قال الشاعر الفلسطينى فخرى رطروط: "إن كونى شاعرًا فلسطينيا فهذا مأزق، فأنا لم أطلق رصاصة أو حجرا من قبل، والأبطال الحقيقيون فى السجون المليئة بالأبطال والأطفال، فهؤلاء هم من يستحقون تسليط الضوء وليس أنا، وفى حقيقة إن الشاعر محمود درويش هو أسطورة ونعم نقدره، ولكن أى شاعر فلسطينى يشعر بأن لديه سقفا هو محمود درويش وكأنه قضى علينا.
جاء ذلك خلال الندوة التى نظمتها دار بتانة للنشر، مساء أمس، لمناقشة ديوان "البطريق فى صيف حار" الصادر عن دار نفسها، للشاعر الفلسطينى فخرى رطروط، وناقش الديوان الناقد عمر شهريار، وأدار الندوة الكاتب إبراهيم عادل.
وفى بداية الندوة قال الشاعر الفلسطينى فخرى رطروط إنه من الرائع أن يجد الشاعر دار نشر تبادر من أجل نشر ديوانه بدون مقابل، مشيرًا إلى أن الديوان هو خليط من بيئة عربية وبيئة أجنبية مرتبطة بكونه يعيش فى نيكاراجوا "وهى نعمة أحمد الله عليها".
ومن جانبه قال عمر شهريار، إن ديوان "البطريق فى صيف حار" يشهد حضورًا كبيرًا لمفردات الطبيعة، وكأنه يدون لحياة لا يوجد فيها بشر كثيرون، إضافة إلى غياب صورة الحبيبة، والاستفادة الكبيرة من السينما والمشاهد.
ورأى عمر شهريار أن قصائد ديوان "البطريق فى صيف حار" تبدو كجمل تقريرية تتسم بالحدة، وفى كل قصائده لا يوجد الرابط السببى أو الوحدة الموضوعية، فبنية الديوان برمته قائمة على الشذرات، فلا توجد أى روابط بين مقاطع القصائد وبعضها، فإذا ما قمنا بعملية تبديل بين الفقرات فلن يحدث أى خلل، ومن هنا يأتى دور القارئ فى إعادة صياغة النص وتأويله، فنحن هنا أمام النص الذى يكتمل ويتحقق بالقارئ.
وقال الشاعر أحمد الشهاوى: "إننى حينما أتحدث عن فخرى رطروط فهذا يأتى من كونى أول شاعر تعرف عليه وتحديدا فى نيكاراجوا، وهى قصة أسطورية – هكذا أصفها – فهو شاعر من مواليد الزرقاء، وسواءً وافقنى أو لا، فتلك هى الحقيقة، وهى أن فخرى رطروط خرج كافرًا بشعراء فلسطين، لأنه ذهب إلى أحدهم وعرض شعره عليه، وللعلم لم يكن ثمة فارق بينهما سوى السنوات، فقال له: هذا ليس شعرًا".
وأضاف أحمد الشهاوى: وربما تكون هذه هى نقطة التحول التى قرر على إثرها أن يذهب إلى نيكاراجوا، ولكن الفارق هنا، وما ينبغى الالتفات إليه، هو أن فكرة النص الشعرى المسيطر المهيمن جعل هذا شعرًا، ومن يكتب غيره فليس بشعر.
وأشار "الشهاوى" إلى أنه على الرغم أن محمود درويش كان يعد الشاعر وليد خازندار أحد الشعراء الكبار، إلا أنه ما زال منفيا وسط شعراء فلسطين، مضيفًا: أظن أن فكرة الخروج من الوجود الفلسطينى مجازًا، جعل فخرى مترددا خائفا مرتعدا مرتبكا قلقا لا يثق فى ذاته.
وتابع أحمد الشهاوى: حينما رأيت فخرى رطروط ظل ينفى عن نفسه صفة كونه شاعرًا، وكدت أصفعه على وجهه لأننى رأيت شعرًا وشاعرًا، إلا أنه ولى هاربا وظل ينفى عن نفسه هذه الصفة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة