أكرم القصاص - علا الشافعي

محمود سعد الدين

جبر الخواطر عند الرئيس

السبت، 24 مارس 2018 06:32 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بات واضحا فى الحوار التليفزيونى الذى أجرته الإعلامية ساندرا نشأت، مع المرشح عبدالفتاح السيسى، أن اللقاء جرى إعداده بحيث يجلس الرئيس على رأس «ترابيزة اجتماعات»، وتجلس ساندرا نشأت على الكرسى المجاور على غير الوضع المعتاد فى الحوارات أن يجلس الرئيس وساندرا على كرسيين فى المواجهة، وترتب على ذلك أن الرئيس كان ينظر إلى الكاميرا أكثر مما ينظر إلى ساندرا وهو ليس تقليلا من ساندرا، بالتأكيد لا، فهى الإعلامية الوحيدة التى فازت بإجراء حوار مع الرئيس إنما الأمر يعكس جانبا من صفات الرئيس وهى «الخجل»، ويمكن أن نعتبر هذا المشهد البسيط مدخلا لتحليل جانب من شخصية الرئيس.
 
1 - يدرك الرئيس أن الصفة الأكثر قوة لديه هو تمسكه بالجانب الإنسانى فى المعاملات، أكثر حتى من الحزم فى القرارات أو إنجاز عشرات المشروعات القومية، وهو ما ظهر بشكل قوى منذ الظهور الأول له للمصريين فى بيان 3 يوليو، بعبارة «هذا الشعب لم يجد من يحنو عليه» وهى عبارة كان لها تأثير على قطاعات كبيرة من المصريين ممن أكتووا بنار الإخوان فى عصر مرسى.
 
2 - فى أكثر من فعالية واحتفال، كسر الرئيس البروتوكول ليس لتنبيه المصريين بخطر مقبل أو الإعلان عن مشروع جديد إنما الكسر كان للسلام على والد شهيد أو مسح دموع سيدة مكلومة، وهو ما يعرف فى مصطلحاتنا العامية بـ«جبر الخواطر»، وفى البداية توقع البعض أن الرئيس يصطنع تلك المشاهد غير أن تكرارها دون قصد فى أكثر من موقف دعمت فكرة «الرئيس الإنسان» عند قطاع أكبر، وفكرة الرئيس الإنسان كان لها تأثير كبير فى تمسك المصريين بالرئيس لدورة رئاسية جديدة.
3 - فى احتفالية عيد الأم الأخيرة، وقف الرئيس بعد العرض الموسيقى الذى قدمته فرقة النور والأمل، وقال: «ما ينفعش أتكلم وأنتم واقفين.. اقعدوا وأنا هاتكلم وأنا واقف دا حقكم عليا».. تقدير بسيط من الرئيس لفريق موسيقى من ذوى الاحتياجات الخاصة «المكفوفين» انتهى أيضا بتأكيد مفهوم جبر الخواطر.
 
4 - قبل 3 سنوات، تشرفت بحضور لقاء مغلق مع الرئيس بقصر الاتحادية مع مجموعة من شباب مؤسسة اسمعونا، ولفت انتباهى أن الرئيس عندما دخل قاعة الاجتماع سلم على فرد فرد، وتعرف على الأسماء وكان يخاطب كل مشارك باسمه وقبلها «يا أستاذ»، مع الأخذ فى الاعتبار أنه كان من المتاح أن ينادى علينا بأسمائنا دون «أستاذ» لأننا فى سن أولاده، وهو أمر يعكس حرص الرجل على التمسك بفكرة الإنسان فى المعاملات.
 
5 - يعطى الرئيس السيدة المصرية اهتماما خاصا، يتحدث عنها كثيرا ويخصها برسائل كثيرة، وفى كل موقف يجمع الرئيس بسيدة يتحدث إليها وهو ينظر فى الأرض، لدرجة دفعت عددا كبيرا للاندهاش والاستفسار عن ذلك، حتى تكرر الأمر فى أكثر من موقف، وأصبح هذا التصرف يمثل جانبا من شخصية الرئيس «الإنسان الخجول».
 
6 - مجموع هذه المواقف يضعنا أمام رجل يدرك التحرك بحساسية شديدة فى منطقة الإنسانيات، وهى منطقة حرجة ملغمة، الخطوة فيها بحساب، لأنها إما ترفع من اسهم الرجل أو تكون سببا فى مزيد من القلق، غير أن الرجل يتفوق على نفسه فى تقديم جوانب شخصيته المصرية كما هى دون نفاق أو رياء أو اصطناع.
 
الواقع يؤكد أن الرئيس دائم الحرص على جبر الخواطر وهو أمر مفيد فى مجتمع مصرى، ولكن يبقى أمام الرئيس تحديات أكبر فى الفترة المقبلة. 
رينا يحفظ مصر وجيشها وشرطتها.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة