لا يمكن أن تمر زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى لإحدى القواعد الجوية فى قلب سيناء، دون التأكيد أنها زيارة المنتصر، وأن العملية «سيناء 2018» حققت أهدافها بالقضاء على كلاب أهل النار وتنظيف أرض الفيروز من دنس الإرهاب.
زيارة الرئيس السيسى لسيناء برفقة كبار رجال الدولة، رسالة تحد رائعة وعظيمة الأثر، وتأكيد أن الدولة فرضت إرادتها ونفوذها وسطوتها هناك، والدليل أن الرئيس وكل رجال الدولة موجودون بين المقاتلين، يتحاورون ويتناولون وجبة الإفطار معهم، ويبثون فيهم الثقة وروح التحدى والقدرة على أن جيش مصر فعلا وقولا، خير أجناد الأرض.
وبينما أكد الرئيس من قلب سيناء اعتزازه والشعب المصرى بالدور الوطنى، الذى يقوم به مقاتلو القوات المسلحة والشرطة فى دحر الإرهاب واستعادة الأمن فى سيناء، مؤكدًا ضرورة استخدام كل القوة ضد كل من تسول له نفسه أن يرفع السلاح ضد أى مصرى، كان الإخوان والقطريون يخططون بعناية لتنفيذ أعمال إرهابية لإشاعة الخوف فى قلوب المصريين، ومنعهم من النزول فى حشود أمام اللجان.
وجدنا الإخوان، أمس السبت، ينفذون عملا إرهابيا فاشلا للنيل من مدير أمن الإسكندرية، لإحداث صدى كبير باغتيال قيادة شرطية مهمة، إلا أن القدر أنقذه، فى حين دفع 4 من أفراد الحراسة والمجندين البسطاء أرواحهم ثمنًا لهذا الحادث الإرهابى الخسيس.
ولكن اللافت فى الحادث، أنه جاء تنفيذه عقب الرسالة التى بثتها قناة الجزيرة الأسبوع الماضى، فى صيغة سؤال تحريضى، وسافر ومنحط، مفاده نصا: هل سيتجه الإخوان المسلمون إلى العنف بعد إن اكتشفوا أن سلميتهم ليست أقوى من السلاح؟!
تأسيسًا على طرح هذا السؤال، لا يمكن أن نفسر الحادث الإرهابى فى الإسكندرية إلا من خلال أن الدوحة ضليعة فى محاولة منع المصريين من النزول بحشود جرارة أمام اللجان، وأن بوقها الحقير قناة الجزيرة، تبث هذا التحريض سواء عبر شاشتها، أو على موقعها الإلكترونى، وأنها منحت الضوء الأخضر للإخوان لتنفيذ الخطة، وتطالبهم برفع السلاح فى وجه المصريين، وتصعيد العنف، والتنصل من شعار «سلميتنا أقوى من الرصاص».
هذا الحادث الإجرامى، رسالة قوية للمصريين، تقول لهم عمليًا، إن بلادكم مستهدفة، وأن الجميع فى مرمى النيران، شعب ومؤسسات، وأن مطالب الرئيس بضرورة نزول المصريين فى حشود بالملايين، هدفه الدفاع عن مصر، والتأكيد أن المصريين جميعًا فى خندق واحد ضد كل الجماعات والتنظيمات والكيانات والدول المتآمرة، وأن نزولهم فى الانتخابات رسالة قوية لكل هؤلاء الأعداء مفادها أننا عازمون على المواجهة القوية، فى الحرب على الإرهاب، وحرب البناء والتنمية، ولن يعيقنا أحد.
قطر، وعبر منبرها الحقير، أعطت إشارة البدء منذ أسبوع لجماعة الإخوان الإرهابية، لرفع السلاح فى وجه المصريين وتنفيذ عمليات إرهابية، لمنع المصريين من النزول، دون إدراك من تنظيم الحمدين بأن المصريين شعب يعشق التحدى، ويسكن جيناته الداخلية، الصمود والتحمل، وأنه يقف يشاهد تفكيك قنبلة، ويمسك بإرهابى يحاول اقتحام كنيسة، ويحتضنون الموت بقوة، دون خوف، لذلك فإنهم سيعطون خلال الساعات القليلة المقبلة درسًا للدوحة وأنقرة وواشنطن ولندن وكل الجماعات والتنظيمات الإرهابية، وخونة الداخل، من خلال النزول والحشد أمام اللجان، من أجل مصر، وليس من أجل أشخاص.
الإخوان، فى حالة يأس وإحباط شديد، وأنهم يمرون حاليا بأضعف حالاتهم، خاصة أنهم شاهدوا حشود المصريين فى الخارج أمام اللجان الانتخابية، وأن المؤشرات تقول إن الحشود فى انتخابات الداخل والتى ستنطلق غدا، الاثنين، ستكون كبيرة، وبأرقام لم يسبق لها مثيل فى أى استحقاق انتخابى، بجانب أيضًا، أن الجيش ومن خلفه الشرطة، يحققون انتصارات مدوية فى سيناء، وطهروا أرض الفيروز من دنس الإرهاب، وهما ضربتان قويتان تفوقان ضربة خروج المصريين فى 30 يونيو و3 يوليو و26 يوليو 2013 لإزاحة الجماعة من الحكم وطردهم شر طردة من المشهد العام.
أما الرئيس السيسى، وهو بين رجاله فى سيناء فإنه يؤشر لمفهوم «الزعيم» فعلا وقولا، وقد علمنا التاريخ أن الزعيم لا تمخض عنه محنة أو شدة، وأن نجمه لا يلمع إلا فى الظلام، فنحن لا يمكن أن نفهم دور غاندى إلا إذا عرفنا أية هوة سحيقة كان شعب الهند مترديًا فيها وأية أمراض اجتماعية واقتصادية وأخلاقية قاتلة كانت تنهش فى كيانه، حين تصدى غاندى للزعامة، ولا يمكن لنا أن نعى دور السيسى، إلا من خلال مواجهته لكل الصعاب والأزمات، التى مرت بها بلادنا، واستطاع أن ينتشلها من السقوط فى الهاوية ثم يثبت دعائم الدولة، ويعيد لها الأمن والاستقرار، وينهض باقتصادها، ويعيد دورها الرائد إقليميًا، ودوليًا، ويقضى على كل التنظيمات والجماعات والكيانات الإرهابية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة