قال الداعية أحمد المالكى، الباحث الشرعى بمشيخة الأزهر، إن بر الوالدين من أوجب الواجبات، وفرض عين على كل إنسان، دل على ذلك الكتاب والسنة، قال الله تعالى: ﴿ وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ﴾، فقد أمر الله تعالى عباده بالإحسان إلى الوالدين بعد الحث على التمسُّك بتوحيده؛ فإن الوالدين هما سبب وجود الإنسان، ولهما عليه غاية الإحسان؛ فالوالد بالإنفاق، والوالدة بالإشفاق.
وقال تعالى: ﴿ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ ﴾ ،وقال سبحانه: ﴿ وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا * رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِنْ تَكُونُوا صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُورًا ﴾
وأضاف المالكى لـ "اليوم السابع": بر الوالدين أفضل من الجهاد؛ لأن برهم فرض عين، وقد روى الشيخان عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فاستأذنه فى الجهاد، فقال: (أحيٌّ والداك؟)، قال: نعم، قال: (ففيهما فجاهِدْ).
وتابع: "بر الوالدين بركة فى العمر وسَعة فى الرزق، وقد روى مسلم عن أنس بن مالكٍ، قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (مَن سَرَّه أن يبسط عليه رزقه، أو يُنسَأ في أثره، فليصِلْ رحمه).
ويمتد الإحسان إلى الوالدين بعد موتهما أيضًا، فعن أبى هريرة عن النبى صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الرجل لتُرفَعُ درجته فى الجنة، فيقول: أنَّى هذا؟ فيقال: باستغفار ولدك لك).
وعن أبى بردة بن أبى موسى الأشعرى قال: قدمت المدينة، فأتانى عبدالله بن عمر فقال: أتدرى لم أتيتك؟ قال: قلت: لا،قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (من أحب أن يصلَ أباه في قبره، فليصِلْ إخوان أبيه بعده)، وإنه كان بين أبي عمرَ وبين أبيك إخاءٌ وودٌّ، فأحببتُ أن أصلَ ذاك.
وثبت عن النّبى صلّى الله عليه وسلّم أنّه سئِلَ: (يا رسول الله: هل بقى عليَّ من بِرِّ أبواى شئ أبرّهما به بعد موتهما؟ قال: "نعم، الصّلاة عليهما، والاستغفار لهما، وإنفاذُ عهدهما من بعدهما، وصلةُ الرّحم التي لا توصَل إلا بهما، وإكرامُ صديقهما). رواه أبو داود وأحمد
وفى الأخير، نقول لكل أم :كل عام وأنتِ بخير وصحة وعافية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة