" اللى تدى حنان كدة من غير حساب نبوس التراب اللى ماشية عليه"، عبارة شهيرة فى إحدى أغانى عيد الأم، ولكن دائمًا ما يكون واقع ما تعطيه الأم لأبنائها أضعاف ما يعتقده البعض، فالأمومة شعور فطرى، وجوهرة مكنونة فى وجدان كل أم، ولكن وقت الشدة والصعاب تظهر معانٍ أخرى بفيض من الحنان والتضحية التى ليس لها آخر.
الأمهات فى بهو المستشفى
ولعل ما تشهده أروقة مستشفى علاج سرطان الأطفال 57357 كل لحظة من تضحيات وعطاء منقطع النظير من أمهات الأطفال خير شاهد ودليل على ذلك.. "اليوم السابع "قضى يومًا لن ينسى وسط وجوه عديدة لأمهات حملن مرض أبنائهن على اكتافهن، وجئن للمستشى، ليبدئن رحلة العلاج سويًا، تركن بيوتهن فى المحافظات المختلفة، وتشبعن بالرضا والتوكل على الله أملًا فى علاج أطفالهن.
تتجول بين الوجوه باختلاف الشخصيات، فتجدها تتشابه فى البصمات والتقاسيم، اختلفت الأسماء، وتوحد الهدف والغاية وفطرة الأمومة التى تحلق روحًا خفيفة فى أرجاء المستشفى.
الاستقبال والمتابعة
بمجرد دخولك البهو الواسع لمستشفى 57357، تستشعر بالمسئولية التى حملتها كل أم متواجدة فى المكان فى تلك اللحظة، تلتقط عيناك فى جميع الأركان أم تداعب طفلها، تقترب من تجمع لبعض الأمهات لتعلم أنهن أمهات لأطفال فى مرحلة المتابعة، يأتون على فترات متقطعة، لتلقى الرعاية، ومعرفة مدى استجابة الطفل وحالة مناعته بعد تلقيه للعلاج.
والدة ملك
أم خالد.. رحلة أم البطل
بعيون يفيض منها الرضا بدأت "أم خالد"، حديثها لـ"اليوم السابع"، عن رحلتها مع علاج ابنها،" جينا من كفر الشيخ عشان المتابعة ، وبنبات فى دار الضيافة ، الاستقبال هنا عظيم، ومعاملة الدكاترة والممرضين بتهون علينا هم مرض أطفالنا".. هكذا وصفت أم خالد ما تقابله من معاملة فى مستشفى 57357، مشددة على أنها راضية، وتستمد الأمل من ابنها وأحلامه التى ليست لها حدود.." خالد مشهور، هو اللى عامل اعلان عيد الأم السنادى للمستشفى"، قالت هذه الكلمات بكل ما تحمل بداخلها من فخر لطفلها الذى لم يفارقها لحظة طوال وقت جلستها.
أم أحمد.. السفر للشرقية رايح جاى
أما والدة الطفل أحمد، فجاءت للمستشفى ليحصل ابنها على المتابعة اللازمة، وجلسا سويًا فى انتظار معرفة ما إذا كانا سيضطران للمبيت، أم بإمكانهما العودة للمنزل فى نفس اليوم، "بنيجى من الشرقية كل أسبوع ونرجع فى نفس اليوم والمعاملة الحسنة اللى بنشوفها فى المستشفى هنا هى اللى بتدينا أمل وتساعدنا نكمل فى رحلة علاج أطفالنا".. هكذا وصفت الأم البسيطة ما تقابله خلال رحلتها من الشرقية إلى مستشفى 57357، وعما يعينها على مرض طفلها تقول" راضيين بالمكتوب، وكل يوم ربنا بيساعدنا ويوقفلنا الناس الطيبين هنا ومحدش بيسيبنا".
روضة مع والدتها
أم روضة شهرين برا البيت
تجبرك على الانتباه إليها، فهى طفلة سكنت براءة الأطفال تقاسيم وجهها، ويجذبك إليها تحركها فى المكان، ومداعبة والدتها لها بعبارة" هناخد المتابعة ونروح يا روضة"، لتقترب وتعرف أن روضة ووالدتها جاءتا من محافظة الإسماعيلية للمتابعة، "بقالى شهرين مارجعتش البيت وقاعدة هنا فى دار الضيافة عشان متابعة روضة"، هكذا وصفت الأم رحلتها مع علاج طفلتها بابتسامة لم تفارقها طوال الوقت، مضيفة" بنتعامل هنا أحسن معاملة، وبنحس فعلًا إن الدنيا لسة فيها خير"، موضحة أن ما تقابله وطفلتها من استقبال حسن من القائمين على المستشفى يشعرها بوجود من يساندها فى رحلة صبرها على مرض ابنتها، وتستمد منه الأمل والقوة على المواجهة، وهزيمة المرض اللعين.
الطفل احمد
الطفل احمد
"طول ما الخير اللى موجود فى المستشفى هنا زى ماهو طول ما الدنيا فيها خير"، قالت رانيا هذه الكلمات بقلب أم لا تنصرف عن الدعاء بشفاء ابنها الوحيد، موضحة أنها من ترافقه أثناء تلقى الجرعات، ويتردد والده على زيارتهما بين الحين والآخر لبعد مسكنهم عن القاهرة فى المنصورة.
وعما يعينها خلال رحلة علاج طفلها تقول رانيا إن الأمل فى عيون المحيطين، ووجود الاهتمام والضمير يشعرها بأنها ليست فى "مهب الريح" فى رحلة هزيمة السرطان، وكل ما تتمناه فى حياتها هو أن ترى طفلها معافيا وقادرًا على مواجهة الحياة بقوة.
والدة عمر ومحررة اليوم السابع
والدة عمر ومحررة اليوم السابع
والدة عمر ومحررة اليوم السابع
الأحلام سند وعكاز فى رحلة هزيمة السرطان
"عمر نفسه يطلع طيار وأنا وراه لحد ما يحقق حلمه"، بدأت والدة الطفل عمر حديثها بتلك الكلمات التى لخصت كل ما بداخلها من تمسك بالأمل، حيث إنها ترافق طفلها فى رحلة تلقيه لجرعات العلاج فى المستشفى منذ شهر أغسطس 2017، بملامح يسكنها الرضا تقول أم عمر" أحلام عمر هى سندى والعكاز اللى بيقوينى فى رحلة العلاج"، موضحة أن الاستقبال والحفاوة التى تلقاها وطفلها فى المستشفى هو أقوى تعويض من الله عز وجل عن الاختبار الصعب التى تخوضه فى رحلة علاجه".
وعن تفاصيل اليوم فى المستشفى تقول أم عمر" كل الناس هنا حوالينا، وعمر بيحب يلعب ويرسم، وكل الناس هنا بيشجعوه وينموا مواهبه، ودة بيطمنى عليه وبيدينى أمل"، وعن كلمة السر من أجل الصبر فى رحلة العلاج تقول" أهم شئ الثقة فى لطف ربنا وإنه هيوقفلك نفوس طيبة ومليانة خير زى اللى بتقابلنا فى مستشى 57357".
عمر
غرف "علاج اليوم الواحد" .. رحم الصبر يولد الأمل
والدة ملك مع محررة اليوم السابع
ملك
وبداخل أحد أهم الأماكن الشاهدة على صبر الأمهات فى رحلة علاج أطفالهن، تجولت اليوم السابع داخل غرف" علاج اليوم الواحد"، لتجد المساحة الكبيرة التى اتخذت فيها كل أم وطفلها مقعد لتلقى جرعة العلاج خلال اليوم، لتتحدث مع "أم ملك"، التى جاءت إلى المستشفى فى شهر ديسمبر الماضى ،" الجرعة بتاخد 5 أيام، وفى المستشفى هنا بيساعدونا وواقفين معانا أكتر من أهلنا"، هكذا تحدثت أم ملك عما تستقبله من اهتمام من القائمين على علاج ملك، فبالرغم من أن لديها 3 الأطفال ،إلا انها تركت منزلها، وجاءت تسند طفلتها ذات ال8 سنوات.
" الناس هنا محترمين جدًا، وبيساعدوا الواحد على الأمل والرضا باللى ربنا كتبه"، هكذا وضحت أم ملك ما يعينها على الصبر خلال رحلة علاج طفلتها، وعما تتمناه فى يوم كعيد الأم تقول" كل أملى وامنياتى إن ملك تخف واشوفها بتلعب زى صحابها"
محررة اليوم السابع مع وحيد
وحيد
جيهان وفرحة الجرعة الأخيرة
تنظر فى أحد أركان الغرفة لتجد "جيهان" والدة الطفل وحيد تداعبه فى فرحة وسعادة، لتعرف أنه يتلقى آخر جرعات علاجه، والتى يتلقاها فى علاج اليوم الواحد لمدة 5 أيام متتالية " بنيجى من الشرقية وبنلاقى اهتمام مكوناش نحلم بيه"، هكذا تتحدث جيهان عما تتلقاه خلال معاملتها مع القائمين على المستشفى، موضحة أنه فى المستشفيات الأخرى وجدت إهمال كبير حتى أنه لم يكتشف مرض وحيد بعد وجوده هناك لفترة من الوقت"، جوزى بييجى يزورنا بس بيرجع عشان المسافة، ومفيش غربة هنا كلهم أهلنا وبيساعدونا طول الوقت" ، حيث ترى جيهان أن ما يخفف عليها مرض وحيد، وبعدها عن مسكنها هو ما تجده من اهتمام بداخل المستشفى، وعن امنيتها تقول: كل اللى بتمناه وحيد يخف، وربنا يقف مع كل أم قاعدة بطفلها هنا، ويفضل الخير موجود على طول لأنه بيساعدنا وبيحسسنا إننا مش لوحدنا فى مواجهة المرض.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة