تتسبب الأنشطة البشرية، على نحو غير مستدام فى زيادة انبعاثات غازات الاحتباس الحرارى، مثل: ثانى أكسيد الكربون، والميثان، مما يؤدى إلى تفاقم ظاهرة تغير المناخ، والاحتباس الحرارى التى تتمثل فى ارتفاع درجات الحرارة عن معدلاتها الطبيعية، وبالتالى ارتفاع مستوى البحر وظهور مجموعة من الأحداث الجامحة التى سيكون لها أثار بعيدة المدى على التنمية فى جميع أنحاء العالم.
وانطلاقا من حرص مصر على تقليل تلك الانبعاثات، تشارك اليوم، السبت، فى المبادرة العالمية لإطفاء الأنوار "ساعة الأرض"، من الساعة 8.30 إلى 9.30 مساء، بإطفاء أنوار عدد من المعالم السياحية المهمة بالمحافظات المصرية ومنها الأهرامات وأبى الهول وبرج القاهرة ومكتبة الإسكندرية وقلعة قايتباى وبعض المعابد الأثرية بالأقصر كالكرنك وبعض الفنادق الكبرى، بالإضافة إلى مشاركة عدد من الجهات المختلفة، بهدف تعزيز الوعى بأهمية اتخاذ خطوات جادة للحد من معدلات الاستهلاك ووقف الهدر فى الموارد.
وحسب جهاز شئون البيئة، التابع لوزارة البيئة، فأن قطاع الطاقة هو المساهم الأكبر لانبعاثات غازات الاحتباس الحرارى، بنسبة 59.40%، يليها قطاع العمليات الصناعية بنسبة 16.90%، ثم الزراعة 15.90%، والمخلفات 7.70%، تلك النسب دفعت مصر إلى تبنى مجموعة من السياسات للحد من الانبعاثات، على رأسها التوسع فى استخدامات الطاقة المتجددة لتصل إلى 20% من الطلب الكلى بحلول 2020، والتحول لاستخدام الغاز الطبيعى فى توليد الكهرباء، والتخطيط لبناء محطات لتوليد الكهرباء من الطاقة النووية، والتوسع فى شبكات النقل الجماعى.
"ولأننا جميعا على كوكب واحد، إذا كنا نحمل هم الحالة العالمية الخاصة بتغير المناخ، والاستقرار، والحفاظ على المصادر الطبيعية، فلابد من المشاركة فى ساعة الأرض، والتفكير فيما حولنا من موارد وكيفية الحفاظ عليه"، ذلك ما أكده الدكتور صلاح عرفة، الخبير فى مجال الطاقة والتنمية المستدامة، مشيرا إلى أنه يتم توفير كميات كبيرة من الطاقة خلال ساعة الأرض، مشيرا إلى أنه لابد من إطلاق دعوات لحث المواطنين على تكرار ساعة الأرض عدة مرات أخرى على مدار العام، وعدم الإكتفاء بالساعة العالمية، للتذكير بإهدارنا للمصادر الطبيعية.
وأضاف عرفه، فى تصريحات لـ"اليوم السابع"،:" مازلنا نستخدم البترول والغاز فى توليد الكهرباء، وإحراق هذه المصادر يولد ثانى أكسيد الكربون، والذى يعد أساس التلوث الموجود فى الهواء، بجانب إهدار ذلك لمصدر تم تكوينه على مدار ملايين السنين، والذى يؤثر سلبا على الصحة والإنتاج والرفاهية على مستوى العالم، لافتا إلى أن أكثر الأجهزة المنزلية المستهلكة للطاقة هو التكييف، والديب فريزر، مؤكدا على ضرورة عدم فتح الثلاجات إلا فى وقت الحاجه لها، وفى حال الانتقال من غرفة لأخرى يتم إطفاء الأنوار فى الغرفة التى سيغادرها الشخص لحين العودة لها.
وقال الدكتور سيد صبرى، استشارى التغيرات المناخية ومستشار وزير البيئة الأسبق، إن أهمية المشاركة بساعة الأرض، يرجع إلى ضرورة رفع الوعى لترشيد الطاقة، لخفض الانبعاثات والاحتباس الحرارى، مضيفا: "ثانى أكسيد الكربون الناتج عن عملية توليد الكهرباء، الذى ينتج عن حرق المازوت والسولار بمحطات الكهرباء، وهى دعوة جماعية لحث المواطنين على المشاركة لتخفيض استهلاك الطاقة، باعتبارها المساهم الأكبر فى الانبعاثات".
ويعتبر الهدف الأساسى لإطفاء الأنوار، ليس فقط من أجل ترشيد استهلاك الطاقة لمدة ساعة، ولكن بهدف توحيد الشعوب فى مهمة حماية الكوكب، بحيث يكون كل فرد فى العالم جزءا من تلك المهمة، حيث بدأت بمدينة واحدة عام 2007 وهى سيدنى الأسترالية، لتصل المشاركة فى إلى 180 دولة بإطفاء أنوار أكثر من 12000 معلم وموقع، كما شارك 2.5 مليار شخص حول العالم، فى 2017.
من ناحيته، أكد الدكتور خالد فهمى وزير البيئة، أن الاحتفالية هذا العام تأتى تحت شعار "نتعهد بحماية كوكبنا" حيث أن الهدف من المشاركة هو زيادة وعى الأفراد بالآثار السلبية الناتجة عن التغيرات المناخية التى يمكن مواجهتها وتقليل آثارها من خلال توفير استهلاك الطاقة بالاستغناء عن الأجهزة الكهربائية غير الضرورية مع استثناء الأجهزة المهمة والمستشفيات لمدة ساعة.
وأوضح وزير البيئة أن مشاركة مصر هذا العام فى المبادرة تتزامن مع استضافتها لمؤتمر التنوع البيولوجى 2018 فى شرم الشيخ، وأن تلك المبادرة تساهم فى لفت انظار العالم إلى أخطار التغيرات المناخية التى تؤثر بشكل مباشر على التنوع البيولوجى مما يعمل على اتخاذ خطوات جادة نحو تنفيذ مشاريع هادفة تسعى إلى تخفيف التغيّر المناخى والتكيّف معه عن طريق المحافظة على التنوّع البيولوجى والاستخدام المستدام للموارد.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة