الجمعة الماضى اختار الرئيس عبدالفتاح السيسى أن يتناول الإفطار مع أبنائه من مقاتلى سيناء فى إحدى القواعد الجوية بسيناء، وتأدية صلاة الجمعة مع عدد من أبطال القوات المسلحة والشرطة المشاركين فى العملية الشاملة سيناء 2018، فى زيارة تحمل العديد من الرسائل، سواء بالنظر إلى توقيتها ومضمونها.
توقيتها مرتبط بأنها جاءت قبل ثلاثة أيام من انطلاق الانتخابات الرئاسية غدًا، الاثنين، وهو ما يعنى أن الرئيس أراد توصيل رسالة للجميع أن مصر مستعدة لهذه الانتخابات أمنيًا، حتى فى سيناء، فالأوضاع فى مصر مستقرة، ولن يكون الإرهاب معطلًا لانطلاقة الدولة، فمصر تواجه الإرهاب فى سيناء وفى نفس الوقت تؤمن الانتخابات، مثلما استطاعت طيلة السنوات الثلاث الماضية أن تؤمن العديد من الفعاليات، سواء كانت الانتخابات البرلمانية أو استضافة المؤتمرات والقمم الإقليمية والدولية.
فى المضمون كان ضروريًا أن يؤكد الرئيس السيسى لأبنائنا وجنودنا فى سيناء أن كل مصر تقف خلفهم فى حربهم الشريفة ضد الإرهاب، لذلك جاءت هذه الزيارة، التى ضمت أيضًا الفريق أول صدقى صبحى، القائد العام للقوات المسلحة، وزير الدفاع والإنتاج الحربى، واللواء مجدى عبدالغفار، وزير الداخلية، والفريق محمد فريد، رئيس أركان حرب القوات المسلحة، وعدد من كبار قادة القوات المسلحة.
والمهم فىها أيضًا أنها جاءت بعد شهر تقريبًا من زيارة أجراها الرئيس السيسى لسيناء فى 25 فبراير الماضى، لافتتاح قيادة قوات شرق القناة لمكافحة الإرهاب، والقيام بجولة تفقدية فى موقع القيادة قوات شرق القناة، ثم مركز العمليات الدائم لقيادة شرق القناة، التى يتم من خلالها إدارة خطة المجابهة الشاملة للعملية «سيناء 2018»، للوقوف على جاهزية القوات واستعدادها لتنفيذ كل المهام القتالية الموكلة إليها.
كل هذه الزيارات هى أقوى رسالة تأييد لجنودنا، وفى نفس الوقت رسالة للإرهابيين بأن مصر تقف يدًا واحدة ضدهم، ولن يهدأ بال المصريين إلا بتنظيف كل التراب المصرى من كل إرهابى ارتضى لنفسه أن يكون دمية فى يد من يحركونه لإثارة الفوضى فى مصر.
الزيارة كانت مناسبة مهمة أيضًا ليؤكد الرئيس من داخل سيناء، ومن وسط أبناء مصر المكلفين بتطهير سيناء من دنس الإرهاب، اعتزازه والشعب المصرى بالدور الوطنى الذى يقوم به مقاتلو القوات المسلحة والشرطة فى دحر الإرهاب واستعادة الأمن بهذه البقعة الغالية من أرض مصر، والإشادة عن حق بالتنسيق والتعاون الجيد بين القوات المسلحة والشرطة لرصد وتتبع الخلايا الإرهابية وتنفيذ الضربات الاستباقية الناجحة ضد هذه العناصر، مؤكدًا فى الوقت ذاته على ضرورة استخدام كل القوة ضد كل من تسول له نفسه أن يرفع السلاح ضد أى مصرى، خاصة أن عقيدة الجيش المصرى الأصيلة هى حماية الشعب والوطن وليس الاعتداء على أحد، أخذًا فى الاعتبار أن الدولة المصرية تسير حاليًا على إستراتيجية أخرى لا تقل أهمية عن الإستراتيجية الأمنية، تقوم على ضرورة زيادة القدرة على التوصيف والفهم والوعى والإيمان بعدالة قضيتنا لزيادة القدرة على المواجهة، لذلك فإن مصر رفعت شعار أن مواجهة الإرهاب أشرف مهمة على الإطلاق لتحقيق الأمن والأمان للشعب المصرى العظيم.
خلال الزيارة قال الرئيس السيسى: «إننا سنأتى هنا قريبًا للاحتفال بالنصر على خوارج هذا العصر»، وأن عملية التنمية فى سيناء ستتحقق بمشيئة الله، خاصة أن الدولة تضع نصب أعينها الاستمرار فى تنميتها، التى تقدر تكلفتها بـ(275) مليار جنيه، مع الإشارة إلى أنه تم الانتهاء من إنشاء مطار مدنى بسيناء كأحد دعائم التنمية خلال الفترة المقبلة، وهو ما يؤكد أن الدولة تسير على الطريق الصحيح، الذى يمزج ما بين مواجهة الإرهاب بالسلاح والتنمية معًا، لأن الهدف الأساسى هو تعمير سيناء، وليس فقط تنظيفها من الإرهاب.
وكم كنت سعيدًا حينما رأيت على وجوه مقاتلينا فى سيناء روحهم المعنوية المرتفعة، كونهم يؤمنون عن حق أنهم يخوضون أنبل وأشرف معركة نيابة ليس فقط عن الشعب المصرى، وإنما نيابة عن العالم بأسره، لذلك فهم لا يهابون الموت، بل يسعون دومًا للشهادة فداء لمصر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة