ربما يكون أسوأ ما نراه فى احتفالات عيد الأم من كل عام، هذه الوجوه الحزينة، التى تفرح لمجرد أن الناس يتذكروهن مرة فى السنة، أتحدث عن الأمهات اللائى تم رميهن فى مخازن بشرية اسمها دور المسنات، ظاهرها تبدو فيه الرحمة، بينما هى مليئة بالعذابات، بالطبع لا إنكار لقيمة الخير فى إيواء العجائز والمسنين الذين لا أهل لهم فى أماكن مخصصة لهذا الغرض، لكن الفطرة السليمة لا تتحمل نظرة واحدة من الأمهات اللاتى كُتِب عليهن تذوق الحسرة مرتين، مرة على ضعف الحال وقلة الحيلة، ومرة من جحود الأبناء ونكرانهم للجميل الذى مضى، هذه ليست فكرة رومانسية بقدر ما هى قلق على مستقبل البشر وعلاقاتهم التى لا يفترض أن تكون قاسية، لدرجة أنهم يقذفون بأحبائهم بعيدًا وكأن الأرواح يمكن أن تُحفظ فى المخازن.