أعلم، أن كتائب التشكيك والتسخيف، ونشر اليأس والإحباط، سيخرجون كالعادة، لشن حملة تشكيك فيما سنطرحه من حقائق فى هذا المقال، لمطالبة المصريين بالنزول والحشد والتحمل، حتى وإن تطلب الأمر أن يناموا أمام اللجان، فليناموا ويتحملوا عناء ساعات، ليعيشوا بقية أعمارهم فى راحة وأمن وأمان واستقرار.
نعم، هناك مليون سبب وسبب يدفع المصريين دفعا، للنزول والحشد للإدلاء بأصواتهم، فى الانتخابات الرئاسية أيام الاثنين والثلاثاء والأربعاء، المقبلة، والوقوف فى طوابير طويلة ولمدة ساعات أطول، إن تطلب الأمر، دون تألم أو تضجر أو تأفف، عملا بمبدأ «وجع ساعة ولا كل ساعة».
وليتذكر المصريون الشرفاء، تقاعسهم فى الانتخابات الرئاسية 2012 عندما تركوا الانتخابات وتوجهوا إلى الساحل الشمالى، وباقى شواطئ الجمهورية، والنتيجة تسليم البلد لجماعة الإخوان الإرهابية، تسليم مفتاح، عقب انتزاع مقعد الرئاسة، ليجلس عليه محمد مرسى العياط.
وأهمية الحشد الضخم، وتحقيق أرقام قياسية فى نسبة المشاركة، بما لم يسبق لها مثيل، لا يصب فى مصلحة شخص أو جماعة، وإنما ولأول مرة، يصب فى مصلحة وطن، فالحشود الهائلة، ستجبر العالم على احترام إرادة المصريين، ومساراتهم السياسية، والتنموية، وأن الشعب المصرى هو الذى يحدد مساراته، ويدشن إرادته، دون تدخل من أحد، أو محاولة فرض قرار خارجى تنتقص من هذه الإرادة.
كما أن الحشود ستضع حدا لتدخلات كل من هب ودب فى الشأن المصرى، بجانب، وهو الأهم، ستحفر قبرا عميقا لوأد كل أفكار وأطماع الجماعات والتنظيمات الإرهابية، والحركات الفوضوية، وإخراس كلاب أهل النار، ووضع حد لتجاوزات وسخافات وصفاقة مهبول إسطنبول، رجب طيب أردوغان، وطفل قطر المعجزة، تميم، وستخرس أصوات الجزيرة ومكملين والشرق والعربى، الناهقة، والمزعجة يوميا..!!
أيضا، الحشد، من أجل عدم تكرار سيناريو جمعة الغضب 28 يناير والتى شهدت فيه مصر حالة من الرعب لم تعش مثله طوال تاريخها، ومنع اختراق حماس وحزب الله لحدودنا، ثم حرق أقسام الشرطة، واقتحام السجون، وإخراج المجرمين، ليعيثوا فى شوارع المحروسة بلطجة وسلبا ونهبا وخطفا وقتلا، وتهريب قيادات جماعة الإخوان الإرهابية، وحلفائها وتمكينهم من البلاد من جديد.
وحتى لا نرى أصحاب الوجوه «العكرة» والمكفهرة من محمد بديع وخيرت الشاطر وعصام العريان ومحمد البلتاجى، وأسامة ياسين، قائد فرقة 95 التى قتلت وعذبت الأبرياء فى ميدان التحرير، وفى اعتصام رابعة، كما لا نسمع أصوات وسلاطة لسان عصام العريان وحازم أبوإسماعيل، وأبوإسلام وخالد عبدالله، وتهديداتهم الدائمة للدولة ومؤسساتها، والشعب المصرى بكل مكوناته الفكرية، والعقائدية، وحتى لا يتم استقدام كل إرهابى الأرض وزرعهم فى سيناء وعلى كل شبر من الأراضى المصرية، ونعود بالبلاد إلى عصور التخلف والرجعية.
وحتى لا نرى حصار مكتب النائب العام، وتعليق الملابس الداخلية لأعضاء الجماعات الإرهابية على أسوار المحكمة الدستورية، أثناء محاصرتها، وحصار مدينة الإنتاج الإعلامى، ووزارتى الدفاع والداخلية، وتنظيم المسيرات من كل يوم جمعة لقطع الطرق، وتعطيل سير قطارات السكك الحديدية.
وحتى لا يتكرر سيناريو العبث الفوضوى، بدءاً من حرق المجمع العلمى، ومحاولة اقتحام مجلس الوزراء وما استتبعه من أحداث وحرائق، وعبث الفوضى والحرائق والمولوتوف فى شارع محمد محمود، ومحاولة اقتحام وزارة الداخلية، ومحاولة اقتحام وزارة الدفاع بالعباسية، ولو تم، لكانت عقباه كارثية، تؤشر إلى سقوط مصر فى قاع بحور الفوضى الفتاكة، كما ستعود خيام مهندس التربة ممدوح حمزة من جديد لتتوسط ميدان التحرير.
كما تعود فوضى المصالح الحكومية، ومظاهرات الجامعات وما استتبعها من سقوط ضحايا من خيرة شباب مصر، والمظاهرات الفئوية فى الشركات والمصانع، والأهم، فرار رجال الأعمال والمستثمرين، وينهار الاستثمار فى القطاع البترولى والبحث عن المعادن، وينهار من جديد فى القطاع السياحى، ويعود للمربع رقم صفر، ولا يسيطر على البلاد سوى الفوضى والخطف والقتل والسلب والنهب وانهيار المرافق، وما ينتج عنه من اختفاء للبنزين والسولار، وينهار قطاع الكهرباء، وينقطع التيار، والأطباء يجرون العمليات الجراحية على ضوء الشموع فى المستشفيات.
وحتى لا يعود، فيروس سى لمقر إقامته من جديد فى أكباد الغلابة، ويودى بحياة المئات، وتتوقف الإنجازات الكبرى التى تشهدها ربوع مصر «لفرمطة» البلاد وانتشالها من مغبة النسيان والفقر والتدهور والانهيار، ووضعها على أولى خطوات طريق التقدم والازدهار، وملاحقة ركب الدول الكبرى، وما يحدث حاليا من تدشين لمشروعات فاق التصور والخيال، وأن هذه الإنجازات تشبه المعجزات.
وحتى تتوقف تطهير البلاد من الفساد الذى استوطن كل مكتب داخل كل إدارة وهيئة ومصلحة حكومية، ويتوقف مسلسل ملاحقة الفساد والمفسدين دون التفرقة بين وزير أو خفير، وشهدنا وزراء ومحافظين ومسئولين كبارا يتم القبض عليهم وإحالتهم لجهات التحقيق، عقب تورطهم فى قضايا رشاوى وفساد كبرى.
والأهم، أن يرتفع صوت مصر عاليا فى المحافل الدولية، كصاحبة قرار مستقل، لا تابعة، لأمريكا أو بريطانيا أو غيرها من الدول، وأن تتعامل مصر بندية مع كل الدول، واقفة شامخة، مرتفعة الهامة.
«شوفت» نزولك وحشدك، ماذا سيفعل لوطنك العزيز مصر...؟!
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة