حالة من عدم الاستقرار تزداد تعقيدا فى فنزويلا فى خضم الاستعداد للانتخابات الرئاسية المقررة 20 مايو المقبل، والذى يستعد فيها الرئيس الحالى نيكولاس مادورو بالفوز رغم أنف الشعب الفنزويلى الذى لا يرغب بوجوده فى الحكم بسبب الازمة الاقتصادية وازمة الغذاء والدواء.
ويرى العديد من الخبراء أن الحل بسيط للغاية للأزمة التى تمر بها فنزويلا ، وهو "الدولرة " أى استبدال عملة فنزويلا الحالية "البوليفار" بالدولار الأمريكى ، مثلما فعلت كل من السلفادور والاكوادور وبعض الدول الآخرى ، والآن يبدأ هذا النقاش مجددا فى فنزويلا ، وهو ليس بجديد.
ووفقا لصحيفة "كامبيو 16" الإسبانية فإن من أهم المقترحين لاستبدال البوليفار الفنزويلى بالدولار الأمريكى، هو المرشح للانتخابات الرئاسية من دوائر المعارضة "هنرى فالكون" والذى يعد المنافس الرئيسى للرئيس الحالى نيكولاس مادورو، الذى أكد أن هذا الأمر سيكون سهلا بالنسبة لفنزويلا أكثر من أى دولة آخرى ، وذلك لأن النفط هو المصدر الوحيد لدخلهم الكبير وإن تم تسويقه بالدولار فإن العملية ستكون أبسط".
صورة - عملة البوليفار
وأوضح فالكون حول كيفية استبدال البوليفار بالدولار أن "لكى يتم استبدال العملة الفنزويلية بالدولار ، فلابد من ان تقوم الحكومة بإنشاء سعر صرف مؤقت لمواطنيها لتبادل البوليفار مقابل الدولار، ولذلك فعليها أيضا بخفض الانفاق، ومع ذلك ، لا يزال يتعين على فنزويلا كسب المال مع صادراتها لدفع ثمن شحنات الدولارات، وهذا امر سهل ايضا لوجود النفط".
وبالنسبة لفالكون فإنه بإمكان الفنزويليين استبدال 68 بوليفار مقابل دولار، وفى حال فوزه سيأمر بتنفيذ هذا الاقتراح ، ثم يقوم بتثبيت رقم دقيق على الصرف، خاصة وأن معدل الصرف الغير رسمى الحالى الذى يستخدمه ملايين الفنزويليين هو 200 بوليفار مقابل الدولار الواحد.
وقال فرانسيسكو رودريجيز ، كبير مستشارى فالكون الاقتصاديين ، عندما سئل عن أن عملية استبدال البوليفار بالدولار ستؤثر على سيادة البلاد ، إن "لا يمكنك الحديث عن السيادة عندما يكون لديك اقتصاد مدمر".
وقال الخبير الاقتصادى فرانسيسكو رودريجيز إن "استبدال العملة الفنزويلية الحالية بالدولار الأمريكى سيكون حل لأكبر مشكلة تواجه البلاد وهو التضخم الجامح المتزايد ، والتى تزداد سوءا ، حيث وفقا لتوقعات صندوق النقد الدولى فإن التضخم سيزيد بنسبة 13 الف % هذا العام".
وأكد الخبير أن "فنزويلا يجب أن تتحرك نحو الدولار حتى تتمكن من حل جميع مشاكلها الآخرى، من بينها الجريمة والهجرة الجماعية لمواطنيها".
أما الخبير ستيفن هانكه "لقد ذهب البوليفار بالفعل ، ولا يمكن أن يكون هناك أى شىء تحت السيطرة فى فنزويلا ما لم يتم التحويل إلى الدولار".
أما صحيفة "لابانجورديا" الإسبانية فقالت إن الارقام الاقتصادية ضد الحكومة التى يرأسها نيكولاس مادورو لا تزال تنخفض مرة تلو الآخرى ، وذلك لأن الجمعية الوطنية أعلنت هذا الأسبوع أيضا أن نسبة التضخم تجاوزت ال 6000% ، كما أشارت وكالة الطاقة الدولية (IEA) إلى انخفاض فى انتاج النفط قدره 1.5 مليون برميل يوميا أكثر مما كان عليه فى نهاية 2017 ، ففى فبراير الماضى ساهمت فنزويلا بأكبر خفض فى الإنتاج بمقدار 52.4 ألف برميل يوميا، معتبرة بذلك إن فنزويلا أكبر العوامل التى تشكل خطرا وستظل كذلك، ويؤدى هذا الوضع إلى "العجز" فى النهاية.
وانخفض إنتاج النفط الفنزويلى 13 % فى 2017 إلى أدنى مستوى له فى 28 عاما عند نحو 2.072 مليون برميل يوميا.
وأفادت منظمة البلدان المصدرة للبترول (اوبك) إن انتاج فنزويلا من النفط انخفض نحو 183 ألف برميل يوميا ، وهذا سيؤدى بطبيعة الحال إلى انخفاض اقتصاد فنزويلا فى الخمس سنوات المقبلة بنسبة 50%.
وقال الخبير الاقتصادى الفنزويلى خورخى ريستويبو بجامعة خافيريانا إنه "يتعين على فنزويلا أن تلجأ أولا إلى خطة إنقاذ المساعدات المالية التى ستسمح لها باستعادة قوتها الشرائية حتى تستعيد عافيتها".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة