غرد "بريان أكتون"، أحد مؤسسى تطبيق واتس آب الذى اشتراه فيس بوك منذ أربع سنوات مقابل 19 مليار دولار، عبر حسابه الرسمى على موقع التغريدات القصيرة تويتر، وقال إنه يعتقد أن الوقت قد حان للتوقف عن استخدام Facebook، ولم يضيف "أكتون" تفاصيل أخرى، حيث اكتفى بإرفاق هاشتاج #deletefacebook، وكانت تلك الكلمات البسيطة قادرة على إثارة الجدل بشكل كبير، وتصدرت العناوين الإخبارية خلال الساعات القليلة الماضية، وخاصة وأن تلك الدعوة بالتوقف عن استخدام الشبكة الاجتماعية الأكبر فى العالم تأتى فى ظل كابوس يعيشه فيس بوك عقب أزمة تسريب بيانات المستخدمين.
ويعتبر مثل هذا التصريح من أحد الأعمدة الأساسية السابقة لموقع فيس بوك بمثابة ضربة شخصية خاصة لأكبر شبكة اجتماعية فى العالم، فى الوقت الذى تكافح فيه من أجل وقف أزمة تسريب البيانات الشخصية لـ50 مليون مستخدم عن طريق شركة تحليل البيانات الشهيرة Cambridge Analytica، التى ساعدت حملة "ترامب" خلال الانتخابات الرئاسية لعام 2016.
It is time. #deletefacebook
— Brian Acton (@brianacton) March 20, 2018
وكان بالفعل سهم فيس بوك انخفض بنسبة 10% منذ ظهور الأخبار المتعلقة بتسريب البيانات، كما تم إطلاق هاشتاج deletefacebook منذ عدة أيام بين بعض المستخدمين المستائيين من انتهاك الخصوصية، ودعوة "بريان أكتون" اليوم زادت من شعبية هذا الهاشتاج بشكل كبير حيث أصبح عدد المشاركين فيه أكبر من أى وقت مضى.
علاقة فيس بوك وواتس آب
استحوذت شركة Facebook على WhatsApp، فى فبراير 2014 مقابل 19 مليار دولار، وهو تطبيق المراسلة الذى اشترك "أكتون" فى تطويره وتأسيسه، وهو أكبر صفقة فى تاريخ Facebook، كما أنها جعلت من "جان كوم" و"بريان أكتوم" رجال أثرياء للغاية بعدما كانوا مجرد شباب طموحين.
وظل أكتون يعمل لدى فيس بوك على مدار ثلاث سنوات بعد تلك الصفقة، ولكنه ترك العمل فى سبتمبر عام 2017 ليبدأ شركته الخاصة غير الهادفة للربح.
فيس بوك واتس آب
وتغريدة "أكتون" المقتضبة لا توضح ما إذا كان ينصح الآخرين بحذف Facebook أو ببساطة يعلن أنه يخطط للقيام بذلك بنفسه، كما لم يكن من الواضح ما إذا كانت مشاعر Acton حول Facebook تمتد أيضا إلى تطبيقه الذى طوره "واتس آب" أم إنه يتحدث فقط عن مقاطعة فيس بوك، وهذا الأمر غير واضح خاصة وأن "أكتون" استثمر الشهر الماضى 50 مليون دولار فى تطبيق Signal المنافس الشرس لتطبيق WhatsApp.
تسريب البيانات من فيس بوك
تأتى هذه التغريدة بعد حوالى خمسة أيام من اشتعال أزمة فيس بوك، والتى تسبب فيها أحد مطورى التطبيقات الذى تمكن من الحصول على بيانات 50 مليون مستخدم لموقع فيس بوك بشكل مشروع، وبعد ذلك بيعهم لشركة تحليل بيانات مقرها المملكة المتحدة بشكل يخالف شروط فيس بوك، وعلى خلفية ذلك قام فيس بوك بإعلان حظر التعامل مع الشركة بشكل كامل، ولكن لم ينتهى الأمر عند هذا الحد، إذ تعرض فيس بوك لانتقادات واسعة بسبب هذا الأمر، كما تم بدأ تحقيق رسمى ضد الشركة التكنولوجية العملاقة، بالإضافة إلى دعوى قضائية من قبل أحد المساهمين، وكل هذا أثر على سعر سهم الشركة، وثروة مارك زوكربيرج التى انخفضت بمقدار 5 مليارات دولار.
بريان اكتون
من الجدير بالذكر أن أكتون ليس أول مسؤول تنفيذى سابق فى فيس بوك يعبر عن عدم ارتياحه تجاه الشركة بعد تركها، فى العام الماضى ، تسبب رئيس النمو السابق Chamath Palihapitiya فى عاصفة نارية بعدما قال عن "فيس بوك": "لقد أنشأنا أدوات تمزق النسيج الاجتماعي"، ومن بين المديرين التنفيذيين السابقين الآخرين الذين أعربوا عن أسفهم من ما يفعله فيس بوك فى العالم "شون باركر" و"جوستين روزنشتاين" والمستثمر "روجر ماكنامى".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة