أحمد إبراهيم الشريف

تأخرنا وإيه يعنى.. دا إحنا من عابدين يا فلمنكيين

الأحد، 25 مارس 2018 10:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى طبيعية تامة، ودون أى إحساس بالذنب تحركتُ ناحية المعهد الهولندى الفلمنكى فى الزمالك وبعد السؤال ومحاولة الوصول إلى المكان، وصلت متأخرا نصف ساعة عن ندوة الكاتبة المميزة منصورة عز الدين، والتى كانت تناقش مجموعتها القصصية الجديدة «مأوى الغياب» والمقرر لها الساعة السادسة مساء لكنى فوجئت بمنعى من دخول المعهد لأننى تأخرت.
 
كان المترجم المهم أحمد صلاح الدين والكاتب الجميل حسن عبدالموجود قد سبقانى فى الوصول إلى المكان ولم يتمكنا من الدخول أيضا، بالطبع كان الأمر غريبا جدا بالنسبة إلىّ، كأنى انتقلت إلى عالم آخر، فى لحظة ما لم أعرف الصواب والخطأ، هل نحن الذين ارتكبنا إثما بتأخرنا أم أن هؤلاء الهولنديين الفلمنكيين «مزودينها».
 
فى طريق العودة فكرت فى أننا نحن الاثنين أخطأنا، أنا لأننى اعتمدت على أن عملى فى منطقة المهندسين بالقرب من الزمالك وأن ربع ساعة كافية للوصول إلى الندوة، ولم أضع فى حسابى أن زحام الشوارع سوف يضطرنى أن أسير على قدمى المسافة كلها، كما أننى كنت أسيرا للفكرة المصرية الشهيرة «لا ندوة تبدأ فى وقتها»، وهم، رغم نبالة الفكرة التى أرادوا تكريسها، أخطأوا فى شيئين أيضا، الأول أنهم لم ينوهوا لذلك، وكان الواجب أن تكون دعوة الندوة مشتملة على ذلك، وثانيا عليهم أن يدركوا الوسط الذى يخاطبونه، هم يقدمون نشاطهم الثقافى فى مصر ويقصدون جمهورا لا يعرف التحديد الدقيق لمعنى الساعة والدقيقة، بل إن التأخير جزء أساسى من ثقافته، أما الانضباط الغربى فذلك ليس له مجال عندنا.
 
لكننى فى الحقيقة أعترف أن أسبابى فى نقد المسؤولين فى المعهد الهولندى الفلمنكى واهية، وأننى كنت أتمنى لو استطعت أن أكون منضبطًا، خاصة أننى عادة من المنضبطين فى مواعيدهم، لذا أعترف أن ما قدمه المعهد هو قيمة «غائبة» فى حياتنا خاصة فى عالم المثقفين الذين يملكون وجهة نظر مختلفة فى أشياء كثيرة، لدرجة أننا بدأنا نعتقد أن المنضبط هو المخطئ وأنه يبالغ، مع أنه لا يفعل ذلك أبدا بل يضع الأشياء فى نصابها.
 
المهم أنى بإيحاء من الحس الساخر الذى أطلقه حسن عبدالموجود وجدت نفسى أتذكر فيلم أحمد مكى «سينما على بابا» حينما كان يحارب الفضائيين وصاح فيهم «أنا من عابدين يا فضائيين».






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة