تمر اليوم الذكرى الـ126 على ميلاد الشيخ سيد درويش، كما كان يطلق عليه من تلامذته وأحباؤه، حيث ولد بالإسكندرية فى 17 مارس 1892، وكان واحدًا من أبناء ثورة 1919، ومن أشد المناصرين لزعيمها الوطنى سعد زغلول، وغاب عن عالمنا والأخير كان فى قلبه وعقله، ورحل وهو يعمل على لحن يجهزه خصيصًا له يوم رجوعه من المنفى.
سيد درويش
ووفقًا لما ذكره الأديب العالمى الراحل نجيب محفوظ نقلاً عن الشيخ زكريا أحمد، فى كتاب "صفحات من مذكرات نجيب محفوظ"، فإن سيد درويش كان يجهز لحنًا جديدًا لاستقبال الزعيم سعد زغلول وحجز لنفسه حجرة فى أحد الفنادق القديمة بالإسكندرية حتى ينتهى من اللحن سريعًا، وحدث أن تناول جرعة زائدة من المخدر، ولأنه بمفرده فى حجرته أخذ ينزف حتى مات، وأظن أن الرواية صحيحة، لأن سيد درويش كان قوى البنيان وفى عز الشباب، ومن ثم لابد أنه ارتكب غلطه من هذا النوع أودت بحياته".
سعد زغلول عند عودته من المنفى
اللحن الذى كان يقوم على تلحينه الشيخ سيد، تحدثت عنه الكاتبة ياسمين فراج فى كتابها "الغناء والسياسة فى تاريخ مصر"، وأكدت أن لحن نشيد "بلادى بلادى" الذى أصبح فيما بعد النشيد الوطنى لجمهورية مصر العربية، وضعه سيد درويش فى سبتمبر عام 1923، وقام بتحفيظه لطلبة المعهد العباسى لاستقبال الزعيم سعد زغلول من المنفى، ولكنه توفى قبل أن يتم مراده بيومين فقط، وقُدم النشيد لأول مرة فى 17 سبتمبر من العام نفسه (1923)، أمام سعد زغلول دون وجود ملحنه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة