تنفذ إسرائيل حاليا خطة تطوير استراتيجية لقدراتها العسكرية حتى العام 2030، وتهدف الخطة إلى استثمار حزمة الدعم العسكرى الأمريكية البالغ قدرها 38 مليار دولار أمريكى التى اعتمدتها إدارة الرئيس الأمريكى السابق باراك أوباما لإسرائيل بدءا من العام الجارى وحتى العام 2028 .
وقال الجنرال اميكام نوركين، رئيس شعبة التخطيط فى وزارة الدفاع الإسرائيلية، إن خطة التطوير العسكرى الإسرائيلية حتى العام 2030 قد اكتملت معالمها فى العام 2016 وكانت على طاولة البحث بين رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، ورئيس الولايات المتحدة السابق، خلال مباحثاتها فى واشنطن قبيل مغادرة باراك أوباما لمنصبه وهو ما انتهى بتوقيع اتفاق الدعم العسكرى الأمريكى للأعوام العشرة القادمة لإسرائيل.
وأضاف نوركين - الذى كان يتحدث أمام المشاركين فى مؤتمر معهد دراسات الأمن القومى الإسرائيلى - أن تل أبيب تعمل على ترجمة برامج الدعم الأمريكية إلى قدرات عسكرية إسرائيلية معززة فى المدى الطويل إضافة إلى استثمارات إسرائيلية خالصة، موضحا أن موازنة قدرها 500 مليون دولار أمريكى ستوجهها إسرائيل من خارج اعتمادات المساعدات الأمريكية على أبحاث تطوير قدرات الردع الصاروخى الإسرائيلية ، وتجدر الاشارة فى هذا الصدد الى المساعدات العسكرية لاسرائيل كانت إدارة أوباما قد زادتها من 3.1 إلى 3.8 مليار دولار أمريكى بموجب حزمة الدعم الأمريكية الجديدة التى بدأت هذا العام و تستمر حتى العام 2028 .
ويأتى الدفاع الصاروخى فى مقدمة برامج التعاون الحاصل بين إسرائيل والولايات المتحدة ويتعاون الآن فريق عمل من إسرائيل والولايات المتحدة لتطوير منظومة الدفاع الصاروخى "ارو – 3"، وهى المنظومة التى تمتلكها إسرائيل وأسهمت الولايات المتحدة فى تمويلها بصورة أساسية، ويسعى الخبراء الإسرائيليون والأمريكيون إلى تطوير منظومة "ارو -3"، المصممة أصلا لاعتراض الصواريخ قصيرة المدى التى تستهدف اسرائيل و خلق منظومة جديدة متكاملة للتصدى لكافة التهديدات الصاروخية سواء كانت قصيرة أو متوسطة أو بعيدة المدى والارتفاع، وتم إطلاق الاسم "سكاى سيبتور" على البرنامج التكاملى الجديد ، وستجمع منظومة "سكاى سيبتور" الجديدة بين مميزات منظومتى "ارو – 3" ومميزات "مقلاع داوود"، وهى للدفاع الصاروخى ضد الأهداف المعادية متوسطة المدى والارتفاع ومنظومة "القبة الحديدية"، لاعتراض الأهداف بعيدة المدى والارتفاع والتى يتم إنتاج 75% من مكوناتها فى أمريكيا لحساب إسرائيل وهى تطوير لنظام باتريوت الصاروخى الأمريكى .
ويستفيد المجمع الصناعى العسكرى الأمريكى سواء للشركات الكبرى والرئيسية أو لشركات التوريد التكميلى من هذا البرنامج، فوفقا لدورية جينز المتخصصة فى شئون الدفاع تعمل 50 شركة فى تطوير وإنتاج منظومات الدفاع الصاروخى الاسرائيلية منها 30 شركة أمريكية على الأقل، وقال موشيه باتل، مدير برنامج الدفاع الصاروخى الاسرائيلى، إن عمليات نقل التكنولوجيا بين إسرائيل والولايات المتحدة فى هذا المجال تسير على ما يرام، على ضوء الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، وأضاف ان مالا يقل عن 20 ولاية أمريكية عملت شركات فيها فى هذا البرنامج سواء على صعيد الإنتاج أو على صعيد التطوير التكنولوجى لمنظومة "ارو – 3"، وأسهمت بالفعل فى إنتاج 50% من متطلبات الإنتاج النهائى لتلك المنظومة.
وبفضل برنامج التطوير الجديد "سكاى سيبتور"، سيرتفع عدد الولايات الأمريكية التى تساهم مصانعها فى إنتاج مكونات منظومة الدفاع الصاروخى المتكاملة الجديدة إلى 50 ولاية، وهو ما يعنى خلق مئات الآلاف من الوظائف للأمريكيين و خلق تعاون مشتركة يكلل اثنا عشر عاما من التعاون الإسرائيلى الأمريكى فى مجال الدفاع الصاروخى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة