القيادية.
وأوضحت أن المرأة قادرة على قيادة حركة سياسية كاملة، بحكم ما نجحت فى تحقيقه بكل المحافل السياسية خلال الفترة الماضية، وأثبتت أنهن الأكثر جدارة فى العمل بمختلف المناصب، مشيرة إلى أن تبنى مبادرة تأسيس حزب للمرأة فقط لن يكون مقبول لأنه يحمل جزءا من العنصرية والانقسام.
وأشارت إلى أن هناك سيدات نجحن على مستوى العالم فى ترأس أحزاب سياسية فى دول مثل الاتحاد الأوروبى وأمريكا، بينما لا توجد رئيسة حزب واحد فى الشرق الأوسط كله.
النائبة مايسة عطوة
وفى السياق ذاته أكدت النائبة مايسة عطوة، عضو مجلس النواب، أنه لن يحدث ويلتف رجال حول امرأة لتكون رئيس حزب سياسى، خاصة فى الوقت الحالى، فمازال لا يوجد تحمس لدى الأحزاب بأن تدفع بامرأة فى منصب قيادى كبير داخله.
وأشارت إلى أن ذلك يأتى فى الوقت الذى يبرز فيه عمل المرأة وتفوقها الدائم داخل الكيانات الحزبية بالبرلمان، مطالبة رؤساء الأحزاب بأن يدفعوا بالمرأة بمقاعد قريبة من المناصب القيادية، موضحة أن المرأة أيضا لازالت معيلة ولا تملك القدرات المالية فى الدفع باسمها كرئيس لحزب يتولى التمويل والإدارة فيه.
واعتبرت أن "16 مارس" من كل عام هو صوت ضمير الأمة وأيقونة الثورات، كما أنها واجهت أزمات الشعب المصرى وكانت حائط الصد لكل المشاكل فى ثورة مصر، كما أن الاحتفال يتزامن مع الانتخابات الرئاسية.
وشددت أن المرأة دائما فى الصدارة وهناك جهود كبيرة من قبل الدولة لدعم ومساندة القيادة السياسية لاتخاذ إجراءات عديدة فى العمل على القضاء على كل أشكال التمييز ضدها، من ضمنها تمثيلها بـ20% من الحقائب الوزارية ووجود 90 نائبة "تحت القبة".
وأكدت النائبة هبة هجرس عضو لجنة التضامن الاجتماعى بمجلس النواب أن الأحزاب الراهنة ليست قوية ومازالت تعانى من الضعف الشديد، موضحة أن الأحزاب فى مصر رغم كثرتها إلا أنها لازالت فى مهدها.
وشددت أن البرلمان المصرى يشهد مشاركة قوية من النساء، كما أن هناك نائبتين يترأسان الكتل البرلمانية لأحزابهن وهن هالة أبو السعد رئيس حزب المحافظين وألفت كامل رئيس حزب مصر الحديثة، معتبرة أن قوة المرأة فى المشاركة السياسية لا تقاس بترؤسها لحزب.
واعتبرت أن المناخ الحالى ليس بها النضج الكامل الذى يتيح لترأس مرأة حزب، قائلة "محدش هيوسعلنا عشان نشيل حزبه"، فالمرأة تكسب حينما تعمل و تسعى بنفسها.
وشددت أن النائبات فى البرلمان جميعهن متحدات ولا يوجد ما يفرق بين نائبات البرلمان، وكثيرا ما يجتمعن يدا واحدة بشأن قضية تخص المرأة تثار بالبرلمان.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة