أكرم القصاص - علا الشافعي

عبد الفتاح عبد المنعم

فضيحة النفوذ الإسرائيلى فى أمريكا.. «اللوبى» و«الأيباك» أقوى من الدولة

السبت، 24 مارس 2018 12:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أواصل قراءاتى فى الملف الأمريكى، وسياسات البيت الأبيض تجاه دول المنطقة العربية، وتأثير علاقتها الحميمة مع إسرائيل، التى تعد أحد معوقات إقامة علاقات طيبة بين الولايات المتحدة الأمريكية والدول العربية، حيث نشرت مجلة «الاتجاه» دراسة حملت عنوان «النفوذ الإسرائيلى فى أمريكا.. اللوبى والأيباك أقوى من الدولة»، حيث رصدت فكرة اللوبى السياسى، فتقول الدراسة: يشكل المؤتمـر اليهودى الأمريكى، الذى انبثقت عنه لاحقًا اللجنة الإسرائيلية الأمريكية للشؤون العامة، المعروفة اختصارًا باسم «أيباك»، أهم المؤسسات الصهيونية الأمريكية الفاعلة، والتى تعمل على مساندة المواقف الإسرائيلية، وتحارب أى تحالف مع العالم العربى والإسلامى يمكن أن يعود بسلبية على إسرائيل، كما تقود الحملات الإعلامية المعادية للعرب والمسلمين، وتعارض مدهم بالسلاح المتطور.
 
وهذه المنظمة التى تشكل مزيجًا من العديد من القوى الاقتصادية والسياسية والاعلامية «تضم أكثر من 100 ألف عضو»، نجحت فى فرض نهجها بشكل كامل على قرارات الحكومات الأمريكية على مر العقود، وتمكن 5 ملايين يهودى أمريكى من التحكم بقرابة 300 مليون أمريكى، ولعب دور مروع فى جعل واشنطن تتبع سياسات أدت إلى قتل وجرح مئات الآلاف حول العالم.

كيف يؤثر اللوبى الصهيونى على القرار الأمريكى؟

تشير الدراسة إلى أن قوة اللوبى الصهيونى فى أمريكا تعاظمت خلال الفترة الماضية بطريقة كبيرة، حتى ذهب الأمر برئيس القيادة المركزية الأمريكية الأسبق، الجنرال ديفيد بتريوس، للاعتراف بأن إسرائيل أصبحت عائقًا أمام بلاده، ليؤكد ما تحدث عنه الرئيس الأمريكى الأسبق جيمى كارتر بأن جماعات الضغط الإسرائيلية داخل واشنطن صاحبة أقوى نفوذ فى البلاد، حيث نجح اللوبى الصهيونى فى فرض إملاءاته على السياسة الأمريكية، حتى وإن كانت هذه السياسات ستأتى بنتائج عكسية على واشنطن نفسها، كما حصل خلال الغزو الأمريكى للعراق 2003، والتحريض المستمر ضد إيران وسوريا، وآخر تلك الشواهد القريبة كان فى نجاح اللوبى الصهيونى بدفع الرئيس الأمريكى لإصدار قرار اعتبار القدس عاصمة للكيان الإسرائيلى، وهو ما أثّر كثيرًا على أمريكا التى وجدت نفسها بعزلة دولية حقيقية بعد هذا القرار.
 
ويعمل اللوبى الصهيونى داخل أمريكا بطريقتين، واحدة مباشرة تتم من خلال إجراء اتصالات واجتماعات مع كبار المسؤولين الأمريكيين، بمن فيهم الرئيس الأمريكى، وأعضاء مجلسى الكونجرس والشيوخ، وكبار موظفى الخارجية الأمريكية، أو غير مباشرة من خلال إثارة القضايا المختلفة فى الإعلام، وإجراء الندوات وحملات الدعاية المكثفة لحشد الرأى العام الأمريكى، إلى جانب القضايا المثارة، والتى لا تحظى بالاهتمام الكافى لدى الإدارة الأمريكية.
دور المال والإعلام فى التغلغل اليهودى داخل أمريكا:
 
لعب أثرياء اليهود، الذين تشير الإحصاءات إلى أنهم أغنى مرتين من كل الدول العربية، وحسبما توضح الدراسة، دورًا كبيرًا فى شراء ولاء بعض دول العالم لصالح الكيان الإسرائيلى، ولم يقتصر دورهم على أمريكا فقط، وإن كان هذا الدور برز بشكل كبير فيها، حيث يستخدم اللوبى اليهودى، عبر منظماته العديدة فى أمريكا، المال لاستمالة أعضاء الكونجرس إلى جانب إسرائيل، واستطاع هذا اللوبى على الدوام الضغط على الإدارات الأمريكية، ورفع حجم المساعدات الأمريكية الحكومية التراكمية منذ العام 1951 حتى نهاية العام 2009 إلى 104 مليارات دولار.
 
وبالاضافة إلى الجانب الاقتصادى الذى يعد مفتاح جمع الولاء لإسرائيل، فإن هناك عاملًا آخر لا تقل أهميته عن الاقتصاد، وهو موضوع السيطرة على العقول عن طريق العالم، أو كما يقال كسب الرأى العام العالمى، فقد أدرك اليهود وقبل بداية مشروعهم فى فلسطين أن السيطرة على الإعلام ستعطيهم مجالًا واسعًا لعملية «غسيل مخ» للعقول البشرية، وستؤدى بطبيعة الحال إلى قلب الحقائق فى أذهان الناس، وطبع الصورة التى يريدونها فقط فى العقول، وعلى هذا الأساس وضع منظّرو الصهيونية العالمية فى حسبانهم عددًا من القواعد اللازمة للسيطرة عقول الناس إعلاميًّا، وهو ما يتجلى بوضوح من خلال السيطرة على المؤسسات الإعلامية فى أمريكا وأوروبا، حيث لا توجد وسيلة إعلامية مرئية أو إذاعية أو مقروءة إلا ويوجد بها يهود فى مراكز قيادية متقدمة، بدءًا من شبكات «فوكس نيوز، وإيه بى سى نيوز، وسى إن إن»، وصحف «نيويورك تايمز»، التابعة لعائلة آرثر ساليزبرجر اليهودية، و«واشنطن بوست»، التابعة لعائلة كاثرين جراهام ماير اليهودية، كذلك صحيفة «وول ستريت جورنال»، التى تعدّ أكثر صحيفة يومية تجارية توزيعًا فى أمريكا «مملوكة لليهودى بيتر كان»، مرورًا بشبكات «بى بى سى، والإندبندنت، والجارديان» البريطانية، وصولًا إلی القنوات التليفزيونية الفرنسية والألمانية وغيرها، بالاضافة إلى أن أهم وكالتى أنباء حول العالم، وكالة أنباء «رويترز» التى مؤسسها هو جوليوس باول رويتر، الألمانى اليهودى، ووكالة الأنباء الفرنسية «فرانس برس»، التى كانت تسمى سابقًا وكالة أنباء «هافاس»، نسبة إلى أحد مؤسسيها اليهود.
 
التمدد اليهودى فى الإعلام الأمريكى موجود أيضًا حتى فى مجال امتلاك أشهر دور نشر فى أمريكا، إذ يملك اليهود شركة «سيمون وشاستر»، وشركة «تايم وارنر تريد جروب»، وشركة «راندوم هاوس»، وعليه فإن ما يقال وينشر فى وسائل الإعلام، وما يحدد آلية اتخاذ القرار فى أهم مراكز صنع القرار حول العالم، لاسيما واشنطن ونيويورك، يجب أن يصب بطريقة أو بأخرى بمصلحة الكيان الإسرائيلى، والسياسى الأمريكى مهما علت درجته سيكون دائمًا تحت رحمة تلك الوسائل القادرة على إنهاء حلمه بتقرير إعلامى بسيط، قادر على إشعال الرأى العام الأمريكى ضده، وهو ما حدث فعلًا عدة مرات على مر التاريخ الأمريكى الحديث.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة