سيف الإسلام فؤاد يكتب : ضلع أعوج

السبت، 17 مارس 2018 06:00 م
سيف الإسلام فؤاد يكتب : ضلع أعوج إمرأة حزينة - أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ولأنى خُلقتُ من ضلعٍ أعوج .. إندفعتُ إليكَ بقوةً من حنان فـإستوصيت بى خيراً وكَسرتنى وظننتُ أنكَ سَتُقيم إعوجاجى وأنكَ فى أمانْ ..
 
كُنتُ مثل الطفلة صادفتُكَ فى ظلام .. فتعلقتُ بطرف ثيابك فى ذُعر تستنجدُ بكَ وأُناديِكَ.. بابا .. بابا !!!
حتَى فَجأنى القدر وخيبتُ أمَالى الكبيرة وشعرتُ مَعكَ بعدم الأمانْ
كُنتُ تقول لى أحب أن أسمع حديثكِ حبيتى فـللحديثُ معكِ شجُون ,
والان قد عم المكانُ سُكون , وصرخة فى الأجواء فاضت بها من البُكاء عيونْ
أيهــــــــون عليكَ الماض الجميل .....؟!
أتنام وقلبى هو المطعونْ ..
ما حالُ قلبكَ الأن ؟ ! .. قول لى بالله عليك كيف يكُونْ ؟
يا إلهى كيف لعين أن تنام ظالمةً وتنس عين الله حارسةً , وعينى التى باتت ساهرةً ولا تُرف لها جفونْ
أين العهُود التى بها عاهدتنى أنكَ لن تخون وخنتنى ! ! !
أين الحُب الذى قُلتُ لى أنكَ بِحُبكَ لى مفتونْ ؟ !
أتتذكر الذين إستقبلتهُم ببيت أهلى وقلتُ لهُم أنكَ سَتحفظنى فى عينكِ وأنكَ لهُم ممنونْ
هل جئت يومها إلى لأنى أنا , أم أنك تائه ولا تعرف عنوان إلا سوى عنوانى ؟
لن أندهش حقاً بما تفعلة الأن بى  !!
فـمثلما هُناك رحيل يجعلنى أتألم أيضاً هُناكَ رحيل يجعلنى أتعلم
كُنتُ قد أمتلأتُ بك حد أنى لم أفكر أن أستَخيِر ! !
كُنتُ قد راهنتَ على رجولتكَ وأنك الأول والأخير
كُنتُ أُحبكَ حُباً لو عرجتُ به للسماء لناءت بحمله ,
حُباً جما شعور وضعه الله بقلبى يصعب على تفسيره لك الأنْ 
وأنا التى هُرعتُ إليكَ كالمجنونة أبحثُ فيكَ عنى وعما إذا كُنت حقاً قدرى وأعظم التمني
وعن قلبٍ كبيرٍ بحجم قلب أبى وأمى وعن روح سالمة كروح جدى وعمي
أنا الذى عندما أوى الى فراشى كُل يوم أتمنى رؤياك فما رأيتُ أعزّ مِنكَ فى قلبى , وما رغبتُ فى أحدٍ سواكَ .. وأنا الذى أُجاهد نفسى الأن طويلاً كى أنساك
أقول لك شىء ..
هل سبقَ وحاولتُ أن تُضمر البُكاء حد إنكَ تبتلعهُ فى بطنِك ؟ وتشعرُ به أعمق من حد البلعوم , وتمارس يومكَ بشكل طبيعى , وفى داخلك تجهش من الحُزن المكتوم ؟
سبقَ وحدثَ معى أنا يا عزيزى ! ! !
أقول لك شىء أخر
هل سبقَ وعِشتُ أيام تفقد فيها شغفك تجاه كُل شىء , ولا يُغريكَ فيها أىُ شىء , ولا تُريد شىء , ولا تطمح لشىء ساكن وبارد للحدّ الذى لا يُطاق ؟
سبقَ وحدثَ معى أنا يا عزيزى  !!
وأصبحت حياتى الأن فى ضياع ! بالمناسبة أتعرف ما معنى الضياع ؟ ..
حساناً سأقول لكِ
أن تركب السيارة يا عزيزى فـينظرُ لك السائق ويقول لك 
الى أين يا فندم تقولُ لهُ أذهب الى أى مكان ! ؟ ...
أقسم لك كما أقول حدث معى ...
وأحياناً أجلس مع نفسى وأقول لها كثيراً أنها أحلام , وسأسقط من على سريرى الأن وأقول أخ .... الحمدُ لله أنها أضغاثُ نيام
أنا التى كُنتُ أخاف عليك من مجرد خدش بسيط فى إصبعيك وتنعدم الطمائنينة فى عندما ألمح الحُزنَ فى عينيكَ وأنا التى خاصمتُ كُل الناس كى أبقى معكَ ! ! !
وكان سهل عليك من أول يوم إنك تاخد بالك منى قبل ما تظلم قلبى تُفكر قليلاً مين هيخفف عنى ! ! ؟
أنا التى كُنتُ فى كثير من الأحيان أُناديكَ , وليس لى فى هذا النداء غرض إلا الحوار
كنتُ أناديك لأتحسس قُربكَ منى وفقط
أتذكر كثيراً كم مرة مُتُ فيها فى سَبيل أن أعيش , وكانت الهاوية تتلقفنى كُلما قفزتُ عاليا , مما زاد من حدة الإرتطام وأصبحت الآن هادئة , فلا تتعجب من هدوئى , فقد هدرتُ طاقتى وأنا أستنجد بك
 
 
أنا التى كانت تُفرحنى الاشياء البسيطة ولم أهتم أنها صغيرة لأنها منك وفى عينى كبيرة .
أنا التى لم أعرف أياماً جميلة لهذا الحد كالأيام التى أتت بكَ إلى , والأن أنا التى لم أثق فى أى حد وأخاف من كل شخص , وأغلق الباب على وأشعر أن الباب شفاف وعيون الناس ناظرة على وأنا بنهد تخيل وصل شعورى الى هذا الحد.
أقسمُ لكَ وبمن رفع السماء بلا عمد , وأودع الروح فى الجسد , أنك كُنتُ أغلى ما أملكُ فى هذا الوجود , .. والله على ما أقول شهيد .
كُنتُ الفرج الذى جاء بكَ إلى وأنا فى ذروة الانهيار , وعندما غِبتُ أصبحتُ كالمجنونة وفقدتُ قدرتى على التمييُز حد الإنحصار , وفتحت كُل أبواب العلاقات على مصرعيها , وأُفتش فى كُل الوجوه عنك , وكُل من يُشبهك أحببتهُ , وكُل من يستخدم كلماتك أحببتهُ أبحث عن نسخة لك وأنت الأصل !
صرختُ بكل أسماء الله الحُسنى أن يمنحنى فُرصة أخيرة , فُرصة أن ألمس قلبكَ الذى أودعتُ فيه كُل أمومتى وعطفى وحُبى وحنانى , أن أُقبل جبينكَ المُنهك وأتحسس أصابعك الرقيقة
لكن كان قضاء الله نافذ وعلى أن أتقبلهُ بـ صدرٍ رحب وأن أُلملم أشيائى المُبعثرة وأستعيد عافيتى على قدر المُستطاع والمُخيف حقاً ليس فُراق من نُحب وإن كان مُخيفاً هذا
لكن أشد الخوف أن يعيش الفرد منا عُمره وهو يقرأ عن الحُب ولا يلقاه , وأن يعيش على قيد الانتظار .. إنتظار الغيث ولا يجدُ فى السماء غيمه تهطل عليه عما قريب الأمطار
فاللهُم إنا نعوذُ بكَ من حُب لا ينفع وقلبٍ لا ينبض وعين لا تدمع وحياة بلا شغف
اللهُم يا مُثبت القلوب , ثَبت حُبنا فى قلب من نُحب , ولا تُفرق جمعنا هذا وجعله حُباً نقياً معصوماً من الشوائب نظيفاً الى أن نلقاك يا أرحم الراحمين  .









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة