يحتفل المسيحيون اليوم، بعيدين من أعيادهم السنوية المهمة، والتى تمثل أحد الذكريات أو الطقوس الدينية الخاصة فى الديانة الإبراهيمية، حيث يحتفل اليوم بعيدى "البشارة" و"أحد التناصير".
ويأتى الاحتفال بعيد البشارة كل عام فى 25 مارس، ويعتبر أول الأعياد، من حيث ترتيب أحداث التجسد فلولا البشارة وحلول السيد المسيح فى بطن العذراء ما كانت بقية الأعياد، لذلك الآباء يسمونه رأس الأعياد والبعض يسمونه نبع الأعياد أو أصل الأعياد.
ومذكور فى الإنجيل والقرآن أن الله -سبحانه وتعالى- أرسل ملكًا للسيدة العذراء ليبشرها بحملها بميلاد بالسيد المسيح، ويؤكد الآباء أن السيد المسيح حل فى بطن العذراء بعد أن قالت "هوذا أنا أمة الرب ليكن لى كقولك"، هذه نقطة تأمل أن ربنا أحترم حرية صنعة يديه.
فى إنجيل "لوقا" الإصحاح الأول أن الله أرسل جبرائيل الملاك من الله إلى مدينة من الجليل اسمها ناصرة، إلى عذراء مخطوبة لرجل من بيت داود اسمه يوسف واسم العذراء مريم، وفى الآية 28 "دخل إليها الملاك وقال سلام لك أيتها المنعم عليها، الرب معك مباركة أنت فى النساء".
وفى القرآن سورة مريم "وَاذْكُرْ فِى الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا (16) فَاتَّخَذَتْ مِن دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا (17) قَالَتْ إِنِّى أَعُوذُ بِالرَّحْمَٰنِ مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيًّا (18) قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا (19) قَالَتْ أَنَّىٰ يَكُونُ لِى غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِى بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا (20) قَالَ كَذَٰلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَى هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِّلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِّنَّا وَكَانَ أَمْرًا مَّقْضِيًّا (21).
أما أحد التناصر، فكان الغرض الرئيسى من الصوم الأربعينى الكبير فى عصور الكنيسة الأولى هو تعليم الموعوظين الجدد بالمسيح، وتهيئتهم لنوال نعمة المعمودية.
وبحسب ما ذكره موقع "الأنبا تكلا" إنه حينما اختفى نظام الموعوظين، بقى المعنى الأساسى للصوم الكبير كما هو، ولذلك لاعتقاد الكنيسة بأن المعمدين يفقدوا جزءًا من قوة الحياة الجديدة والتى نالها بعد التعميد، ولذلك فإن الفكر التعبدى للكنيسة جعل من فترة الصوم الأربعينى المقدس فرصة رجوع من جديد إلى هذه الحياة الإلهية التى وهبها لنا المسيح ونلناها منه فى المعمودية.
ويوضح الموقع، أن "أحد التناصر" هو أنجيل قداس الأحد السادس، وهو إنجيل النور إنجيل المولود أعمى الذى خلق له المسيح البصر من جديد بحسب النص الإنجيلى: "كنت أعمى والآن أبصر"، وأحد التناصر هو الأحد السادس للصوم الكبير والذى يسبق أحد الشعانين، "الأحد الأخير من الصوم" والذى يسبق عيد الفصح (القيامة) بأسبوع.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة